واشنطن -أ ف ب - وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد لا يعتذر من طريقة معالجته ملف الحرب على العراق. في كتاب مذكراته الجديد يقول إن اشد أسف لديه هو عدم تنحيه بعد فضيحة سجن أبو غريب. في كتابه «معلوم ومجهول» يدافع رامسفيلد عن معالجته للحرب وأبرز قراراته السياسية. ويقول انه تمنى لو انه «أرغم» الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش على قبول استقالته بعد كشف فضيحة التجاوزات التي ارتكبها حراس أميركيون في سجن أبو غريب في العراق. وكتب رامسفيلد «اهم شيء لم أتمكن من القيام به، مع اعتزازي بالكثير من الأمور التي أنجزناها، اندم لأنني لم استقل آنذاك»( بعد كشف الفضيحة). ورامسفيلد البالغ من العمر الآن 78 سنة أمضى بعد تلك الفضيحة سنتين ونصف السنة في منصبه قبل أن يقيله بوش اثر هزيمة الجمهوريين في الانتخابات التشريعية عام 2006 التي لعبت فيها حرب العراق دوراً كبيراً لأن الرأي العام كان يعارضها. لكن رامسفيلد يؤكد أن التجاوزات في سجن أبو غريب كانت من صنع جنود غير صالحين وليست سياسة ساهم في إعدادها، وهو موقف رفضته المجموعات المدافعة عن حقوق الإنسان. وقال وزير الدفاع السابق أيضاً انه كان على الإدارة أن تحصل على موافقة الكونغرس على طريقة معاملة معتقلي «الإرهاب» بدلاً من اعتماد مقاربة أحادية الجانب كان يشجعها آنذاك نائب الرئيس ديك تشيني. ولم يعرب عن ندمه على موافقته على اعتماد أساليب استجواب أقسى أو إدارة سجن غوانتانامو أو إنشاء محاكم عسكرية لمحاكمة المشتبه بضلوعهم في الإرهاب. وينفي أيضاً أن يكون رفض طلباً من القادة العسكريين إرسال المزيد من القوات لاجتياح العراق قائلاً انه لم يتلق ابداً طلباً رسمياً بذلك. ويؤكد ضباط متقاعدون وتقارير سبقت الاجتياح أن رامسفيلد أصر تكراراً على إرسال قوة اصغر. ويكتب في مذكراته «إذا نظرنا إلى الوراء، قد يكون هناك بعض الأوقات التي كان فيها عدد إضافي من القوات ليشكل عاملاً مساعداً». ويشير أيضاً إلى أن بوش ابلغه بتحضير خطط طارئة للحرب على العراق بعد 15 يوماً فقط على اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 وحتى قبل أن يبدأ الجيش الأميركي هجوماً على نظام «طالبان» في أفغانستان. ويكتب «لقد طلب مني الاطلاع على شكل خططنا العسكرية حول العراق». وفي روايات أخرى، أشير إلى أن رامسفيلد اقترح الهجوم على العراق بعيد اعتداءات أيلول. ويستخدم رامسفيلد مذكراته لتصفية حسابات مع منافسيه ومنتقديه منذ فترة طويلة وبينهم وزيرا الخارجية السابقان كولن باول وكوندوليزا رايس وكذلك السناتور جون ماكين. ويتهم رايس بأنها فشلت في إدارة نقاشات حول السياسة حين كانت تشغل منصب مستشارة الأمن القومي لدى بوش ووصف ماكين بأن «لديه مزاجاً عصبياً جداً». ورداً على سؤال عن هذا الوصف قال ماكين لشبكة «أي بي سي» الخميس إن رحيل رامسفيلد انقذ الحرب في العراق لأن استراتيجية وزير الدفاع السابق «كان مصيرها الفشل». وأضاف «نشكر الله لأنه اعفي من مهماته وقمنا بتعزيز القوات وإلا لكنا شهدنا هزيمة كارثية»، في إشارة إلى إرسال تعزيزات بعد رحيل رامسفيلد عن البنتاغون. ويتطرق الكتاب أيضاً إلى مسيرة رامسفيلد السياسية الطويلة قبل حكم بوش بما في ذلك مناصب شغلها خلال رئاستي ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد في السبعينات حين تولى حقيبة الدفاع للمرة الأولى. وعنوان الكتاب جاء من وحي عبارة رامسفيلد الشهيرة حول ما كان معروفاً آنذاك بخصوص أسلحة الدمار الشامل التي كان يعتقد بأن العراق يزود بها الإرهابيين. قال في مؤتمر صحافي في 2002 «هناك عناصر من المعروف أنها مجهولة، أي هناك أمور نعلم الآن أننا لا نعرفها. لكن هناك أيضاً أمور مجهولة لا ندركها، أي أشياء لا نعلم أننا لا نعرفها».