في البدء احيي معالي الشيخ عبدالله ال الشيخ وزير العدل المعروف بكريم اخلاقه وواسع معرفته.. وادراكه العميق باهمية تطوير وتحسين النظم الاجرائية والادارية في دوائر وزارة العدل.. والعمل على رفع مستوى الاداء للسلك القضائي ولإدارات كتابة العدل بالمملكة. كما اود ان اشيد بالعاملين في كتابة عدل الاحساء سواء اصحاب الفضيلة كتاب العدل او كتاب الضبط او الاداريين.. وفي مقدمة الجميع فضيلة الشيخ علي المحيش رئيس كتاب العدل في تواضعهم واخلاصهم وحسن تعاملهم.. وادائهم لأعمالهم بجدية نادرة وصبر امام زحف لايتوقف من المراجعين الذين يحتشدون منذ الصباح الباكر القادمين من انحاء منطقة الاحساء مئات الناس شيبا وشبانا.. من بينهم المعاق والمريض والشيخ الهرم.. يتكدسون وقوفا امام ابواب الاقسام او خلف شباك السجلات طيلة الدوام الرسمي.. بعضهم يعود في صباح الغد لان معاملته لم تنجز. ونادرا يجد من يرهقه الوقوف كرسيا في الممرات الخالية من التكييف او تكاد. حشود المراجعين تغمرهم مشاعر التذمر والسخط وتنتابهم حالة من الغضب.. بسبب تأخر معاملاتهم وعدم توفر سبل الراحة والتزاحم الخانق للانفاس. انها المشكلة التي تتكرر كل يوم.. بدأت اقيم اسباب هذا التذمر والسخط والغضب.. وكنت اتمنى ان لا يكون ذلك. لأن ولاة الأمر وفقهم الله تعالى لا يرضون ان يعاني ابناء الوطن او المقيمون العناء والنصب وتعطل مصالحهم. وبعد يومين من التأمل الموضوعي خرجت بما يلي: @ ان منسوبي كتابة عدل الاحساء لايتناسب عددهم القليل جدا مع متطلبات حشود المراجعين الذين يتقاطرون زرافات من انحاء منطقة الاحساء. @ لم اجد موظفا متراخيا في عمله ابدا ولولا فسحة الصلاة لم يكن ليتركوا العمل. @ لماذا هذا الزحام يا ترى؟.. قيل لان جميع ما يتعلق بالعقار مركز في الطابق الثالث من مبنى مجمع الدوائر الشرعية بمدينة الهفوف.. والنشاط العقاري في منطقة الاحساء على اشده.. وهذا مؤشر على النهضة العمرانية التي تعم مناطق المملكة. بينما كان من الواجب ان يفتح مكتب عدل في مدينة المبرز ليخدم البلدات والقرى والهجر الشمالية واخر في مدينة الجفر او بلدة القارة ليخدم المدن والبلدات والقرى والهجر الشرقية والجنوبية.. فالاحساء ليست مدينة كما يسميها البعض ممن يجهلونها بل هي اشبه ما تكون بالمنطقة لاتساع رقعتها وضخامة عدد سكانها. @ ان تركيز ما يتعلق بالعقار في ادارة واحدة بمنطقة الاحساء يعطي الانطباع على ان الوزارة تطبق المركزية الادارية بسلبياتها المعروفة رغم المتغيرات الحديثة في التنظيم الاداري. @ وينشأ من استمرار الوضع على ماهو عليه تفاقم المشكلة والتزاحم ليس داخل كتابة العدل فحسب بل تزاحم السيارات حول المجمع لضيق المكان لانه حي سكني مما يشكل خطرا على سلامة المجاورين اطفالا ونساء وشيوخا. @ اما انسيابية الاجراءات الخاصة بسير العمل فهي متخلفة تنظيميا ومكانيا ومعظم الوقت يضيع هدرا مما يعطل انجاز المعاملات.. والناس في ذهاب وجيئة بين مكتب الادارة ومكتب السجلات وكتاب العدل وكتاب الضبط.. ودفاتر الضبط تتناقلها الايدي هنا وهناك.. ولكي تتحقق الكفاءة الادارية والاداء الفعال في اقل وقت وباقل جهد فأنني اقترح الآتي: @ ازالة الجدران الفاصلة بين الغرف واستبدالها بعوازل زجاجية يمتد خلالها مكتب مستطيل (كونتر) من نقطة البداية حتى مكتب الرئيس مرورا بالسجلات وكتاب الضبط وكتاب العدل.. وهذا يحقق الانسيابية الفعالة.. والاشراف المباشر وتوفير الوقت. @ وتترك مساحة امام كل واحد لاستقبال المراجع. @ تهيأ اماكن لراحة المراجعين تليق بالانسان وتكون مكيفة ومجهزة بالكراسي المريحة والماء البارد ومقصف لتقديم الخدمات التي تعين المراجعين على الصمود في اجواء مريحة تمتص تعبهم وارهاقهم لا سيما المرضى وكبار السن. @ توفير جهاز الأرقام لتنظيم المراجعين. @ ينبغي ان يعطى المراجع سند استلام من قبل الموظف المسئول حين يستلم صكه واوراقه.. حيث رأيت بعيني تكدس الصكوك والوثائق التي يسلمها اصحابها دون ما يثبت استلامها انها طريقة عشوائية وفوضوية.. وان الصكوك والوثائق عرضة للفقدان. @ وارى انه ينبغي الاستعانة بخبير اداري من بين اساتذة الجامعة المتخصصين في التنظيم الاداري.. وتحليل النظم لتطوير العمل في كتابة عدل الاحساء. @ تخصيص مكان مريح للنساء في الطابق الأرضي تخدم فيه نساء مؤهلات. كما يسعدني ان اسهم متطوعا في تنفيذ التنظيم الحديث اذا تم تنفيذ ازالة الفواصل الجدارية بين الغرف وتهيئة الامكانيات.. وان اهم اقتراح هو زيادة عدد الكوادر العاملة وتطبيق اللا مركزية بافتتاح كتابة عدل المبرز لخدمة الجهات الشمالية وكتابة عدل في مدينة الجفر لخدمة الجهات الشرقية والجنوبية من الاحساء. ومن المقترحات تطوير برنامج لتدريب الموظفين وكافة المنسوبين بما تتطلبه اعمالهم لتنمية مهاراتهم التنظيمية والسلوكية والادارية. قال تعالى: (ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ولا يتحقق التطوير والتغيير الايجابي الا بالوعي والادراك لمتطلبات الحاضر والمستقبل ومستجدات العصر. ولك يا صاحب المعالي تقديري لجهودكم وادعوك لزيارة منطقة الاحساء فليس الخبر كاليقين والله يرعاكم ويسدد خطاكم.