استضافت أحدية المبارك الثقافية الناقد الدكتور ربيع عبد العزيز الأستاذ المساعد بجامعة الملك فيصل في محاضرة ساخنة عن الترجمة، استهلها الدكتور عبد الرحيم المبارك معرفا بالمحاضر ونتاجه العلمي الذي تنوع بين التأليف ونشر الأبحاث والمقالات والحصول على عضوية اتحاد كتاب مصر والعديد من جوائز الأندية الأدبية بالملكة. وأوضح الدكتور ربيع في البداية أن محاضرته (الترجمة إلى العربية .. ماضيها وحاضرها) لن تهتم بالسرد التاريخي لحركة الترجمة، بقدر ما ستثير مشكلات في طريق الترجمة، وأشار قائلا : وان خالد بن معاوية بن يزيد (نحو 85ه) يعتبر البداية الحقيقية لحركة الترجمة إلى العربية وهي حركة ظلت تتصاعد إلى أن أمر المأمون بتأسيس بيت الحكمة من (125ه 217ه ) الذي يعد أول مؤسسة عربية متخصصة في أعمال الترجمة والذي عمل مترجموه على ترجمة العديد من الكتب الفارسية والهندية واللاتينية وفي مقدمتها كتاب الأخلاق الكبرى لأرسطو جمهورية أفلاطون، وغيرها من الكتب التي شجع المأمون على ترجمتها لتعزيز أفكار المعتزلة, وبالرغم من تقدير المحاضر لجهود المترجمين الأوائل وما تميز به من حرص وتدقيق فإنه يشير إلى خطأ فادح وقع فيه (متى بن يونس) حين ترجم التراجيديا والكوميديا على أنها مدح وهجاء وأخذ ابن رشد يطبق مبادئهما على المدائح والأهاجي العربية أما عن حاضر الترجمة إلى العربية فقد مهد المحاضر بالإشارة إلى تشجيع محمد علي ومن بعده اسماعيل للبعثات التي أثمرت عن ترجمات قام بها رفاعه الطهطاوي، هذا إلى جانب إقامة مدرسة الألسن التي تعد أول مؤسسة تقوم بتعليم اللغات الأجنبية ، ثم توقف المحاضر عند انحسار الترجمة إلى العربية في دائرة ضيقة هي دائرة النقل عن الإنجليزية والفرنسية، وبرر ذلك بالرغبة في معرفة ثقافة الغازي وسر تقدمه. وقدم المحاضر أسماء عدد من المترجمين والكتب المترجمة في أول القرن العشرين، وأكد المحاضر على عدم اهتمام المترجمين بالثقافات الأخرى، اليابانية والصينية والهندية وأرجع المحاضر ذلك إلى عدم اهتمام الجامعات العربية بإنشاء أقسام لتدريس هذه اللغات وفي نهاية المحاضرة دعا الدكتور ربيع إلى إنشاء اتحاد للمترجمين العرب، وأكاديميات عربية للترجمة وحث الأثرياء العرب على تمويل مشروعات لترجمة اعلمية بصفة خاصة في حين حذر من التقصير في مجال الترجمة ودعا إلى تدريسها ووضع برامج علمية لها فيؤدي ذلك في المدى البعيد إلى زيادة الفجوة الحضارية بيننا وبين الأمم الأخرى وضرب مثلا بإسرائيل الي اعتبرها مشروعا كبيرا للترجمة. بعدها جاء دور المداخلات ومنها مداخلة الشيخ أحمد المبارك. من جهة أخرى تستضيف احدية المبارك الثقافية الأديب والناقد خالد بن عبد الرحمن الصفراء يوم الأحد المقبل لإلقاء محاضرة حول (النقد الأدبي العربي الحديث), وستتمحور حول الطروحات النقدية العربية واعتمادها على النقد اليوناني حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، والعوامل التي أثرت في التحول من النقد اليوناني إلى النقد الأدبي الغربي الحديث الذي يوظف العلوم الأخرى في النقل والنظريات التي ظهرت في القرن العشرين وأثرت على النقد الأدبي كنظرية النسبية والحربين العالميتين ونظرية دارون ونظرية فرويد للتحليل النفسي وما ظهر من مدارس نقدية كالنظرية التشكيلية الروسية ونظرية التحليل النفسي والمدرسة البنيوية ونظرية التلقي ونظرية النقد الثقافي ونظرية ما بعد الاستعمار. ومن المتوقع أن تحظى المحاضرة باهتمام النقاد خصوصا ان الأديب الصفراء يتمتع بأسلوب نقدي متميز.