كثف الجيش الاسرائيلي من حشوده العسكرية على قطاع غزة يوم أمس الثلاثاء بعد ساعات من اعلان حكومة الاحتلال أنها ستنفذ عملا ما ضد المقاومة الفلسطينية.وفي حين قال مراسلون أنهم شاهدوا مساء أمس قوات اسرائيلية تتوغل في أنحاء من قطاع غزة، شن الطيران الحربي غارة على منزل محمد الخروبي أحد قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي فاستشهد اثنان من أعضاء السرايا كانا متواجدين هناك وسقط 14 جريحا بينهم أشخاص في حالة الخطر.ويأتي هذا العدوان بعد ان قررت حكومة الحرب (تضم وزراء الأمن) تكثيف عملياتها ضد المنظمات الفلسطينية عقب العملية الفدائية المزدوجة التي أدت الى مقتل عشرة أشخاص في ميناء أشدود، بالاضافة الى منفذيها الاثنين اللذين أعلن عن انتمائهما لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وكتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).وفي رد على قرار الحكومة الامنية المصغرة الاسرائيلية قبيل الغارة، دعت السلطة الفلسطينية الولاياتالمتحدة الى منع اسرائيل من شن عمليات عسكرية على الاراضي الفلسطينية. وصرح مسؤول اسرائيلي عقب اجتماع حكومة الحرب أنها قررت تكثيف عملياتها ضد الفلسطينيين. وقالت فرانس برس أنه لأول مرة منذ ستة أشهر يستغرق اجتماع الحكومة المصغرة أربع ساعات. وفجر أمس، قام جيش الاحتلال بتفجير مجمع من الابنية الجامعية وجرح اثنين من قوات الامن الفلسطينية بالرصاص، خلال توغل 11 آلية عسكرية وجنود في القطاع. وقالت المصادر الفلسطينية أن قوة اسرائيلية انطلقت من مستوطنة نتساريم وتوغلت جنوب مدينة غزة فجر امس الثلاثاء وقامت بتفجير مبنى كلية التربية الجامعي جنوب مدينة غزة بالمتفجرات وجرفت عشرات الاشجار من الحمضيات في المنطقة قبل ان تنسحب. كما هدمت منزلا بشكل كامل وألحقت اضرارا كبيرة بمنزل آخر في حي السلام بمدينة رفح على الحدود المصرية الفلسطينية. ويتالف هذا المجمع الجامعي من ابنية عدة وهو يقوم بتاهيل المدرسين في قطاع غزة ويعتبر اقدم بناء جامعي في القطاع. وزعمت مصادر جيش الاحتلال أن الأبنية المدمرة تأتي في إطار الوقاية من عمليات إطلاق النار الفلسطينية ضد قوافله أو ضد المستوطنين. وقالت أن قذيفة مضادة للدروع أطلقها فلسطينيون أصابت منزلا في مستوطنة نيفي ديكاليم في قطاع غزة ولم تقع اصابات. وأعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن اطلاق القذيفة. وفي المساء، قتل عضوان في حركة الجهاد الاسلامي واصيب 14 شخصا آخرون بجروح على إثر غارة للطيران الحربي الاسرائيلي استهدفت بثلاثة صواريخ منزلا يملكه محمد الخروبي أحد قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي شمال مدينة غزة. وقالت مصادر طبية أن أربعة أطفال على الأقل بين الجرحى ومنهم اثنان حالتهما خطيرة. ونقلت فرانس برس عن مصدر في الجهاد أن المنزل المستهدف بالقرب من مخيم الشاطىء كان يضم ناشطين في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة. واكد الجيش الاسرائيلي في بيان انه شن غارة على مبنى في شمال قطاع غزة يختبئ فيه ارهابيون من الجهاد الاسلامي ضالعون في اعتداءات على اسرائيليين على حد وصف بيان الاحتلال . واحدثت الصواريخ فجوة كبيرة في المنزل ونشرت حطامه وبقايا الاثاث والاغطية والحجارة من حوله. وكان المسعفون يفتشون بين الانقاض عن ضحايا آخرين في المنزل الذي تجمع حوله عشرات من سكان الجوار والمارة. وقال شهود عيان ان الصاروخ الاول سقط في باحة المنزل قبل ان يضربه الصاروخان التاليان. وتضررت واجهات المباني المجاورة للمنزل المستهدف من شظايا الصواريخ. وأعلنت كتائب شهداء الاقصى حالة الاستنفار القصوى متوعدة بان الرد سيكون مؤلما وخلال 24 ساعة على