لا تترك خطة اسرائيل الاحادية الجانب لابتلاع مساحات من اراضي الضفة الغربيةالمحتلة اذا ظلت عملية السلام متعثرة للفلسطينيين فرصة لانقاذ حلمهم باقامة دولة قابلة للحياة فقد اصبحوا في وضع حرج بسبب بناء اسرائيل الجدار العازل الذي يحيط بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وبسبب فشلهم في التوصل الى هدنة من الفصائل الفلسطينية التي كانت تعد عنصرا مهما لتنفيذ خطة السلام التي تدعمها الولاياتالمتحدة والتي تعدهم بالاستقلال . مسؤول فلسطيني بارز قال بأسى: ليس امامنا خيارات حقيقية لان الولاياتالمتحدة تدعم اسرائيل بالكامل ، وان كل ما يمكننا عمله هو الانتظار حتى ينتخب الامريكيون والاسرائيليون زعيمين جديدين. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ابلغ الفلسطينيين ان اسرائيل سترسم حدودا (امنية) تفصلهم عن اراض كانوا يمكن ان يحصلوا عليها بمقتضى خارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط اذا لم يتخلوا عن سلاحهم خلال بضعة اشهر، الا ان الفلسطينيين يرون انذار شارون خدعة للتنصل من خارطة الطريق،ويشيرون الى معارضة ائتلافه اليميني للتخلي عن الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 التي استوطنها منذ ذلك الحين 230 الف يهودي يعيشون وسط 7ر3 مليون فلسطيني. من جانبه قال مسؤول دولي: ان الزعماء الفلسطينيين يواجهون تجمدا في اتخاذ القرار لانهم يفتقرون لاستراتيجية بديلة لخارطة الطريق ويرفضون الدخول في محادثات مع شارون وهو في وضع اقوى. من ناحية اخرى يستمر العمل في بناء الجدار بالضفة الغربية الذي تقول اسرائيل انه احبط بالفعل عشرات الهجمات، بينما يراه الفلسطينيون وسيلة لضم المزيد من الاراضي مع تلويه في عمق الضفة الغربية ليحيط بمساحات ضخمة من المستوطنات. ويخشون ان تكون اي دولة ينتهي بهم الحال فيها معزولة ومشرذمة بحيث يتعذر الدفاع عنها. فالمزارعون سيقطعون عن الحقول وموارد المياه والتجار سيعزلون عن الاسواق والاطفال سيفصلون عن المدارس،لكن ليس امام الفلسطينيين سبل واضحة لمواجهة الاجراءات احادية الجانب التي تتخذها اسرائيل. ونصح بعض المثقفين الفلسطينيين الرئيس ياسر عرفات بان ينهي سلطة الحكم الذاتي ليحمل اسرائيل عبء منطقة (ذات قوميتين) بين نهر الاردن والبحر المتوسط حيث تهيمن الاغلبية العربية في أي تصويت، كما يقولون ان اسرائيل ستتحمل كذلك العبء المالي والقانوني كاملا لرعاية الشعب الفلسطيني كما كان الحال منذ عام 1967 حتى بدء العمل باتفاقات السلام المرحلية عام 1994. ويقول المحلل الفلسطيني علي الجرباوي: ان اسرائيل ستقول بالطبع انه لا يمكن اقامة دولة ذات قوميتين لكن تفكيك السلطة الفلسطينية سيكون رسالة لاسرائيل مفادها اننا هنا ومعدلات مواليدنا اعلى ولا يمكنكم طردنا، فاما ان تدمجونا او تتركونا في دولة يعتد بها ، فالخيار لكم، لكن الدبلوماسيين يقولون: ان شارون يعتزم ابطال تهديد الدولة ذات القوميتين باخلاء كل المستوطنات الصغيرة النائية التي لن يضمها الجدار العازل تاركا المسؤولية للفلسطينيين خارجه. ومن الحجج التي يرد بها على فكرة حل السلطة الفلسطينية كذلك تسريح 120 الف موظف حكومي الامر الذي سيعمق الفقر في الاراضي وينشر الفوضى التي قد تمكن الفصائل الفلسطينية من الاستيلاء على السلطة. وتقول جماعات النشطاء: ان افضل خيار هو تصعيد العنف. لكن القصف الجوي وغارات الجيش الاسرائيلي المدعومة بشبكة من المرشدين المحليين اضعفت الجماعات الاسلامية مما قصر العنف على عدد محدود من ملاذاتهم الآمنة في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويعتقد المسؤولون الفلسطينيون ان الهجمات الاسرائيلية قد احبطت كذلك جهودهم لحمل النشطاء على قبول الهدنة المهمة لانعاش خارطة الطريق، اذ كتب جراهام اشر في صحيفة الاهرام ويكلي التي تصدر في القاهرة الحفاظ على اعتمال الصراع دون وهج كان هو الاسلوب المفضل لشارون لتحويل الاهتمام عن السياسات التي تهدف الى تكريس سيطرته على الاراضي التي يرى انه لا يمكن فصلها عن اسرائيل. اما المسؤولون الاسرائيليون فانهم يقولون في احاديثهم الخاصة: ان خارطة الطريق ليس امامها سوى فرصة ضئيلة للانتعاش، لكنهم يقدرون ان رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع تجنب محادثات السلام مع شارون اذ انه ليس لديه ما يعرضه نظرا لعدم قدرته على كبح جماح النشطاء او اجهزة الامن التابعة لعرفات. اما على الصعيد الشعبي، فقد العديد من الفلسطينيين الامل كذلك في خارطة الطريق، وباعتبارهم الطرف الاضعف فانهم يلقون اللوم في الافتقار الى آلية تنفيذ مما يعتبرونه اكثر الادارات الامريكية موالاة لاسرائيل في تاريخ الولاياتالمتحدة.