لم يكن المعرض الثاني لتشكيليات المنتدى الفني بالقطيف الذي شهدته صالة مركز الخدمة الاجتماعية باحسن حالا من العرض الاول الذي حمل اسم المعرض الاول لجماعة الفن التشكيلي النسائية, وتم تغيير الاسم حتى لاتتم ازدواجية بين هذه التسمية, وتسمية جماعة الفنون التشكيلية التي تضم اسماء عدد من المشاركات في هذا المعرض. خصصت الخمسة ايام الاولى لزيارة السيدات وافتتح للرجال فيما بعد, وتصدر الدليل المرافق كلمة اللفنان (علي الصفار) الذي شارك بالتناوب مع بعض زملائه في التواجد ايام الافتتاح الخاصة بالرجال. وفي الكلمة اشاد الصفار بالمعرض ووصف ان التاريخ سيرسم بماء الذهب اسماء فنانات المنتدى على صفحاته الخاصة!! اعمال ال24 مشاركة في المعرض الثاني يقابله اعمال 42 مشاركة في المعرض الاول وفي المعرض الثاني قلت لوحات الطبيعة الصامته التي كانت نتائج دورات دراسية وبدا ان الحرص على التقليص لتحقيق نتائج ومستوى افضل للمعرض, لكن مايمكن ملاحظته ان بعض المشاركات حافظن على مستواهن ان لم يكن مستوى اعمالهن اقل في هذا المعرض. سعت بعض المشاركات في المعرض لتوظيف خامات مختلفة, نجد بينها الخيش والمعاجين واوراق المناديل الرقيقة, وقطع الحصير وغيرها لكن معظم هذه التوظيفات لم تزل في بدايتها فالخامة تتطلب تصورا لنتائجها وتوظيفا يبرز اهميتها في العمل وتجانسها مع الخامات او الالوان المستخدمة, وارى انها محاولات اولية ومبشرة تظرة عند ايمان الجشي, التي تقيم لوحتها دون وضوح رؤية او تحديد فكرة لكنا في مجموعة عواطف آل صفوان نجد محاولة حثيثة للاشتغال على الخامات ومن ذلك محاولتها التنويع على تشكيلات الفكرة, والوصول كما يتضح لي الى مناطق الاستفادة من الموروث الاسلامي (الوانه وتزويقاته وتشكيلاته, وحتى تجريده). وهي نتائج واعدة تفتح افقا لهذه الفنانة يأخذها الى طريق البحث والتجريب, والمغامرة ايضا,. ولم تزل اعمال معظم المشاركات ضمن دائرة التعبير الفني الذاتي, بين الوجوه الآدمية والمواضيع الرمزية, فيها القلق والخوف والتأمل والانتظار والانكسار, وغيرها مثل ذلك نراه في اعمال (اميرة الموسى وحنان المحسن وامل درويش, واميرة البري ورجاء الشافعي ونورا شبر, وغيرهن, لكن عملا لامل درويش يتضح فيه الوجه على نحو نصفي يبدي نتيجة اكثر تعبيرية من عملها الاكثر مباشرة. لم تزل غادة الحسن ترسم موضوعا طفوليا طريفا مع حذر واضح من الالوان, ورسمت ذكريات الزوري وجوها وكأنها محاولات تدريبية بالالوان المائية, وتبدي بالمقابل زهرة الحجي محاولة جيدة في رسم الوجوه على خلاف لوحتها للمنازل, كما وتحقق سناء الحمادي حركة عملها بلقطتها رأسي الحصانين في وضعين مختلين كما ويمنح الفضاء وحرارة الالوان حيوية الصورة, هذا الدفء والحرارة اللونية نجدها في عملي خلود آل سالم مع اختلافهما. رسمت حميدة ابو تاكي الوجوه على نحو من الاهتمام وبرزت في المعرض اعمال سهير الجوهري التي نقلت من خلالها خبراتها ومعارفها مع صغر مساحة الاعمال, ومع هذه المساحات الصغيرة كانت بعض اعمال عصمت المهندس بتقنية بعض جوانب لوحاتها خاصة وهي تلون بالاخضر. مريم الجمعة خرجت في هذا المعرض عن وجوهها التعبيرية القديمة, ومع حرصها للتنويع وتعاملها اللوني خاصة وانها - كما يبدو- ترسم بالوان الباستيل. هذه الحاجة لمزيد من الخبرة والاجتهاد في التعامل مع اللون والمساحة والشكل ينطبق على تهاني الجراش التي تبدي محاولة معالجة مجموعتها اللونية على اختيار محدود للعناصر ووسط فضاءات غير محددة المعالم وان بدت رمزية ما في صورتها. وغلب في اعمال هويدا الجشي مواضيع ورسوم النصوص الادبية خاصة مع علاقات العناصر الموحية بافكار او مواضيع يحبذها بعض كتاب القصائد خصوصا التقليديين. المعرض لم تزل الجدية فيه محدودة, واعتقد انه لايكفي فيه ان تقدم المشاركة لوحة واحدة مع اتساع المكان وتقليص عدد المشاركات الى العدد المشار اليه كما ان تناول الوجوه او رؤوس الخيول و(الكائنات) الحية عموما لم يزل عند البعض بدائيا, او مدرسيا, وبالتالي فان الحاجة ضرورية لمراجعة المنتدى حساباته في العروض القادمة اذا علمنا ان الفرق بين معرضيه الاول والثاني ثلاثة اعوام تقريبا. من لوحات المعرض