أقر وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمس الجمعة في حديث مع وكالة فرانس برس بان فضيحة التجاوزات المشينة بحق معتقلين عراقيين على ايدي جنود اميركيين كان لها الضرر البالغ على الولاياتالمتحدة في الخارج لكنه دعم زميله وزير الدفاع دونالد رامسفلد. وقال باول إن هذه المشاهد بغيضة وغير مقبولة ويجب التصرف بشأنها، وستأخذ العدالة مجراها، لا شك في ذلك. لكن يجب ألا ننسى ما ندافع عنه حقا وهو اعادة الديموقراطية إلى العراق وأكد ان هذه القضية تزيد من صعوبة عملنا ولا تساعد قضيتنا وذلك في حين تواجه الولاياتالمتحدة وضعا صعبا للغاية في العراق وتجد صعوبات في الحفاظ على انسجام التحالف الدولي الذي تقوده وفي الوقت نفسه تقوم بمساع دقيقة في النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لكن باول جدد التأكيد على هدف التوصل إلى نقل السلطة للعراقيين كما هو متوقع في الثلاثين من حزيران/يونيو والذي تسعى واشنطن الى دعمه بقرار جديد من مجلس الأمن الدولي. وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن الأمل في أن يساهم هذا القرار في تخطي هذا الظرف الصعب من خلال حث المزيد من الدول على إرسال قوات الى العراق. أكد انه لم يتبلغ بعد ردا نهائيا من فرنسا وغيرها من الدول التي ترغب واشنطن في مشاركة قواتها بهدف حماية عمليات الأممالمتحدة في المستقبل في هذا البلد. كما أعرب عن الأمل في أن تثمر الحملة الواسعة التي يخوضها المسؤولون الأميركيون من اجل التأكيد على أن هذه الأعمال ليست منهجية في الجيش الأميركي ولا تعبر عن النوايا الأميركية في العراق. وقال باول إننا نبذل كل ما في وسعنا للتحدث للعالم، العالم العربي وبقية العالم لنبرهن على أننا أمة متشبثة بقيمها. وأمام موجة الاستنكار العارمة التي اثارتها هذه القضية في العالم وفي الشرق الاوسط بشكل خاص تعين على الرئيس الاميركي الخميس ان يعبر عن أسفه لما حصل من تصرفات الجنود المتورطين وتلاه امس الجمعة دونالد رامسفلد الذي يطالب العديد باستقالته، فقدم اعتذاراته مؤكدا انه يتحمل كامل المسؤولية في هذه الفضيحة. وكثف القادة الأميركيون الالتزامات بان هذه الممارسات ستلقى عقابا حازما وانهم سيتخذون إجراءات كي لا تتجدد. ودافع باول عن وزير الدفاع الذي أوقعته هذه الفضيحة في موقف حرج. وعلى الرغم من الخلافات العديدة التي تشوب علاقات باول برامسفلد الذي يعتبر من صقور إدارة بوش، اعتبر وزير الخارجية انه من السابق لأوانه التحدث عن استقالة. وصرح باول لفرانس برس ان وزير الدفاع انجز عملا جيدا وذلك على الرغم من ان العديد من نواب الكونغرس والصحف طالبوا باستقالته.