اجبر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون على تقديم اعتذار لسخريته من مساعي وزير الخارجية الامريكي من أجل السلام وذلك بعد رد شديد اللهجة من واشنطن. في وقت تعتزم الادارة الامريكية بيع ست طائرات نقل عسكرية هجينة لاسرائيل. وكان يعالون قد شن الثلاثاء هجوما لاذعا على وزير الخارجية الاميركي جون كيري وقال انه يعاني من "هوس غير مفهوم" بالنزاع في الشرق الاوسط، ما اثار رد فعل غاضبا من واشنطن، الحليفة الرئيسية للدولة العبرية الثلاثاء. واكد يعالون في بيان انه "لم تكن لديه اي نية لاهانة وزير الخارجية وانه يقدم اليه اعتذارا اذا كانت قد مسته التصريحات التي نسبت الى وزير الدفاع". واضاف البيان ان "اسرائيل والولاياتالمتحدة لديهما هدف مشترك هو دفع مفاوضات السلام الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين بقيادة جون كيري. نحن نثمن الجهود المتكررة التي يبذلها كيري لتحقيق هذا الهدف". رد شديد اللهجة وكان المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني اعتبر في وقت سابق ان "تصريحات وزير الدفاع الاسرائيلي اذا ثبت انها نقلت بدقة، مهينة وفي غير محلها، وخصوصا بالنظر الى كل ما تقوم به الولاياتالمتحدة دعما لحاجات اسرائيل على الصعيد الامني". واعتبر كارني ان "التشكيك في دوافع كيري وتشويه اقتراحاته ليس امرا نتوقعه من وزير دفاع حليف قريب". وقال مسؤول اميركي "نتوقع ان يعالج رئيس الوزراء هذه المسالة بأن يعبر علنا عن رفضه للتصريحات التي استهدفت الوزير كيري". واثارت تصريحات يعالون انتقادات شديدة بعد ان نقلت عنه صحيفة يديعوت احرنوت الواسعة الانتشار قوله ان خطة الامن التي تقدم بها كيري "لا تستحق الورق الذي كتبت عليه". وقال يعالون انه يامل في ان ينهي كيري مساعيه للسلام وان يركز طاقته في مكان اخر، وذلك بعد الزيارة العاشرة التي قام بها كيري الى المنطقة منذ توليه منصبه في فبراير 2013. ونقل المراسل الدبلوماسي في الصحيفة شيمون شيفير عن يعالون قوله في محادثات اجراها مع مسؤولين اسرائيليين "الخطة الاميركية للترتيبات الامنية التي عرضت علينا. لا تقدم لا الامن ولا السلام ولا تستحق الورق الذي كتبت عليه". جهود كيري ودفع كيري الاسرائيليين والفلسطينيين الى العودة الى المفاوضات المباشرة الصيف الماضي، وقام منذ ذلك الوقت بجولات مكوكية بين قيادة الطرفين في محاولة للابقاء على المحادثات حية. وشملت اقتراحاته خطة امنية للحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية والاردن المجاور تتضمن معدات متطورة تمكن اسرائيل من تقليص او انهاء وجود قواتها على الارض، بحسب الاعلام الاسرائيلي. الا ان يعالون قال ان فكرة استبدال الجنود بالتكنولوجيا ساذجة. وتردد انه سأل كيري اثناء اللقاء "ما الذي تقوله؟ انا اسألك: كيف يمكن للتكنولوجيا ان تتصرف عندما يحاول سلفي او خلية جهادية اسلامية تنفيذ هجوم ارهابي ضد اهداف اسرائيلية؟ من الذي سيتصدى لهم؟". وقال يعالون انه بعد سنوات من العيش في النزاع فإنه يفهم الفلسطينيين اكثر بكثير من كيري. وقال يعالون ان "وزير الخارجية جون كيري- الذي وصل الى هنا مصمما ويتصرف انطلاقا من هوس غير مفهوم وحماسة تبشيرية- لا يستطيع ان يعلمني اي شيء عن النزاع مع الفلسطينيين". وقال: "الامر الوحيد الذي يمكن ان ينقذنا هو ان يفوز كيري بجائزة نوبل للسلام ويتركنا وشأننا". انتقاد يعالون وانتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يعالون في افتتاح الجلسة الشتوية للبرلمان. وقال: "حتى عندما تكون بيننا وبين الولاياتالمتحدة خلافات، فانها تتعلق بالمسألة نفسها وليس بالاشخاص". وفي الجلسة