سعادة د. ناصح الرشيد لقد وصلت الي رسالة لا اعرف من صاحبها؟! ولكن ذكر فيها اسمي الاول فقط.. فاهملتها وبعدها توالت الرسائل علي من دون معرفة صاحبها؟ فاحببت ان انشر احداها في جريدتكم الموقرة.. لانني من خلال تلك الرسائل عرفت ان صاحبها يداوم كثيرا على قراءة جريدتكم فلعله يقرأها ويعرف ان العنوان الذي ينشده هو ناصح الرشيد.. احببت معلمة وشاءت الاقدار ان نفترق.. وان يمضي كل منا في طريق هي تعيش حياتها مع طالباتها وعملها ونشاطاتها وانا اعيش حياتي مع دراستي ومنزلي واهلي ولكنها مازالت تلح كثيرا على خيالي.. اشعر احيانا انها مازالت تسكنني وانها لن تفارق حياتي لحظة واصبح رجوع العلاقة من جديد بيننا مستحيلا لان الواقع فرض علينا كل التزاماته بهدوء. لم اعد اهتم كثيرا بالاشياء لاني اشعر بان هناك شيئا ضاع كنت اريده لكنه رحل فكيف لي ان انسى تلك المعلمة التي فرضت على قلبي وصاية ابدية واحتلالا دائما.. ان من اصعب الاشياء على الانسان ان يجد نفسه محاصرا بظروف مفروضة عليه لم يكن له يد فيها. نعم.. نحن نخضع للاقدار.. ولكن اني ارى على الانسان الا يفرط في الصداقة او الاخوة او الحب بهذه السهولة.. لاننا كثيرا ما نتصور بان الصداقة تتكرر.. ونتصور بان مادام طريق العمر امامنا واسعا وفسيحا فان هناك فرصا كثيرة لان نكون صداقات ونحب من جديد واكثر من مرة وخاصة انني شابة شعرت ان الكون كله في يدي واني املك كل شيء فيه واني يمكن ان اعوض خسائري في اي لحظة ولكن.. اكبر الخسائر التي لا تعوض هي خسائر الصداقة قبل القرار فكرت طويلا وضعت جميع المزايا والعيوب.. تمحصت القرار من جميع الجوانب.. فرأيت انه لابد منه.. كنت انصح نفسي دائما بان اتمهل قبل ان انسف جسور التواصل مع من احببت لاني قد اندم واحزن لكنني قررت.. كثيرا مافكرت ان اخوض وابدأ الحرب مع نفسي اولا ثم مع اهلي ولكن لا اعرف كيف ابدأها.. كيف انهيها؟ فمن السهل على الانسان ان يجرح ويطلق سهما في قلب انسان آخر وما اصعب ان توقف نزيف دم الجرح او ان تداوي الجرح.. تهاني آل شبيب