تصل نسبة السعودة بين الممرضات في القطاع الحكومي إلى 25 بالمائة فقط. وتشكو هذه الشريحة، وبحرقة، من تدني أوضاعها الوظيفية، وحرمانها من الكثير من حقوقها، بدءاً من طبيعة الدوام، الترقية، الدورات التطويرية، الإجازات الطارئة والاضطرارية والاعتيادية السنوية، والبدلات. وقبل ذلك الاحترام، الذي يفتقدنه في عملهن، الذي يعد من أهم وأصعب المهن، فالممرضة تتحمل مسؤولية كبيرة، وهي مهنة مليئة بالمصاعب، خاصة بالنسبة للفتيات السعوديات، اللاتي التحقن بها، وتحملن متاعبها، وواجهن نظرة المجتمع، غير أنهن استطعن إثبات قدراتهن وكفاءتهن.. إنها مهنة تتطلب صبرا وثباتا، وتنازلات إلى أبعد حد.هن يبحثن عن بيئة عمل مناسبة، يستطعن ان يقدمن من خلالها عملا مميزا، وليس بيئة تخلف لهن العقد النفسية والأمراض الجسدية.(اليوم) التقت مع عدد كبير من الممرضات السعوديات، اللاتي يعملن في عدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في المنطقة الشرقية، لترصد همومهن، هذه الهموم التي طالبن (اليوم) بوضعها على طاولة وزير الصحة الدكتور حمد عبدالله المانع، على أمل ان تتم معالجة أوضاعهن.. فإلى التحقيق: الفترتان أبرز المشاكل أم حسين (ممرضة بأحد مراكز الرعاية الصحية الأولية)، أمضت أكثر من 10 سنوات في هذا المجال، تقول: أبرز المشاكل التي نعاني منها هي نظام الدوامين، فالصباحي يبدأ من السابعة حتى الثانية عشرة ظهرا، والمسائي يبدأ من الرابعة حتى السابعة مساء، وحين صدر قرار اختيار أحد الدوامين وحين نرغب في ذلك، تهافت اغلبنا على اختيار دوام الصباح، مما أجبر بعضنا على دوام المساء. ..والمشكلة تتفاقم أم حسين لا ترى ان المشكلة حلت، لا بل تؤكد أنها زادت.. تقول: لقد أدى تطبيق القرار إلى فقدان الممرضة المستجدة اكثر من 800 ريال من راتبها، وهذا يؤثر عليها، وتأثيره يستمر كلما حصلت على علاوة، والتي لا تأتي إلا كل 5 سنوات، وهي زيادة 500 ريال كل 5 سنوات، إلا أننا لا نشعر بها، لنقصان الراتب معها، بسبب اختيارنا دواما واحدا. ومع زيادة الراتب يزيد الخصم على صاحبة الدوام الواحد. وتضيف: الترقية، إذا تكرموا علينا بها، فلا تغير شيئا من المسمى الوظيفي، فحتى لو أصبحت رئيسة على زميلاتي، فان مسمى وظيفتي هو ممرضة، فلن يتغير أبدا. تجارب على المرضى وعن الدورات تقول: لا نحصل على دورات تطويرية، فنحن نعتمد على ما تعلمناه في المعهد الصحي، الذي تخرجنا فيه، والباقي يأتي من خلال تجاربنا على المرضى، ولم نحصل على دورة تطور مستوانا، إلا تلك الدورات التي تعلمنا إحصاء عدد التطعيمات وغيرها.. مضيفة: مهنيا نحن لا نتطور أبدا. مستشفى للقطط ممرضة أخرى في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام، أمضت اكثر من 14 سنة في هذا المجال.. تقول: تحدثنا كثيرا عن المعاناة والمشاكل التي نمر بها، لكن كيف تطلبوا منا ان نحكي لكم عنها، والمستشفى