لم يبد على المقيمين الأوروبيين والأمريكيين في المنطقة الشرقية أي علامات خوف أو توتر بعد الأحداث الإرهابية التي شهدتها مدينتا ينبع أمس الأول والرياض قبل 11 يوماً، حيث رصدت (اليوم) تواجدا عاديا لهم في الأسواق والمجمعات التجارية، خصوصاً في سوق بندة العزيزية في مدينة الظهران، والفناتير بالجبيل الصناعية والراشد في الخبر والواحة في الدمام. بالإضافة إلى استمرار هواة صيد الأسماك في رمي سناراتهم في كورنيش الخبروالدمام والقطيف والجبيل والخفجي. تيم أمسون (بريطاني، 40 عاماً) طالب (اليوم) ان تنقل على لسانه ثقته في أجهزة الأمن السعودية، مؤكداً على تضامنه الشديد مع الشعب السعودي، الذي قال عنه: هو من أكثر شعوب العالم حميمية، رغم أنه شعب يعيش في الصحراء، ولكن من تعاملي معه، الذي دام طوال 5 سنوات، وجدته شعبا يحترم الآخرين ويقدرهم كثيراً.. مضيفاً: ما حدث في الرياض وحتى في ينبع يوم أمس الأول لن يؤثر على نظرتي لهذا الشعب، الذي عشت معه سنوات طويلة، لا بل انه يجعلني أتعاطف معه كثيراً، فالإرهابيون لا يستهدفون الأوروبيين وحتى الأمريكيين، بل يستهدفون الإنسانية، لذا يجب علينا ان نستنكر أعمالهم ونقف ضدهم. تيم وزوجته التي كانت ترافقه خلال تسوقه في سوق بندة العزيزية بالظهران أكدا أنهما لن يرحلا من السعودية بسبب هذه الأعمال الإرهابية، وقالت زوجته: ليس هذا رأينا فقط، بل هو رأي الكثير من أصدقائنا البريطانيين والأمريكيين والأستراليين. وأكد ديفيد رابنسون (أمريكي، 35 عاماً) ثقته في أجهزة الأمن في المملكة، وقال: لقد أثبتوا قدرتهم على التصدي للإرهابيين الأشرار، في أكثر من مرة، ومن الواضح أنهم يسيطرون على الوضع تماماً. ديفيد الذي يعمل في المملكة منذ 8 أعوام، أكد أنه لم يغير برنامج حياته بسبب الأحداث الإرهابية، يقول: لم أغير برنامج تسوقي، كما لم ألغ رحلات صيد السمك المفضلة لدي، حتى برنامج المشي، الذي اشترك فيه مع عدد من زملاء العمل السعوديين لم ألغه، وقبل يومين وأثناء ممارسة الجري توقفت بجانبنا دورية أمن، وأخذنا نتحدث معه بحميمية.. أنني أشعر بالثقة فيهم. أما جيرمي قلاس (بريطاني، 48 عاماً)، فكان يستعد مع عائلته لحزم أمتعة رحلة الغوص، التي سيقومون بها في شاطئ الغروب في الخبر، يقول: نحن نذهب بعد الظهر، ونعود قبل منتصف الليل، لا شيء تغير بتاتاً، وهؤلاء الإرهابيون لا يخيفوننا.. مضيفاً: أمضيت في السعودية 14 عاماً، لم أشعر خلالها بالخوف مطلقا، عاد جيرمي وتراجع عن قوله وهو يضحك، بصراحة مرة واحدة شعرت بالخوف، حين رأيت ضبا لدى أحد تلاميذ المدرسة التي أعمل فيها. وأبدى توني (بريطاني، 46 عاماً) حزنه الشديد على ضحايا الأعمال الارهابية في المملكة، يقول: لقد شعرت بالألم حين رأيت صورة الطفلة وجدان التي قتلت في عملية الرياض الأخيرة.. ولكن برنامج توني لم يتغير أيضاً، فهو وكما كان منذ 5 سنوات (تاريخ قدومه إلى المملكة) يلعب التنس ويشاهد مباريات فرق الحواري في الدمام، ويتسوق في الراشد. وأبدى اندرو (نيوزلندي) أساه على بعض وسائل الإعلام الغربية، التي تحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالسعوديين، وقال: حقيقة أنهم لا يعلمون حقيقة هذا الشعب.. أتمنى ان يأتوا إلى هنا ويروا الصورة على حقيقتها، وينقلونها كما هي بدون تشويه.