رفضت كوريا الجنوبية، أمس، بتأييد من واشنطن، دعوة كوريا الشمالية إلى محادثات غير مشروطة لتخفيف التوتر واعتبرته اقتراحا للدعاية وليس جديا. وقال مسؤول بوزارة إعادة الوحدة «سبق لكوريا الشمالية أن أصدرت بيانات في إطار حملة دعائية تجاه الجنوب، نحن لا نعتبر هذا مقترحا جادا للحوار. بل إنه حتى لم يقدم بالشكل الصحيح والمناسب». طلاب يخضعون للتدريب العسكري جنوب سول في إطار الاستعداد الجنوبي لمخاطر الحرب ونقلت «فرانس برس» عن المتحدثة باسم وزارة إعادة الوحدة لي جونغ جو قولها إن الشمال قدم عدة عروض من هذا النوع منذ 2007، معتبرة أن بيونغ يانغ تسعى من خلال هذه العروض لإثارة انقسام في الشعب والحكومة في كوريا الجنوبية . وتابعت : إنه يجدر بالشمال إثبات حسن نواياه أن يحترم واجباته المعلنة عام 2005 بشان نزع سلاحه النووي ويعتذر عن قصف جزيرة كورية جنوبية صغيرة في 23 تشرين الثاني/نوفمبر وعن إطلاق طوربيد على بارجة كورية جنوبية في آذار / مارس، ما أوقع خمسين قتيلا بشكل إجمالي . وجاءت اللفتة التي صدرت عن الشمال يوم الأربعاء بينما اجتمع مسؤولون أمريكيون مع مسؤولين صينيين وكوريين جنوبيين لمحادثات بشأن كيفية تهدئة التوترات في شبه الجزيرة الكورية وإقناع بيونغ يانغ بوقف أنشطتها النووية الحساسة . ووصل المبعوث الأمريكي ستيفن بوسورث إلى الصين أمس ليزور اليابان اليوم الجمعة. وتحث واشنطنبكين على بذل المزيد من الجهود لكبح حليفتها كوريا الشمالية. وقال بوسورث إنه سيواصل التنسيق عن كثب مع الصين التي أعلنت وزارة خارجيتها أنها تؤيد الاتصالات والحوار بين الكوريتين، غداة عرض بيونغ يانغ إجراء مفاوضات «غير مشروطة وبشكل سريع» مع كوريا الجنوبية . أعلنت الصين تأييدها لإجراء اتصالات بين الكوريتين لكن واشنطن تنظر بحذر إلى نوايا الشمال ويتقصى مبعوثها ستيفن بوسورث في بكين مدى استعدادها للضغط على بيونغ يانغ وقالت سول -التي تريد اعتذارا بعد قصف مدفعي كوري شمالي لجزيرة يونبيونغ الحدودية قبالة مياه متنازع عليها أودى بحياة أربعة أشخاص في نوفمبر تشرين الثاني- أن دعوة بيونغ يانغ إلى محادثات هي لفتة جوفاء .
وأشارت الولاياتالمتحدة إلى أنه يتعين على كوريا الشمالية أن تتوقف عن استفزاز جارتها وأن تعيد تأكيد التزامها باتفاقية وقعت في 2005 وأن تقبل تحمل المسؤولية عن هجمات وقعت مؤخرا . وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي للصحفيين الأربعاء أن على بيونغ يانغ أن تثبت «جديتها» مضيفا أن «عليها أن تثبت أن عرضها صادق». وأوضح كراولي أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تطرقت إلى الموضوع مع نظيرها الصيني يانغ جيشي الذي تباحثت معه في وقت سابق خلال النهار في واشنطن. وقال هونغ هيون-إيك من معهد سيجونغ أن «عرض الحوار هذا يضع الجنوب في موقف غير مريح إطلاقا، لا سيما في وقت تدعو الصين والولاياتالمتحدة معا إلى تهدئة التوتر من خلال المحادثات». ورأى أن الشمال قد يقوم بتجربة نووية ثالثة إذا لم يتم إحراز تقدم على صعيد استئناف المحادثات السداسية (بين الكوريتين والصين واليابان وروسيا والولاياتالمتحدة) المتوقفة منذ أن خرجت منها بيونغ يانغ في نيسان / إبريل 2009 . وفي طوكيو ترتب كلينتون و وزيرة الخارجية الياباني سيجي مايهارا لزيارة رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان القادمة للولايات المتحدة ولقاء الرئيس باراك أوباما الربيع المقبل . وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء إن اجتماعهما تطرق لتعزيز التحالف الأمني الثنائي الذي يتوقع إصداره في القمة الثنائية، وتنسيق سياستيهما في التعامل مع الأزمة النووية مع كوريا الشمالية.