* انا شابة عمري 21 لكن أشعر بأني عجوز تحمل هموم الدنيا وتتمنى الموت بأي لحظة، لم أشعر بحياتي شعور السعاده الحقيقي حياتي عبارة عن دوامة مشاكل من كل الجهات حولي وبالاخص علاقتي مع والدتي ليست جيده كثيراً دائما ما نتشاجر على أمور تافهة الى ان يكبر الموضوع واتمنى الموت لا اعلم لماذا !! هل لان جدتي (ام امي) الله يرحمها هي من اهتمت بي منذ الصغر لان أمي كانت تدرس بالجامعة ولم استمتع معها في طفولتي. حقيقة لم أعش طفولة سعيدة بتاتا لان والدي طلق والدتي قبل ان أولد وولدت من غير أب مثل الحمامة المكسورة جناحيها، الجميع لايحترمني من اصدقائي ايام الطفولة يستهزئون بي ويشتمونني لانهم يعلمون انه لايوجد من يحميني منهم !! امي كانت منشغلة بحياتها الجامعية وعندما توبخني كانت توبخني بشدة لاني كنت كثيرة الحركة واحب اللعب مع بنات الجيران لاني وحيدتها واخواني البقية اخذهم والدي من امي بدولة اخرى بالواقع هو من دمر الاسرة وشتتنا جميعا لانه انسان متعجرف لايعرف التصرف مع المرأة وانفصل من 4 نساء لم يطيقوا العيش معه. وبالحقيقة امي عانت الكثير من القسوة معه من ضرب وتوبيخ وعدم الاحترام مما اثر عليها لاحقا في جفافها بمعاملتي بعض الاحيان، امي طيبة حنونة لكنها لاتظهر عواطفها لي ولاتحضني ابدا لم اجرب لذة حضنها بحياتي. لكنها وفرت لي كل شيء منذ الطفولة فهي تعتقد انه الدلع وتوفير كل شيء يعوض الحنان. لا انسى عندما كانت توبخني بالصغر لما كنت بالصف الثالث او الثاني كانت تربط رجلي ويدي بعمود بحديقة بيتنا في الظهر وبالشمس وكانت جدتي الحبيبة لاترضى بهذا الشيء وامي ترد قائلا دعيها تتعلم وتتأدب اهكذا التعليم!! اهكذا التربية!! وايضا لم انسى التشوهات البسيطة بجلدي عندما كانت تشعل الكبريت ثم تطفئه وهو حامي تضعه على فخذي او يدي وكنت احترق من البكاء!! هل هذه تربية!! انا لا انكر انها دلعتني وتريد ان اكون فتاة ناجحة لكن طريقتها خطأ، حتى تخصصي الجامعي وطريقة حياتي هي من اختارتها، ان قلت لها هذا التخصص لايعجبني يا امي. تبدأ بالصراخ وتقول هل تريدين ان تفضحيني امام اهلي والناس! انا اريد اكمل دراستي واتوفق بحياتي ولكن بالتخصص الذي اريده !! وبالواقع انا حاليا من المتفوقات بالجامعة لكي افرحها ولكي لاتوبخني افعل كل مابجهدي خوفا من كلام الناس وتوبيخيها والكلام القاسي ! انا لا اعلم ماذا أقول اشعر باني تائهة لا استطيع ان ابوح مابداخلي لشخص لااعلم كيف ارتب كلماتي اشعر حياتي كلها عبارة عن تشتت وضياع اذا فرحت احزن بنفس اللحظة اشعر بضيقة لحد الاختناق لدرجة اني تمنيت الموت عدة مرات وحاليا اتمناه، اشعر باني لاشي بهذا الحياة مجرد ننكره ليس لها رأي ولاحد يهتم بها ويحتضنها. آسفة اطلت عليكم ولكن هذا كله عبارة عن جزء بسيط ما بداخلي. - حقيقة وانا أقرأ رسالتك لاحظت انها تذهب بي في كل حدب وصوب! ومادام انها شتتني وانا المتلقي فما بالك بك يامن تعيشين المشكلة. ياعزيزتي الله لما اوجد الزوج والزوجة لم يكن الامر عبثا بل كان له في ذلك حكمة، فمن الأم تأخذي الدفء والحنان ومن الاب العزة والحماية من تقلبات الزمان. للأسف كثر الانفصال والطلاق في هذا الزمان والذي تغير فيه كل شيء وبالتالي سيعاني الأبناء بلا شك من جراء ذلك وما الامراض النفسية وتعاطي المخدرات الا نتاج لهذا التفكك الاسري من اجل نسيان واقعهم المرير. أنت الان امام حقيقة وهي انفصال ابيك عن امك ولكن الاجمل في كل هذا انك شقيتي طريقك الى النجاح بالدراسة بالجامعية وبالتفوق والحمد لله. حياتك الان ليست ملك لك بل لاسرتك التي ستكونينها مستقبلا ولكن انصحك بأن لاتنقلي خبراتك السابقة لبيتك الحالم. حاولي ان تغدقي على زوجك بالحب الذي كان يفترض ان يذهب لابيك، وحاولي ان تغدقي على ابنائك بالحب تعويضا لفقدك إياه وهذا هو التحويل الصحيح للمشاعر لا ان تستمري في جفافك العاطفي تجاه زوجك المستقبلي وابنائك بسبب ماعانيتيه في طفولتك ومراهقتك. اسأل الله لك حياة سعيدة ملؤها الدفء والحنان.