أدى الارتفاع المتواصل للإيجارات السكنية في غالبية أحياء جدة المتوسطة إلى نزوح الكثير من ذوي الدخل المحدود للسكن في الأحياء الشعبية التي تنتشر في شرق وجنوب جدة بعد أن كانوا لا يعيرون هذه الأحياء أي اهتمام بسبب عشوائيتها وقدم منازلها وسوء تخطيطها. وقد أدت زيادة الطلب على هذه الأحياء إلى ارتفاع ضئيل في أجورها لكنها تبقى الأقل بين أحياء جدة حيث تتراوح الإيجارات فيها بين 5 آلاف و11 ألف ريال سنويا بعد أن كانت لا تتجاوز 9 آلاف ريال قبل نحو عام . ورغم أن الأحياء الشعبية تعد مرتعا للكثير من المخالفات والمتخلفين إلا أنها شهدت خلال الأشهر الماضية عودة الكثير من المواطنين إليها بحثا عن الإيجارات المنخفضة او التملك في تلك الأحياء من قبل مواطنين يبحثون عن منازل لا تتجاوز أسعارها 150 ألف ريال بعد أن تركوها في الماضي لينتقلوا إلى مواقع أكثر رقيا منها عندما كانت الإيجارات في متناول غالبية فئات المجتمع . ومن أشهر الأحياء الشعبية في جدة التي شهدت عودة قوية وارتفاعا في الطلب على الإيجارات والتملك حي قويزة وكيلو 3 وكيلو 7 وكيلو 10 وكيلو 11 وكيلو 14 وكيلو 15 وكيلو 6 وحي المنتزهات وحي الحرازات وحي غليل وهي أحياء غير مكتملة الخدمات رغم وجود معظمها منذ أكثر من 25 عاما حيث ما زالت تعاني من سوء السفلتة والصرف الصحي وانعدام إنارة شوارعها بالإضافة إلى سوء تخطيطها . وكانت الإيجارات السكنية في الأحياء المتوسطة التي تنتشر في شمال وغرب جدة قد سجلت ارتفاعا بنسبة 5 بالمائة يضاف إلى الارتفاع المتواصل الذي تشهده منذ عامين حيث وصل إلى نحو 10 بالمائة خلال عام واحد فقط . ويعود هذا الارتفاع إلى تكلفة البناء التي زادت خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة وكثافة الطلب بسبب تخطيطها الجيد واكتمال الخدمات فيها مما جعلها محط أنظار ذوي الدخل المحدود قبل نحو 10 سنوات من الآن . ومن أشهرها أحياء الرحاب والصفا والعزيزية والسلامة والثغر حيث لم تكن الإيجارات السكنية فيها تتعدى ال 15 ألف ريال أما الآن فقد تجاوزت حاجز ال 20 ألف ريال سنويا وفي أحياء مشرفة 7 ومشرفة 2 والشرفية تجاوزت الإيجارات السكنية حاجز ال 18 ألف ريال بعد أن كانت لا تتعدى 14 ألف ريال سنويا . وفي السليمانية ارتفعت معظم الإيجارات السكنية لتكسر حاجز ال 30 ألف ريال سنويا . أما في الروابي والبوادي فقد وصلت الإيجارات السكنية إلى 20 ألف ريال بعد أن كانت لا تتجاوز 14 الف ريال . من جهة ثانية مازالت الأراضي تسجل مبالغة كبيرة في أسعارها بسبب عدم تنازل الملاك عن أسعار محددة مسبقا ولا تخضع لقوانين السوق لعدم حاجة اصحابها إلى سيولة على المدى القصير . ويرى أصحاب المخططات أن أسعار الأراضي في مخططاتهم ستزداد ارتفاعا كلما تقادم عليها الزمن لذا يرون أن الأسعار المطروحة حاليا تمثل فرصة جيدة للراغبين في الشراء حتى لو كان مبالغ فيها لأنها ستزداد مع مرور السنين.