أعلن الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر أن صدور قرار ثان حول العراق عن مجلس الامن الدولي احتمال قائم وأن فرنسا لا تزال حليفة للولايات المتحدة ولم تبت بعد في مسألة مشاركتها المحتملة في تحالف عسكري ضد العراق. جاء ذلك بعد غضب انتاب اوروبا ازاء تصريحات أدلى بها وزراء أمريكيون انتقدوا فيها فرنساوالمانيا سلبيا ووصفوهما بأنهما من أوروبا القديمة (طراز قديم) بسبب رفضهما الحل العسكري. وقال فلايشر ان الامر ليس واضحا بعد بشأن صدور قرار آخر من مجلس الامن حول العراق وأن اطلاق حكم في الوقت الحالي سابق لاوانه الا انه احتمال قائم. واضاف ان الرئيس الامريكي جورج بوش قال بوضوح انه من المهم العمل عن طريق الاتصال الوثيق بحلفائنا ومن المهم ايضا ان يتلقى العراق اشارات لا تحتمل تفسيرات عديدة. وعقب هجوم وزير الدفاع الأمريكي رونالد رامسفيلد على فرنسا وألمانيا أمس، أعلن مجلس اوروبا أن الدول ال 44 اعضاء المجلس متفقة على ضرورة تجنب وقوع حرب في العراق، في رد على الانتقادات الامريكية للموقف الفرنسي الالماني المؤيد لتسوية الازمة العراقية سلميا. وقال رئيس الجمعية البرلمانية في مجلس اوروبا بيتر شيدر: لسنا منقسمين حول العراق، في رده على تصريحات المسؤولين الامريكيين الذين اكدوا ان فرنساوالمانيا معزولتان في معارضتهما لحرب جديدة في العراق. وفي 1 سبتمبر تبنت الجمعية البرلمانية في مجلس اوروبا باغلبية ساحقة قرارا حول تهديد بعمل عسكري ضد العراق. وقال شيدر: يبدو صعبا ايجاد هيئة اخرى تعكس الرأي العام الاوروبي بسلطة اكبر وشرعية اكبر، مذكرا ان الجمعية البرلمانية للمجلس تضم اعضاء في برلمانات 44 دولة اوروبية تمثل 800 مليون مواطن اوروبي. وردا على سؤال عن نتائج التوتر الحالي بين واشنطن من جهة وبرلين من جهة اخرى، قال فلايشر: لانتائج، انها احدى قوى التحالف. قد تكون هناك مسائل لا نتفق حولها وهذا جزء من الديموقراطية. وقد كررت فرنساوالمانيا في وقت سابق امس تأكيد تصميمهما على ايجاد حل سلمي للازمة في العراق مساء الاربعاء. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان الاممالمتحدة تشكل الاطار الوحيد لاي حل شرعي. فرنساوالمانيا، اللتان تتوليان تباعا رئاسة مجلس الامن الدولي، تقومان بتنسيق مكثف ونموذجي لاعطاء كل فرصة لتحقيق السلام. وقال شيراك ان الحرب ليست حتمية وسط تصفيق عاصف من نواب البلدين المجتمعين في قصر فرساي، بالقرب من باريس، بمناسبة الذكرى الاربعين لتوقيع معاهدة الاليزيه للصداقة بين البلدين. واكد المستشار الالماني غيرهارد شرودر عبر تلفزيون فرانس 2 انه لا يرى كيف يمكن ان تصوت المانيا لصالح الحرب. واضاف: ساقوم باستدعاء كل قواتنا حتى لا تحدث الحرب. ورد وزير الدفاع الامريكي بحدة على هذه التصريحات قائلا ان فرنساوالمانيا ما عادتا تمثلان سوى اوروبا القديمة غير قادرة على مواكبة التطورات. وقال دونالد رامسفلد: لا انظر الى اوروبا بوصفها المانياوفرنسا. اعتقد انهما تمثلان اوروبا القديمة، اذا نظرتم الى اوروبا كلها فان مركز ثقلها يمر في الشرق. ونصح وزير الخارجية الامريكي كولن باول من جانبه فرنساوالمانيا بانتظار ما سيقوله رئيسا المفتشين في مجلس الامن يوم الاثنين قبل معارضة تدخل عسكري. واتهم باول باريس وبرلين ضمنا بتجاهل واقع ان العراق لا ينفذ التزاماته في مجال نزع الاسلحة. وقال باول: صراحة، بعض الدول في العالم تريد بكل بساطة التغاضي عن هذه المشكلة والادعاء بانها غير موجودة.