الاعتداء على قطاع غزة اثر الغارة التي اسفرت عن مقتل عضوين في حركة الجهاد الاسلامي واصابة 11 شخصا اخرين بجروح. وقالت الكتائب في بيان اننا في كتائب شهداء الاقصى نعلن حالة الاستنفار القصوى وضرب العدو الصهيوني في كل المواقع على امتداد الوطن ونعلن بان الرد الكتائبي سيكون مؤلما على مجازر العدو .. خلال 24 ساعة باذن الله. واضاف البيان ها هو العدو الصهيوني يبدأ الحرب على قطاع غزة .. فعلينا جميعا ابناء الشعب الفلسطيني بالتصدي لهذا العدوان. ودعا البيان الى رص الصفوف ونبذ الفرقة في مواجهة المحتل الغاصب لان الاحتلال لا يميز احدا وهدفه قتل اي فلسطيني. ودعت الكتائب السلطة الفلسطينية الى تبني خيار الشعب .. وعدم القبول بالمخطط الاميركي الصهيوني الداعي الى وقف المقاومة والانتفاضة. وحذر نبيل ابو ردينة مسشار رئيس السلطة ياسر عرفات من سياسة الاغتيالات والتصعيد في التهديدات الاسرائيلية الجديدة وانعكاساتها على المنطقة باسرها. وطالب الادارة الاميركية بمنع هذا التهديد الاسرائيلي كي لا تتعطل الجهود الاميركية والعربية والمبادرات التي تعمل على الخروج من الازمة الحالية، مشددا على ان سياسة التصعيد والاغتيالات ستؤدي الى تخريب كل الجهود الاميركية والعربية وتنعكس سلبا على اللقاءات الفلسطينية الاسرائيلية المقبلة. وبهذا يرتفع الى 3848 عدد القتلى منذ انطلاقة انتفاضة القدس في نهاية سبتمبر 2000، يشكلون 2884 فلسطينيا و896 اسرائيليا. كما قال الوزير صائب عريقات ان المطلوب ليس عقلية الحلول العسكرية ولا العقلية الانتقامية ولكن المطلوب هو عملية سلام ذات مغزى تقود الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي. واضاف عريقات طالبنا اللجنة الرباعية امس مرة اخرى بالتدخل الفوري لطرح آليات التنفيذ والجداول الزمنية وفرق الرقابة لتنفيذ خارطة الطريق معتبرا ان تصعيد الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة سيؤدي الى كارثة محققة. وأجرت القيادة الفلسطينية، بما فيها الرئاسة والحكومة ومجلس الامن القومي، خلال الساعات الماضية لقاءات مجتمعة ومنفردة تمحورت بشكل اساسي حول تداعيات عملية اشدود منذ يوم الأحد. ونقلت فرانس برس عن مصادر بالحكومة الفلسطينية ان موقف القيادة الفلسطينية انقسم الى رأيين، احدهما يدعو الى ضرورة اتخاذ اجراءات داخلية لمنع تنفيذ هجمات جديدة وآخر يرى انه لا جدوى من ذلك طالما واصلت اسرائيل سياسة الحصار والاغتيالات واستمرت في رفض التحاور مع القيادة الفلسطينية. واكدت المصادر أن رئيس الوزراء احمد قريع (ابو علاء) اعرب خلال الاجتماع الوزاري امس الأول عن قلق كبير لتطورات الامور وعدم قدرة حكومته لدرجة انه بات يفكر في الاستقالة. واضاف المصدر ذاته ان قريع اعرب ايضا خلال اجتماع مشترك لحكومته مع الرئيس ياسر عرفات ومجلس الامن القومي عن قلقه الشديد ازاء تداعيات عملية اشدود خاصة وانها تكرس مفهوم (ارييل) شارون حول خطط الفصل الاحادي الجانب ومواصلة اسرائيل التنكر لوجود شريك فلسطيني في المفاوضات. وقال مسؤول رفيع مقرب من قريع هناك ازمة حقيقية، الحكومة شبه مشلولة والوضع الميداني اخذ في المزيد من التدهور والرئيس ياسر عرفات لا يستطيع أن يعمل بينما يحاصره جيش الاحتلال وليس هناك اي أفق سياسي. وفي تصريحاته للصحفيين أمس في رام الله، أكد قريع أن حكومة شارون تتهرب من مسؤولياتها تجاه عملية السلام. وقال في اشارة الى خطة الفصل الاحادية الجانب التي تعتزم حكومة شارون تنفيذها: الاسرائيليون يتهربون من مسؤولياتهم وقد لجأوا الى الحلول المنفردة التي لا تؤدي الى الامن بل الى العنف. واعتبر قريع ان الحديث عن رد اسرائيلي واسع انتقاما لعملية اشدود لن يقود الى الحل بل الى العنف.