تتوقع دراسة حديثة أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي خلال العقد الجاري بتخصيص حوالي 25% من قيمة إنفاقاتها الإستثمارية الخاصة بتطوير بنيتها التحتية في مجال تحديث قطاعات الإتصالات. واستناداً للدراسة نفسها، تقدّر قيمة الإستثمارات اللازمة لتطوير هذا القطاع في المنطقة بشكل كلي بحوالي 3 مليارات دولار أميركي. ومن المقرر أن يناقش نخبة من خبراء الإتصالات في العالم ومنطقة الشرق الأوسط موضوع حجم الإستثمارات العربية في مجال الإتصالات خلال القمة العالمية للإتصالات كونيكت الذي تستضيفه دبي خلال الفترة من 30 مايو إلى 2 يونيو المقبلين. وسيتم خلال القمة التي ستنعقد على مدى يومين تحت عنوان تعظيم الربحية في أسواق الإتصالات التي تشهد تنافساً حاداً عرض العديد من الحالات العملية والشروحات التفصيلية لأداء 19 من شركات توفير خدمات الإتصالات الرائدة في المنطقة والعالم. كما سيتم تسليط الضوء على الفرص الإستثمارية الهامة التي يحظى بها قطاع الإتصالات في المنطقة الذي يشهد معدلات نمو وأرباحٍ مرتفعة. وستقوم القمة بتسليط الضوء على الدلالة الهامة التي يمثلها مشروع الكابل البحري من نوع أس.أم.دبليو. 4 الممتد بين فرنسا وسنغافورة والذي يبلغ طوله 20,000 كلم والذي وقعت على إتفاقية إنشائه 16 شركة إتصالات عالمية رائدة من بينها شركة إتصالات الإماراتية. وسيقدم هذا المشروع المتطور خدمات تكنولوجية مبتكرة تساهم في تسريع عملية التشبيك المعلوماتي بين الغرب والشرق. وستغطي خدمات الكابل الدول المساهمة في المشروع والتي تشمل المملكة والامارات وسنغافورة وماليزيا والجزائر وتايلاند وبنغلادش والهند وسيريلانكا وباكستان ومصر وايطاليا وتونس وفرنسا. وتقوم معظم الحكومات في المنطقة برصد إستثمارات ضخمة لدعم قطاع الإتصالات وتطوير مستوى إتصالات عالمي يواكب التطور التكنولوجي الحديث. ويشهد سوق الهواتف النقالة في المنطقة معدلات نمو مرتفعة. وتشير الدراسات الى أن نسبة الإستثمارات المخصصة لتطوير قطاعات الإتصالات في المنطقة قد بلغت قيمتها 3 مليارات دولار ما بين العامين الماضي والجاري. وقال خالد عبد الله الملحم, الرئيس التنفيذي لشركة الإتصالات السعودية والذي سيلقي محاضرة خلال القمة: تشهد شركات توفير خدمات الإتصالات في المنطقة تحولاً كاملاً في تبني استراتيجيات جديدة والتوجه نحو عملية تحرير قطاع الإتصالات بشكل كامل. ويواجه صناع القرار والخبراء في مجال الإتصالات في منطقة الشرق الاوسط خياراً يتمثل أولهما بتجاهل الفكرة الرامية إلى تحرير قطاع الإتصالات أو العمل على تطوير مشاريعهم داخل بيئة إتصالات حديثة تتبع أرقى المعايير العالمية لمواكبة التطورات التكنولوجية المعتمدة عالمياً في هذا المجال. وقال كريم صباغ نائب رئيس شركة بوز الين هاميلتون الذي سيشارك في أعمال القمة: يشهد قطاع الإتصالات في منطقة الشرق الأوسط تطورات ملحوظة حيال عملية تحرير القطاع. ويطرح هذا الأمر ثلاثة أسئلة يأتي أولها كيفية تمكن دول منطقة الشرق الأوسط من تحرير قطاع الإتصالات بشكل كامل والى أي مدى سيؤثر هذا التحرير في تطوير مستوى قطاع الإتصالات في المنطقة، وما أولويات واهتمامات المسؤولين والعاملين في هذا القطاع. وستساهم عملية إنعقاد قمة كونيكت في تأمين الدوافع والحوافز للعاملين في قطاع الإتصالات من أجل مواجهة التغيرات التكنولوجية التي ستحدث في عالم الإتصالات على المدى الطويل.