نفسه يشكو، فمستوى مستشفى الولادة والأطفال بالدمام متدن جدا، ولا يصلح حتى لأن تلد به القطط، فكيف بالنساء؟! وتطالب ماجدة المسئولين بان ينظروا إلى حالة المستشفى، ويعمدوا لتحسين وضعه، والأفضل تغييره.. تقول: نحن محبطون جدا، حين نعمل به، فكيف بالمريضات.. الأجهزة رديئة وقديمة، وكل ما فيه يحتاج لتغيير كلي. مزاج الرئيسة حاولنا استدراجها للحديث عن مشاكلهن كممرضات، فقالت: هي كثيرة، على سبيل المثال: الدوام الذي يكون على فترتين، الأولى من السابعة حتى الثالثة عصرا، ومن السابعة حتى الحادية عشرة مساء. ورئيستنا تختار من يناوب في كل فترة حسب مزاجها، فمثلا الدوام الصباحي الآن يكون أسبوعا لممرضات مناوبات، وأسبوعين لفترة المساء، ومن المفترض ان تتغير المجموعة التي داومت صباحا، ليكون دوامهن مسائيا، إلا ان الرئيسة وحسب مزاجها تثبت مجموعة واحدة فترة الدوام الصباحي، فنبقى على المسائي لأكثر من شهر حتى الآن، حتى الإجازة الأسبوعية قد لا نحصل عليها إلا مرة واحدة في الشهر. وتضيف: نواجه ضغطا كبيرا في قسم الولادة، خاصة إذا خرجت الممرضات الأجنبيات في إجازة، ولم يعدن، فيزيد الضغط علينا دون أي زيادة في الراتب في هذه الحالة. إهانات الرئيسة والأطباء ممرضة أخرى في نفس المستشفى، توافق زميلتها ماجدة، وتضيف: نشعر بالإهانة من قبل الرئيسة والأطباء، فالرئيسة في قسم الولادة غير الرئيسات في الأقسام الأخرى، اللاتي يساعدن في حالة الضغط، بينما رئيستنا لا تكلف نفسها المساعدة. وحول الدوام تقول: اغلبنا يظلم، فالطبيعي في نظام الدوام ان يكون الدوام أسبوعين لمجموعة، وأسبوعين لمجموعة أخرى، ويتم التناوب مع بداية الشهر الثاني.. وهكذا، إلا أننا نظل في قسم الولادة على دوام واحد لمدة قد تتجاوز الشهرين، والإجازة الأسبوعية قد لا تمنح لنا إلا مرة أو مرتين خلال هذه الفترة، بينما يمنح البعض 4 إجازات خلال 10 أيام من دوامهن. محرومات من الإجازات وعن الإجازات الاضطرارية تقول: لا يمكن ان يسمحوا لنا بها، فالرئيسة تقول: لابد ان تعطونا خبرا قبل طلبها بيوم أو يومين.. وتتساءل: كيف يمكن ان نحجز إجازتنا الاضطرارية، ونحن لا نعلم عن الظروف، فإذا حصل وأخذت الإجازة تخصم علي الرئيسة يوما كاملا من راتبي، وإلا نزلت رغما عن ظروفي الطارئة. وفيما يخص دوام رمضان المسائي تقول: هو 6 ساعات، وإذا قامت الممرضة بزيادتها لمدة 4 أيام أي دوام 8 بدل 6 ساعات، لتحصل على يوم الإجازة الذي يمنح لمن تزيد ساعات العمل تحرم من حق أخذها. تصوروا أنني لكي احصل على حقي أبقى اكثر من شهر ألح حتى يمنحوني إياها. إجازة كل عامين وتشير إلى ان الإجازة السنوية، وهي شهر كل سنة، قد لا تمنح لهن سنويا.. تقول: بقيت سنتين حتى حصلت على شهر هذا العام. وتطالب بالعدل في تقسيم الممرضات، البالغ عددهن 30 ممرضة، فمن الظلم ان تكون 14 ممرضة في الصباح و5 عصرا، و7 مساء، فيقع