قال السير جيرمي جرينستوك مبعوث رئيس الوزراء توني بلير السابق في العراق، إن نتائج الانتخابات الأخيرة في العراق تشير إلى رغبة في الاعتماد على المؤسسات وهيئة البرلمان.. واضاف أن خروج حوالي 70٪ من الشعب العراقي للتصويت في هذه الانتخابات مؤشر على رغبة قوية في تحقيق الاستقرار وهزيمة التمرد. وتحدث السير جيرمي على أهمية انهاء التمرد لكن ذلك لن يتحقق الا عبر الاتفاق والاجماع بين القوى السياسية المختلفة التي لاتزال على موقفها من مراعاة مصالح كل فئة دون النظر إلى العامل الرئيسي والتحدي المتمثل في التمرد القائم. وأشار انه لاتزال امام العراق مسافة طويلة قبل الاستقرار المرهون بالاتفاق بين القوى السياسية والدينية والمذهبية والعرقية، واكد حاجة العراق إلى بقاء قوات التحالف حتى يتم الوصول إلى تسوية وانهاء التمرد، واعترف بأن العراق وحده غير قادر على هزيمة التمرد وان بقاء القوات المتعددة الجنسيات يرتبط بالوضع الأمني ووجود حالة من الاتفاق السياسي الداخلي. وكان سفير بريطانيا لدى العراق وليم بيتي قد صرح بأن خطوة تشكيل البرلمان والاتجاه نحو حكومة عراقية قوية قد يمهد الطريق نحو سحب متميز للقوات البريطانية الموجودة في جنوب العراق، وتؤكد الخارجية البريطانية على هذا المعنى، وقد أعلن وزير الدفاع جون ريد في وقت سابق من العام الماضي عن خطط لبدء سحب القوات البريطانية نهاية العام الجاري في ضوء قدرة القوات العراقية على حماية الأمن والمواقع التي ستتولى قيادتها. وابرزت تصريحات المفوض البريطاني السابق لدى العراق انه لايزال من المبكر الحديث عن تراجع التمرد مع حصول الكتلة السنية على 44 مقعداً في البرلمان الجديد، وانها ستصبح كتلة مؤثرة على توجهات البرلمان. وموقف السير جيرمي يعود انه لا يرى الاتفاق بين الشيعة والسنة والاكراد، وأن كل طرف يعمل لحسابه دون وجود خطة للوفاق الوطني العام الذي قد يهزم التطرف. وقال السير جيرمي ان ايران تملك نفوذاً على الاحزاب الشيعية، غير ان العراقيين بشكل عام لن يقبلوا هيمنة ايران، ولن يسمحوا لها بالقيادة، وتحدث عن علاقة دائمة بين العراق وايران سواء بالرفض والحرب أو النفوذ عبر الاحزاب الشيعية. وقال ان اخطاء قوات التحالف بعد غزو العراق انها لم تكن تملك العتاد ولا الجنود ولا المعلومات الاستخباراتية لمواجهة التمرد، وكانت أغلب القوات مشغولة بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل غير الموجودة في العراق اصلاً.