القول بان مسلسل العنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة يقف حجر عثرة امام تسوية الازمة العالقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي هو قول لا يجانبه الخطأ ذلك ان من المتعذر قيام مفاوضات بين الجانبين للدخول في تفاصيل الوصول الى السلام فوق ارض تغلي كالمرجل وتشهد المزيد من تصعيد العنف، فالهجوم الانتحاري في العملية المزدوجة لفصيلتي حماس والاقصى الذي وقع يوم امس الاول في ميناء اشدود واسفر عن مقتل عشرة اشخاص ادى الى تعليق لقاء مرتقب بين قريع وشارون، وهو امر ليس في صالح الجانبين على اية حال، غير ان من الخطأ الفادح إلصاق المسؤولية في استمرار حالة العنف على الفصيلتين اللتين قامتا بعملية اشدود وغيرهما من الفصائل الفلسطينية دون تحميل اسرائيل مسؤولية تصعيد العنف، فقد تبين ان الناخب الاسرائيلي مخطىء في فهمه ان اعتقد ان شارون سوف يجلب له الامن، فاجتياز التحصينات الامنية المشددة حول ميناء اشدود يعطي اكبر دليل على ان الجدار العازل لا يمكن ان يحقق الامن لاسرائيل، فالتسلل الى اي جزء من اجزاء الدولة العبرية لا يعجز الفلسطينيين الذين مازالوا يراهنون على الانتفاضة كخيار لاسترداد حقهم المغتصب بعد ان فشلت كل الحلول، وبعد ان ارغم شارون ابناء الشعب الفلسطيني على التخلي عن اغصان الزيتون التي طالما تمسكوا بها دون جدوى، فعملية اشدود رسالة واضحة لشارون وحكومته تقول مفرداتها بان فرض الاجراءات الامنية حول اي موقع اسرائيلي لا تكفي لتوفير الامن للاسرائيليين وان اليد الفلسطينية قادرة على الوصول الى كل المواقع حتى بعد بناء الجدار العنصري العازل، ولابد ان يدرك شارون ان الامن المطلوب لايمكن ان يمنح لشعبه دون الفلسطينيين، وبالتالي فان من العبث ان توظف العملية الاخيرة لترويج المنغومة الاسرائيلية المهترئة بانها ارهاب لابد من احتوائه، فتهديده بالرد على العملية هو جزء لا يتجزأ من ارهاب الدولة الذي تمارسه اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ امد طويل.