الضغط على العدد القليل في القسم، والحالات الموجودة من المفترض ان تكون 10 لكل جزء كتقسيم منصف. وتشدد على ضرورة ان يمنحهن الأطباء والطبيبات قليلا من الاحترام.. تقول: إنهم يتعمدون استخدام أسلوب أو لهجة تحط من قدرنا أمام المرضى، وتحبطنا، حتى إذا كان الخطأ من الطبيب نفسه.. الدوام الواحد مشكلة أيضاً فاطمة، ممرضة في أحد مراكز الرعاية الصحية الأولية، تقول: صحيح ان اختيار دوام واحد، حسب رغبة الممرضة، فكرة جيدة، إلا أنها تؤثر على الراتب، وأكثر ما يرعبنا هو القرار الذي ينص على دوام واحد، نكون جميعاً مجبرات عليه، وهو من الثامنة صباحا حتى السادسة، وهو يحرمنا من أداء واجباتنا الأسرية، حتى وان كان بالتناوب اليومي، فسيسبب لنا مشكلة، مما يجعل الممرضات يهربن من هذه المهنة، التي تحتاج للكوادر السعودية، حتى وان كان الراتب مغريا، إلا ان المهنة تحتاج لأكثر من مجرد راتب للوصول لحد الاكتفاء. تقدير الممرضة المتخصصة أمينة، ممرضة في أحد المستشفيات، تفكر في الاستقالة في حالة استمرار الحط من إمكانيات وقدرات الممرضة السعودية المتخصصة، مثل المتخصصات في العلاج الكيميائي أو التخطيط السمعي، وغيرهن، دون ان تمنح حقها في تولي مناصب، بدلا من منحها للأجنبيات.. تقول: سمعنا عن استقالة عدد من الممرضات في جدة، وكانت هذه أحد الأسباب التي دفعتهن لترك العمل. لفت نظر بسبب الحمل فوزية، ممرضة في القطيف، تقول: لاقيت من مسئولتي لفت نظر، بسبب حملي، وكان السبب أنها تريدني ان اعلمها برغبتي بالحمل، لتأخذ احتياطها، حتى لا تصادف ولادتي وقت حاجة القسم، فهل يعقل ان استأذن للحمل.. مؤكدة ان الإجازات الاضطرارية لا تمنح للممرضة بسهولة، حتى ان بعض الرؤساء يرفضون منحها رغم حاجة الممرضة لها. بدل النقل المسائي ترى أمل، الممرضة في أحد مراكز الرعاية الصحية أنهن ظلمن، بسبب نظام الدوام المسائي، بناء على جدول تقسيم العمل.. تقول: نحن نعاني من توقف بدل النقل المسائي، بعد التنازل عن سلم لائحة الوظائف الصحية. وهذا يجعلنا نداوم الفترة المسائية دون مقابل البدل. نقص في الكوادر والأجهزة فوزية الغامدي، رئيسة قسم تخطيط المخ والأعصاب في مستشفى الدمام المركزي، تقول: أكثر ما نعانيه هو نقص الممرضات السعوديات في القسم، مقابل عدد المراجعين، إضافة إلى رداءة أو انعدام الأجهزة، أو نقصها، رغم ضرورتها للمريض، مما يؤدي إلى وضعنا أمام ضغط وحرج، فلدي 8 أطفال لا أستطيع ان احدد لهم موعدا، بسبب النقص، حتى أنني اطلب من والد الطفل المريض، أو المريض نفسه، ان يحضر الجل المستخدم في التخطيط، كما ان الأجهزة ضعيفة المستوى، وكذلك لدينا أطباء استشاريون يطلبون عمل التخطيط للمريض بجهاز التخطيط (الديجتال)، بينما ترفض الإدارة توفيره. واسطات في الدورات وتؤكد فوزية حاجتهم لدورات تطويرية.. تقول: أنهم يخصصون بعض الدورات، لكن لأشخاص هم يختارونهم بسبب الواسطة، فلقد