هل أجبر الجمهور المتابع للعبة كرة اليد النقاد والاعلام الرياضي للتسليم بان كرة اليد هي اللعبة الشعبية الثانية على مستوى المملكة، واللعبة الشعبية الاولى بالمنطقة الشرقية نظير الحضور الجماهيري المنقطع النظير لمبارياتها في صالات الساحل الشرقي؟ وهل تكون بطولة النخبة التي تحتضنها صالة مدينة الامير نايف بن عبدالعزيز الرياضية بمحافظة القطيف هي المحطة التي تؤكد تلك المقولة؟ البطولة تنطلق الاربعاء وتستمر حتى يوم الاحد القادم بمشاركة الخمسة الاوائل في مسابقة الدوري وهم: الاهلي والنور والقادسية والخليج والوحدة، وكل مباراة من ايام البطولة ستكون بطولة خاصة، فاذا كان البعض يؤكد ان التنافس التقليدي على مستوى المملكة اوديربي الكبار يجمع الخليج بالاهلي، فان هذه المعادلة طرأ عليها تعديدات وتغيرات، فهناك من يؤكد ان الديربي الحقيقي يجمع الخليج بالنور نظرا لحالات الانفعال والحماسة التي تصاحب مبارياتهما سواء داخل الملعب بين الفريقين، او على المستوى الجماهيري من على المدرجات بالاهازيج الصاخبة طال دقائق المباراة وسط حضور عددي لا يقل عن ستة آلاف متفرج وهو عدد كبير قد لا يوجد في بطولات العالم للمنتخبات. ولكن النقاد بدأوا يعترضون ايضا على هذه المعادلة، حيث يؤكدون ان الديربي الجديد يجمع الخليج والقادسية فبعد المنافسات القوية بين الفريقين في دوري الدرجة الاولى لكرة القدم عندما كان الفريقان في الاولى، انتقلت العدوى لكرة اليد، ويلاحظ ان المعادلة مهما اختلفت بين النقاد والمسميات يكون الخليج عادة طرفا في تلك المعادلة، لسبب بسيط جدا وهو ان جمهور (الدانة) وهو اللقب الذي يطلق على الخليج عادة ما يكون هو ملح كل البطولات والمنافسات سواء من الناحية العددية او من ناحية الفعالية وكانت المنافسات قبل ثماني سنوات تقريبا محصورة على الاهلي والخليج، حيث يتناوبان على حصد الالقاب حتى دخل النور على خط وحقق انجازات محلية عدة واتبعها بانجازات خارجية حقق فيها بطولة أندية الخليج وبطولة الاندية العربية، وفي السنتين الماضيتين دخل الوحدة طرف ثالث وحقق الموسم الماضي لقب الكأس، ووصل القادسية قبل موسمين لنهائي الكأس لكنه خسر النهائي امام الخليج. وتعتبر مدرستا الاهلي والخليج هما الاكثر اثارة في لعبة كرة اليد، فهما مازالا في القمة منذ ما يقارب ربع قرن، تذهب اجيال وتأتي بعدها اجيال، والاصل في ذلك ان لعبة كرة اليد في هذين الناديين اقرب الى لعبة (العوائل) منها من لعبة المواهب فقائد الأهلي الحالي عبدالرحمن عايد الذي بدأ مشواره مع الاهلي منذ ما يقارب الخمسة عشر عاما واكثر، زج باخوية طلال وابراهيم في الاهلي ليكونا دعامتين قويتين حاليا في الفريق، والمهندس ياسر الشاخور، نجم الخليج هو امتداد لوالده قائد المنتخب والخليج عبدالكريم الشاخور (رحمه الله) الذي توفي في احدى تدريبات فريقه، وخليل حواج هو امتداد لعلي الحواج، وموسى هزاع هو امتداد لشقيقيه عبدالله وحسين، وهاني هلال هو امتداد لاسرة الهلال في لعبة كرة اليد الخلجاوية، وحاليا اسرة الشايب علي ومحمد وهكذا دواليك. ونجوم النور حاليا ايضا هم من افرازات لعبة (الأسرة) فيضم الفريق الشقيقين فاضل وقصي ال سعيد وكان ثالثهم مناف يلعب في النور قبل ان ينتق للاهلي، وفي الوحدة اسرة القريشي، في حين ان القادسية وهو الفريق الوحيد الذي اعتمد على بناء فريقه بجلب المميزين من اللاعبين من الأندية الأخرى، ويشاركه الاهلي بنسبة كبيرة في هذه الصفة. ودور (الاسرة) في استمرار الخليج والاهلي والنور يبدو انه الصفة المشتركة التي ساهمت في ارتقاء لعبة كرة اليد، ليس فقط في الوقت الراهن، بل هي صفة قديمة جدا في فرق كرة اليد، فهناك أسرة جان الجناحان الطائران في الفريق الاهلاوي في الثمانينات من القرن الماضي، واسرة حبيب في الخليج احمد وهشام وزكريا، واسرة العباس ايضا في الخليج محمد وابو سعود، واسرة العليوات في النور علي وعبدالعظيم، وهذا يؤكد ان ظاهرة الاسرة عامل مؤثر في نمو الفرق السعودية الكبيرة، ولها الدور الاكبر في تفريخ النجوم والمواهب، وهناك الكثير من الأسر في فرق أخرى مثل الاتفاق فيصل وسيف وخالد ابناء الدوسري وناجي وعلي حبيب في القادسية، والوهيب عبدالله وفهد في العربي عندما كان الاخير احد الفرق القوية في الدوري واسرة فلمبان في الوحدة، حيث كان احمد فلمبان عضو الاتحاد السعودي الحالي احد فرسانها. بقي ان نسلط الضوء على الشق الجماهير لهذه اللعبة، التي اكدت انها تفوقت على الحضور الجماهيري للعبة كرة القدم في ملاعب المنطقة الشرقية، وهذا الامر لا يحتاج الى دليل او اثبات، لان جمهور مباراتي غد في بطولة النخبة يغني عن اي اثبات او برهان. وعودا لبطولة النخبة، فان الانصاف يدفعنا للقول ان قرار اتحاد اللعبة بالسماح للاندية باستعارة اللاعبين بين الاندية أحدث نقلة نوعية من حيث المستوى الفني للفرق، فالخليج استفاد من هذا القرار باستعارة افضل لاعب دائرة في السعودية حاليا لاعب نادي مضر حسن الجنبي، واستعان ايضا بحارس الصفا هاشم الشرفاء، والأهلي رمم ضعفه في مركز (الباك) الايمن بلاعب المنتخب ونادي الحزم محمد القميز، والوحدة بلاعب نادي الصفا زكي الحساوي، وهذه الاعارة افادت حتى النجوم في الفرق التي لا تنافس فرقها على الالقاب، وستساهم بدون شك في ارتفاع المستوى الفني للفرق المنافسة في بطولة النخبة. طلال عديد (الاهلي) عبدالعظيم العليوات