اقام الفنانون (علي الصفار، منير الحجي، زمان محمد جاسم، محمد السيهاتي، فاضل أبوشومي، عباس رقية، بشارة الشواف) معرضا لأعمالهم التشكيلية في الدوحة استضافته الجمعية القطرية للفنون التشكيلية. تتنسب هذه الاسماء الى جماعة الفنون التشكيلية بمركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف، لكنهم في تحركهم هذا يمثلون انفسهم ساعين للتواصل مع حركة الفن التشكيلي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. لا تبتعد مراجع الأغلبية منهم خاصة نتاجاتهم الاخيرة عن بعضها فهناك الخامة والتجريب عليها خاصة لدى منير الحجي وزمان محمد جاسم والاثنان تقاربا بدرجة ما من خلال العرض الاخير لمنير الذي انتقى تلوينات جديدة، وغريبة لمعالجة سطوحه.. المعاجين والخيش والاقمشة ، وغيرها لتشكيلات تنتظم علاقاتها ومساحاتها في القطع الأصغر مساحة لكن (زمان) الاكثر حضورا وحصولا على الجوائز فان تواصله التجريبي يجعله يتحول في فترات قصيرة عما كان عليه.. كانت التشكيلات الاخيرة التي عرضها في معرض الجماعة الاخيرة ثم في المعرض الدوري لفناني دول مجلس التعاون الخليجي وحصل على جائزة السعفة الذهبية هي التي عرضها في الدوحة، تتخذ قطعة شكلا حلزونيا موحدا يعالج سطوحه بخامات مختلفة، ويشكل عناصره من موتيفات، وتلوينات تناولها سابقا ولكن وفق معالجات مختلفة. تتراوح عناصره بين العفوي والمنمق ويستخدم بجانب ألوان الأتريلك الأقلام بجانب المساحة المشغولة بتأثرات المعاجين، هناك التشكيلات الزخرفية الفضية، المرسومة بدقة، هذه التشكيلات والتدفق الحار للمونيف على نحو مباشر يقل في بعض اعمال الحجي الذي يهتم بمعطى الخامة ومعالجاتها وفق زهد لوني واضح، عكس اعماله التي رسم فيها السواحل والبساتين، والتي كان يثريها بالألوان، يسعى الحجي في بعض الاعمال للصق بعض الخامات فنجده يستخدم القطع الزخرفية ذات الاصل الجبسي، يعيد تقطيعها وتشكيلها بخامات اخرى كالفلين بنفس الاحساس بالقدم وهو يلونها او يثلمها او يوحي بعتقها، وتتصل اعمال فاضل ابوشومي بتجريد عناصر محددة خاصة الحصان الذي يحافظ على هيئة مجردة له الا من حواف داكنة تكون الشكل وتحدد العناصر، لكن فاضل في بعض الاعمال يتجه الى تجريد اكثر تغيبا لموحيات العنصر، وهو ما يقترب منه عباس آل رقية الى حد ما ترجع اعمال هذا الفنان الى فضاءات طفولية فيها الفرح والبهجة والجنوح الى الخيال، عوالمه محددة ومعالجاته لم تزل اكثر نقائية كما هي بعض عناصره لكنه في اعمال نجده يلجأ الى مساحات او اشارات مثل (*) ومؤكدا على جوانب تلوينية وبدرجات متعددة للون او لدرجات منه. وتتصل مشاركة محمد السيهاتي بنتاج معرضه الاخير في قاعة (إنماء) بالخبر، وكذا مشاركته في معرض جماعة الفنون التشكيلية بالمركز الأخير، يعود السيهاتي الى الوحدة الهندسية المعمارية فينشىء عليها لوحته بمعالجاتها اللونية المتفاعلة (الحك والتهشير وتوظيف المعاجين.. والخامات، وغيرها) في سعي الى المغايرة وفق عناصره واشكال زخرفية بسيطة كالمثلث او المربع في اشارة الى الزخارف المعمارية المحلية، الوانه اقرب الى ماهو داكن بينما نجد للأبيض وميضا في بعض الاعمال، وتعتبر تجربة بشار الشواف الاحدث بين زملائه الستة، فلم يعرض مثل هذه النتائج الا في المعرض الاخير للجماعة، وكانت التجربة بمثابة واحدة من مفاجآت المعرض، لخص بشار كثيرا من الجهد والبحث وهو يتعامل مع وسائط محدودة، واشكال يعتمد لها تقنية لونية واضحة بالنسبة له، وهو ما سهل تواصل اشتغالاته.. يحيط الداكن بمعظم عناصر لوحته وتظهر الوانها السمائية مطفأة قليلا بفعل الوسائط، اما علي الصفار فهو الاكثر تجريبا، بين زملائه وتنوعا في اشتغالاته التي بداها بتوثيق مظاهر اجتماعية في القطيف، لكنه في هذا المعرض يسير والمجموعة في نهجهم الاحدث وهم يلخصون المساحات والاشكال لتقنيات لوبنة تميز البعض عن الآخر، يعتمد علي الصفار في عدد من اعماله تقنية الملمس الذي ينشيء عليه تأثير لوحته.. الوان داكنة تتخذ درجات من الازرق او البني او الاخضر او غيرها، تضيء مساحاته بعض اللمسات الحذرة، وتتشكل اللوحة في عمومها على تحقيق هيئات آدمية او مكانية توحي بالكهوف او المغارات، وهي موحيات لها - هي الاخرى - مرجعياتها في بعض أعماله الأسبق. يبقى معرض هؤلاء الفنانين السبعة هاما في خروجهم والعرض في العاصمة القطرية، هم حاليا يعدون للعرض في مدينة الرياض، ولعلها خطوات تتشكل معها الاسماء والتجارب وفق رؤية فنية اكثر وضوحا. من أعمال محمد السيهاتي