قمت بإرسال ممرضة مستجدة، أريد إخضاعها لدورة، إلا ان الرد جاءني بالرفض، وكأنهم يريدونها ان تتدرب على المريض. وتؤكد على ضرورة منحهم إجازاتهم الاضطرارية وأيام التكليف في رمضان والعيد.. مضيفة: لنا الحق بأخذها في أي وقت. قدراتنا ضعيفة وتوافق الممرضة نورة جميع زميلاتها على مشكلة الحصول على الإجازات.. وتؤكد على ضرورة حل مشكلة المكافآت السنوية، وتفعيلها، لدعم هده المهنة.. تقول: نقص وزيادة الراتب لا تشجع وحدها على الالتحاق بهذه المهنة، في ظل تجاوزها لنظرة المجتمع، وأعتقد أننا نستحق افضل مما هو موجود.. مضيفة: المناوبات أيضا تسبب لنا مشكلة، أضف إلى ضعفنا في بعض القدرات، ومن بينها اللغة الإنجليزية، حتى ان الإدارة وضعت مترجمة لنا، لكي نتعامل مع الممرضات الأجنبيات والأطباء الأجانب، فلابد من إخضاعنا لدورات، تضيف لنا قدرات نحتاجها في مجال عملنا، خاصة أننا ندفع الرسوم مقابلها، لذا نريدها ان تناسب المهنة وصعوباتها. النظام القديم والجديد وتؤكد مريم، ممرضة في أحد المستشفيات الحكومية، ان بند 105 يمنح الممرضات الجديدات يومين إجازة و7 ساعات عمل، بعكس النظام القديم (8 ساعات عمل وإجازة يوم واحد) وهذا يشعرنا كممرضات قدامى بعدم الرضى. ينظرون لنا كخادمات وترى ممرضة أخرى، أمضت اكثر من 3 أعوام في قسم الولادة بأحد المستشفيات، ان الممرضة السعودية تعاني من نظرة المجتمع لها، فهي في نظرهم خادمة. كما ترى ان ممرضات بند 105 يشكلن لهن مشكلة.. تقول: مساعدتهن لها لا تضيف لهن شيئا، خاصة مقابل العدد البسيط، الذي لا يتجاوز 8 ممرضات، يعملن رغم وجود 30 ممرضة في القسم، إلا ان الإجازات السنوية والأسبوعية الارتجالية، تسبب لنا نقصا كبيرا في القسم، فأنا أتولى 4 أو 5 حالات. بينما يرفض المسؤولون في المستشفى ان نناقش مشاكلنا مع مدير عام الشؤون الصحية إذا حدث اجتماع معه، مثل التحدث عن نقص الكوادر.. مضيفة: أنا لا أعرف إذا كانوا هم عاجزين عن حلها فلماذا لا يحولونها للوزارة. غش وتدليس وتستغرب نفس الممرضة من قيام إدارتها بتنظيف القسم ووضع الديكورات حين يزور مدير الشؤون الصحية المستشفى، وتتجاهل الإدارة ملاحظات الممرضات على نظافة وترتيب القسم... مؤكدة ان هذا غش وتدليس. تعسف وظلم الرؤساء ممرضة أخرى في نفس القسم، تقول: جميع الممرضات في كل الأقسام يتعرضن للتعسف، فيما يخص التقدير، فهي حسب مزاج الرئيس المباشر للممرضات، ويا ويل من تبدي ملاحظة أو تعترض على ما هو مرفوض من قبل الرئيس، فهي لن تحصل على التقدير، طوال وجود هذا الرئيس. وتؤكد الممرضة ان الإمكانيات والدورات تنقصهن بشكل كبير.. تقول: لا نحصل على دورة خارج المستشفى، بحجة عدم وجود ضرورة لذلك.. وترى انه لابد من منح الممرضة الفرصة في التخصص في عدة مجالات. الهروب إلى المساء ممرضة أخرى في نفس القسم تقول: تهرب الممرضات من الفترة الصباحية إلى المسائية