إذا كان الرضا بالقليل سوف يدفع بنا في نهاية المشوار إلى التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2006 فلا مانع. نقطة كوريا الشمالية بالأمس من ناحية المبدأ لا بأس بهافف فالتعادل مع المنافس على أرضه وبين جماهيره إذا كنت قادرا على تحقيق الفوز عليه على أرضك وبين جماهيرك سياسة مرضيةفف في منظومة جمع النقاطفف سعيا لصدارة المجموعة في النهاية ومن ثم التأهل. هذا هو الوجه المضيء للتعادل. أما الوجه الآخر فيتكشف لك من خلال سير اللقاء عندما تفاجأ بأن المنافس على قد حاله وأن الفوز عليه يبدو ممكنا للغايةفف فقط ما عليك سوى أن تغير من سياستك من أجل استغلال اللحظة واستغلال الوضع وكان ذلك بالضبط هو حال المنتخب الكوري الشمالي المغلوب على أمره! والغريب في الأمر انه بدلا من أن تطمع فيهفف طمع هو فيك وتجرأ عليك بخاصة في الشوط الثاني وكان يمكنه بالفعل أن يفوز لو كان لهذا المنتخب لاعب واحد يجيد هز الشباك لكنه لا يملك! نحن لا ننظر للأمر نظرة غير واقعية ولا نظرة فوقية ولا نستهين بالآخرين عندما نقول إن منتخب الإمارات الآني هو الأفضل في مجموعته وانه من المفترض أن يترشح ويتأهل عن مجموعته التي تضم إليه اليمن وتايلاند إلى جانب الكوري الشمالي وهذا الأخير يختلف اختلافا جذريا عن نصفه الجنوبي في كل شيء بداية من نوعية اللاعبين وانتهاء بمفاهيم اللعب الجماعي الحديث الذي يعتمد على اللياقة والسرعة والتكتيك. المباراة سارت في نصفها الأخير دون أي رغبة منا في محاولة الفوز وكان واضحا جدا أن التعادل الذي فرضه منتخب الإمارات هو الأمل المنشود الذي تحقق في نهاية المطاففف وكأنك تلاقى الجنوبي وليس الشمالي! التدخلات الفنية وحالة اللاعبين فرضت هذا الاتجاه واكتفى فريقنا بأداء نصف الواجب رغم أن الفريق الكوري من ذلك النوع الذي يملك غطاء قصيرافف إذا غطى به وجهه انكشفت قدماهففوإذا غطى به قدماه انكشف وجهه! ورغم ذلك آثرنا السلامة وعدنا والحمد لله بنقطة الفوز! بالطبع سيحاول بعض من يقرأ هذه السطور الربط بينها وبين موقف سابق أعلنته حول أهلية المدرب الفرنسي جودارفف ولكل من يرى ذلك بحسن نية أو من يراه بفرضية الصيد في الماء العكر وحسما لهذا أقول ان ما يهمني في المقام الأول هو كرة الإمارات ومنتخبها الوطني الرمز وشخصيا أبدي استعدادي كي أتحالف مع الشيطان إذا كان سيحقق هذه المصلحةفف من هذا المنطلق أقول انه لا مانع عندي أن أكون على قمة المطبلين للسيد جودار إذا أثبت انه قادر على تحقيق طموحاتنا المتواضعة التي لا تزيد من الناحية المبدئية على تكوين فريق له ملامح وله شخصيةفف وأن يتوقف على الفور من ترديد تلك الكلمات التي تطعن في امكانيات اللاعبين وأن يأخذ بأيديهم وينمي قدراتهم بدلا من معايرتهم ربما بما هو ليس فيهم! البيان الاماراتية