نفسها، اشاد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ب"الالتزام الاستثنائي لوزير الخارجية كيري من اجل السلام". واضاف، ان "صداقتنا العميقة للولايات المتحدة هي عنصر مركزي لامن اسرائيل وقوة لتقدم السلام في المنطقة". كما انتقد مسؤولون حكوميون آخرون تصريحات يعالون. وقال وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتز انه "موافق على محتوى" تصريحات يعالون ولكنه اشار الى انه كان يتوجب عليه تجنب "الاهانات الشخصية". وعلى صفحتها على فيسبوك انتقدت وزيرة العدل تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين تصريحات يعالون قائلة "نستطيع معارضة المفاوضات بأسلوب مسؤول دون المساس بالعلاقات مع افضل صديق لنا". ولم يتمكن كيري الذي نجح في اعادة اطلاق المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في يوليو 2013 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، خلال زيارته العاشرة للمنطقة منذ مارس 2013 من اقناع الجانبين بقبول خطته للسلام. خلافات أخرى وتاتي تصريحات يعالون عقب خلاف بين اسرائيل وواشنطن بشأن التوصل الى اتفاق اولي مع ايران بشأن برنامجها النووي. واعترضت اسرائيل على الخطة التي تقضي بتخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل وقف ايران لاجزاء من برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف الى انتاج أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. من ناحية اخرى ورغم استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، الا ان اسرائيل واصلت نشاطاتها الاستيطانية في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية، ما اثار انتقادات من عدد من المسؤولين الاميركيين. وجدد مسؤول اميركي كبير الثلاثاء تاكيد معارضة واشنطن لبناء المستوطنات التي وصفتها ب"غير الشرعية". والاسبوع الماضي كشفت اسرائيل عن خطط لبناء 1800 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةالمحتلة بعد زيارة كيري الاخيرة. وحذرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء الاثنين من ان المفاوضات مع اسرائيل "مهددة بالانهيار"، مؤكدة انها ستعد خطة لتنفيذ موجبات قرار الاممالمتحدة المتصل بعضوية فلسطين كدولة مراقب لجهة "الانضمام الى الاتفاقات والمنظمات" الاممية.
دعم عسكري ورغم الخلافات الدبلوماسية بين الطرفين لم يتأثر الدعم الامريكي العسكري لاسرائيل، حيث ابلغت وزارة الدفاع الاميركية الكونغرس بمشروع عقد لبيع اسرائيل ست طائرات نقل عسكرية من طراز "في-22 اوسبري" الهجينة نصف طائرة ونصف مروحية، بقيمة اجمالية تبلغ 1,3 مليار دولار، كما اعلنت الثلاثاء الوكالة المسؤولة عن مبيعات السلاح الى الخارج. واوضحت الوكالة انها ابلغت الكونغرس بهذه الصفقة الاثنين، ما يعني انه امام الاخير مهلة 15 يوما للاعتراض عليها والا يصبح العقد نافذا. وهذه الصفقة اضافة الى عقود تسلح اخرى تتناول خصوصا تزويد الدولة العبرية بصواريخ لا يكشفها الرادار وبطائرات تموين وانظمة انذار، اعلنها وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل في ابريل 2013 بمناسبة زيارة قام بها الى اسرائيل. ويومها قال الوزير الاميركي ان هذه العقود ترسل "اشارة واضحة جدا" الى ايران لمنعها من حيازة السلاح الذري. وبذلك ستصبح اسرائيل اول دولة تحصل على هذه الطائرة القادرة على الاقلاع عموديا والتحليق بسرعة الطائرة الثابتة الجناح. وميزة هذه الطائرة ان المحركين المثبتين على جناحيها يتمتعان بالقدرة على تغيير اتجاههما عموديا وافقيا، وهي قادرة على نقل 24 رجلا ويستخدمها حاليا سلاح مشاة البحرية المارينز وسلاح الجو.