أو الليلية، بسبب أسلوب الأطباء والطبيبات معهن، فالاستهزاء علني ولا تقدير لمجهوداتهن، فمن تعمل ومن تقصر في عملها تنتقد، كما ان أوقات الزيارة الطويلة التي أقرتها الوزارة مؤخراً تسبب إحراجات لهن، وتعطلهن عن عملهن، وأحيانا تكون هناك ممارسات خارجة عن نطاق الأدب من الزوار.. مؤكدة ان أوقات الزيارة سابقا كانت أفضل، فحاليا الوضع غير مستقر لهن. محرومات من التقدير ممرضة في عيادة الأذن والحنجرة في مستشفى الدمام مركزي أمضت أكثر من 20 عاما، ولم تحظ بأي تقدير، حسب قولها، وتضيف: يشهد لي الجميع بالالتزام طوال هذه السنوات، غير أن اسمي يشطب حين يأتي وقت التقدير، لأسباب أجهلها، بينما تكرم من لا تستحق، وأبقى أنا طوال هذه السنوات دون تكريم.. مؤكدة ان الأمر معنوي.. وتتساءل: لماذا لا يعطونا حقنا المعنوي، إنه ظلم كبير يقع علينا في هذه العيادة، فأنا مستاءة بسبب عدم التقدير، رغم أنني لم أطلب أي إجازة، ولم افتعل أي مشكلة. كما طالبت الممرضة ان يعقد لقاء شهري بين الممرضات ومدير المستشفى، ليتعرف على معاناتهن عن قرب، ويسعى لحلها، دون ان يكون هناك وسيط، يقدم تقارير، قد لا تكون صحيحة أو دقيقة. العمل جلب لي المرض ممرضة أخرى بعيادة أخرى في نفس المستشفى، تقول: لا أستطيع ان احدد في أي عيادة اعمل، لأن رئيسة القسم تلقي بي كل يومين في عيادة، وأنا لا اعرف هل تجازيني على ذنب لم اقترفه، وبسبب هذا الحال أصبحت مريضة، حيث إنني أعاني الربو وألما في عصب الرجل، والسبب مهنتي، فالطبيب وصف الربو لدي بأنه ربو نفسي، بسبب الضغط النفسي الذي أعانيه، وأنا الآن أراجع مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، وفي أحد الأيام استأذنت من رئيستي للذهاب إلى المستشفى، وبعد انتهاء موعدي عدت للمستشفى، إلا أنني تعرضت لظرف طارئ، فأخبرت رئيستي، وطلبت منها ان تمنحني ربع أو نصف ساعة، فالسيارة لم تأت بعد، وإن شاء الله أعود للعيادة، إلا أنها قالت لي (لا تحضري فسيرفع هذا اليوم غيابا، واحضري معك عذرا طبيا، لكي تتفادي الخصم)، حاولت ان أناقشها في الأمر، إلا أنها تلفظت علي بكلمات لا تليق بمسئولة، لقد كانت خالية من أي احترام. وكانت تحولني من عيادة إلى أخرى، وأحيانا لا أبقى في العيادة الواحدة سوى يومين، وأحيانا يوما واحدا، وأنا على هذا الحال طوال ساعات الدوام التسع، أتنقل بين أكثر من عيادة، لأنها تغض الطرف عن ممرضات تسمح لهن بالاستئذان، فقط لأنهن معرفة، أو صحبة لها، وعندما أحاول مناقشتها تهددني بتحويلي للأقسام الداخلية في المستشفى أو تشوه التقييم الخاص بي، مما يؤثر على العلاوات، فأنا لي 18 سنة لم يزد راتبي بعد. تسرب وتهرب ممرضة أخرى تؤكد ان تسعى الوزارة لراحة الممرضات، خاصة بعد مرور 20 عاماً على عملها في التمريض ان تحول لعمل إداري، فهذا ابسط ما يمكن ان تكافئها الوزارة به. ممرضة في عيادة (العمليات الصغرى)، تشعر