شن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون هجوما لاذعا على وزير الخارجية الأميركي جون كيري وانتقد بشدة خطته للسلام وذلك في محادثات خاصة نقلتها صحيفة (يديعوت احرونوت) أمس. ونقلت الصحيفة عن يعالون قوله في محادثات اجراها مع مسؤولين اسرائيليين واميركيين "لا يوجد مفاوضات مع الفلسطينيين. الأميركيون يجرون المفاوضات معنا وفي ذات الوقت يجرون مفاوضات مع الفلسطينيين". واضاف الوزير الذي يعتبر متشددا والعضو في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو "حتى الآن، نحن الجانب الوحيد الذي قام بتقديم اي شيء -اطلاق سراح الأسرى-بينما لم يقدم الفلسطينيون شيئا" -على حد تعبيره-. واضاف يعالون "الخطة الأميركية للترتيبات الأمنية التي عرضت علينا.. لا تقدم لا الأمن ولا السلام". ونقل عنه القول إن "الخطة لا تستحق الورق الذي كتبت عليه". واكد وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز انه "موافق على محتوى" تصريحات يعالون ولكنه اشار الى انه كان يتوجب عليه تجنب "الإهانات الشخصية". وفي المقابل، انتقدت وزيرة (العدل) تسيبي ليفني المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين تصريحات يعالون قائلة "نستطيع معارضة المفاوضات بأسلوب مسؤول دون المساس بالعلاقات مع افضل صديق لنا". وهاجم يعالون بشكل مباشر وشخصي كيري، الذي دفع الجانبين الى العودة الى مفاوضات السلام في تموز/ يوليو الماضي. وقال إن الأمر الوحيد القادر على حل الوضع هو في حال "منح جون كيري جائزة نوبل ليتركنا بسلام". واكد يعالون ان "وزير الخارجية جون كيري -الذي وصل هنا مصمماً ويتصرف انطلاقا من هوس في غير محله وحماسة تبشيرية- لا يستطيع أن يعلمني أي شيء عن النزاع مع الفلسطينيين". واطلق مسؤولون اسرائيليون بدون الكشف عن اسمائهم سلسلة انتقادات لإذاعة للوزير الأميركي. ونقلت صحيفة (اسرائيل هايوم) المؤيدة للحكومة الأسبوع الماضي عن مسؤول حكومي مشارك في المفاوضات ان وزير الخارجية الأميركية لا يعرف الخرائط التي قدمت اليه وهو غير ملم بالملف. ولم يتمكن كيري الذي نجح في اعادة اطلاق المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية في تموز/ يوليو 2013 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، خلال زيارته العاشرة للمنطقة منذ اذار/ مارس 2013 من اقناع الجانبين بقبول خطته للسلام. وحذرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء الاثنين من ان المفاوضات "مهددة بالانهيار"، مؤكدة انها ستعد خطة لتنفيذ موجبات قرار الأممالمتحدة المتصل بعضوية فلسطين كدولة مراقب لجهة "الانضمام الى الاتفاقات والمنظمات" الأممية. وقالت اللجنة التنفيذية للمنظمة في بيان أصدرته عقب اجتماعها برئاسة عباس في رام الله إن "العملية السياسية الراهنة مهددة بالانهيار ما لم تستند فعليا الى المرجعيات الدولية المتعارف عليها والتي تحتوي على انهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، عاصمتها القدسالشرقية وضمان حقوق اللاجئين من شعبنا وفق ما نصت عليه مبادرة السلام العربية". واكدت ان "التعثر في العملية السياسية الراهنة يعود اساسا الى استمرار مواقف وممارسات حكومة نتنياهو في التوسع الاستيطاني غير المسبوق، وفي السعي الى الغاء مرجعيات عملية السلام المقرة دوليا واستبدالها بمرجعية تكرس ضم القدس والسيطرة المطلقة على اجزاء واسعة من الضفة الغربية بحجة الأمن تارة او الكتل الاستيطانية تارة أخرى".