يشهد فريق الرئيس الأمريكي جورج بوش توترات كبيرة حول شكل الإدارة المؤقتة للعراق لا سيما بشأن دور الأممالمتحدة والمعارضين العراقيين في الخارج في إطارها.. وقال مسؤولون رفيعو المستوى ان هذه التوترات بين البنتاغون ووزارة الخارجية تعقد الخطط الهادفة الى تشكيل إدارة مؤقتة بسرعة.. موضحا: لقد أصبحت المسألة معقدة للغاية وهي موضع معركة شرسة.. وأضاف: هناك توتر كبير بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع. وتشمل الخلافات تشكيلة إدارة الاحتلال المؤقتة التي تنوي واشنطن إقامتها فضلا عن تشكيل ادارة عراقية انتقالية لاحقا، ودور الاممالمتحدة.. فيما تثير المسألة الثانية اكبر المشاكل اذ ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد اقترح تشكيل ادارة انتقالية فورا في الجنوب يتألف معظم أعضائها من عراقيين معارضين مقيمين في المنفى. لكن وزير الخارجية الامريكي ومعه اجهزة الاستخبارات يخشى من ان الشعب العراقي لن يرحب بذلك كما ان هذا الامر يعرقل الجهود الهادفة الى تصحيح العلاقات مع اوروبا والعالم العربي. واوضح مسؤول ان موقف رامسفيلد الذي يعتبر ان العراقيين المقيمين في المنفى اجدر بتولي الحكم نظرا الى انهم عاشوا في دول غربية، فيما دعا كولن باول الى شراكة مع الاممالمتحدة لاعادة اعمار العراق وللمرحلة الانتقالية فيه. وقال المسؤولون انفسهم ان باول غضب عندما اطلع على خطة رامسفيلد وقد اتصل من الطائرة التي اقلته الخميس الماضي الى واشنطن بالبيت الأبيض ليعرب عن معارضته. واوضح احد المسؤولين هؤلاء ان باول مستاء. ويحاول دفع مجلس الامن القومي (التابع للبيت الابيض) الى مواجهة خطة البنتاغون. ولطالما عارضت وزارة الخارجية تشكيل حكومة مؤلفة من عراقيين من الخارج وقد المح مسؤول في البيت الابيض الى أن حجج باول قد تكون اصابت الهدف. واضاف ان تشكيل حكومة عراقية مؤقتة وموعد تشكيلها رهن بواقع الامور على الارض مضيفا: رغم ذلك ان حكومة كهذه قد تشكل قبل انتهاء الحرب. لكنه اضاف: لكن فكرة تشكيل حكومة مؤقتة مؤلفة فقط من عراقيين من الخارج مستبعدة كليا. اما بالنسبة لادارة الاحتلال التي ستشرف عليها الولاياتالمتحدة قبل تشكيل هذه الحكومة العراقية المؤقتة، فيعتبر وزير الدفاع ان الجيش يجب ان يكون له الدور الرئيسي فيها. في المقابل يريد باول منح دور اكبر للمدنيين. ونتيجة لذلك قال المسؤولون انفسهم ان دونالد رامسفيلد علق تعيين عدة دبلوماسيين او دبلوماسيين سابقين اختيروا للعمل مع الجنرال الامريكي المتقاعد جاي غارنر مسؤول الادارة المدنية المؤقتة المقبلة للعراق الذي اختاره الرئيس الامريكي جورج بوش في منتصف مارس الماضي. وفي الموقف الرسمي ابقت واشنطن على الغموض بشأن نظام الادارة المقبل المؤقتة في العراق وهي مسألة تثير احتكاكات ايضا مع الاممالمتحدة والدول التي لا تشارك في الحرب.