بفوضى كبيرة في قسمها.. تقول: هناك تسرب، بل تهرب كبير من الممرضات اللاتي تسمح لهن رئيسة التمريض، مما يسبب لنا ضغطا كبيرا في العيادة، ومعرفة هذه العيادة بتسرب ممرضاتها. تخفيض ساعات العمل ممرضة في إحدى العيادات الخارجية في مستشفى الدمام المركزي تشكو الدوام، الذي يستمر 9 ساعات، دون تناوب، مما يرهق الممرضة السعودية، فهي امرأة، ولديها التزاماتها أسرية، ولابد ان تقوم بها.. مضيفة: يمكن عمل تناوب بين الممرضات على فترتين، بدلا من كل هذا الإرهاق، فلابد من تخفيض ساعات العمل، فنحن خلال الأسبوع نداوم 45 ساعة. الترقية بعد التقاعد إحدى ممرضات مستشفى الدمام المركزي ، وتحديداً في مركز السكري، تشكو من الدوام أيضا، وتقول: أنا لم اطلب ترقيتي، بل تخفيض ساعات العمل، فقبل الترقية التي جاءتني بعد 17 سنة، كان دوامي من السابعة والنصف حتى الثانية والنصف، أما بعد الترقية الإجبارية، فقد تحول دوامي إلى الساعة السابعة صباحا حتى الثالثة والنصف، وعندما تقدمت بخطاب حول الأمر، قالوا ان تخفيض الساعات سيكون بعد 3 سنوات، إلا انه لم يأت، وقد يصادف وقت تقاعدي، فما الفائدة إذا جاء التخفيض وأنا متقاعدة. نعاقب على الشكوى ممرضة تشكو من عدم منحها الإجازات الاضطرارية، وتذكر أحد المواقف التي مرت بها، وأضطررت لأخذ إحدى الإجازات، وكنت أداوم في المستشفى، فإذا باتصال من أسرتي يخبرني بوفاة جدي، مما تطلب خروجي فورا، واتجاهي للمنزل، وعند طلبي الإجازة الاضطرارية لظرفي الطارئ، رفضت الرئيسة منحها لي، مما اضطرني للاتجاه إلى مدير المستشفى، وتوضيح الأمر، وكنت أحدثها وأنا ابكي، وقد أمر بمنحي الإجازة الاضطرارية، لأنها من حقي، وحتى الآن، وأنا متضررة من ناحية التقييم غير المنصف، مما اثر على العلاوة، فتتأخر بهذا السبب فقط، انتقاما من شكوى للمدير. ممرضات الأقسام الداخلية في التنويم، يعانين أيضاً الدوام الليلي، الذي يبدأ من الحادية عشرة مساء حتى الرابعة فجرا، مما يؤثر كثيرا على أسرتنا، وهو غير مناسب، فالوقت متأخر جدا. وتتناوب على الأقسام الداخلية الممرضات على 3 فترات، الأولى صباحية والثانية مسائية وثالثة بعد منتصف الليل، تشغلها ممرضات سعوديات. ردود غير منطقية وتتحدث ممرضة عن الدورات التي تمنح لهن من قبل المستشفى أغلب الممرضات، وتشغل النسب الأكبر منهن، من لم تخض أي دورة طوال سنوات عملها، حتى ان تمت فلممرضات معينات، وان حصلن عليها فلا ترقية ولا زيادة، ولكن كنا نتمنى ان نحصل على دورات، فهي شبه معدومة، وأغلب المسؤولين في مستشفى الدمام المركزي عندما نسأل عن الدورات يكون ردهم تدربوا، وتطوروا من خلال التمريض، ويكون جوابهم في الغالب أنتن لستن بحاجة لها، فدراستكن في المعهد الصحي، والكلية تكفي، حتى ان اغلبنا لا يعرف كيف يتعامل مع الأجهزة الجديدة. يشتكين من معاملتهن كخادمات الممرضات يبحثن عن دورات تدريبية ترفع مستواهن