(فر ماتالا من حياة العبودية وانضم إلى الجيش ولكن المنظمة تخشى من احتمالات إعادته مرة أخرى إلى سادته.. وتقول المنظمة إن ماتالا يخشى أن يقوم أسياده بتعذيبه عقابا له.. وقال للجنود أنا أفضل أن أموت في وجودكم فعلى الأقل سوف أدفن بشكل لائق وهو ما لن يفعله أسيادي أبدا) يقول المواطن الموريتاني شيخنا ولد بليل وهو يغالب دموعه أنا واثق أن الله سبحانه وتعالي سيحرر زوجتي من نير العبودية.. وتدل رواية ولد بليل وهي شهادة نادرة التكرار على استمرار تجارة الرق في تلك الجمهورية الإسلامية التي تقع شمال غربي القارة الأفريقية رغم تصريحات حكومة الرئيس معاوية ولد طايع بشأن القضاء على تجارة الرقيق بشكل كامل في البلاد. وحظرت الجمهورية الصحراوية العبودية رسميا مرتين في عامي 1960 و1980 ولكن موريتانيا ما زالت معروفة رغم ذلك بأنها من المناطق القليلة الباقية في العالم التي لا يزال سكانها يحتفظون بالعبيد.. ويقول مراقبون إن تلك المسألة تقابل بالتستر. وحكم بالسجن على النشطاء المعنيين بمكافحة العبودية قبل التحدث للإعلام الغربي. وتحدث ولد بليل في حي السعادة الفقير بنواكشوط عاصمة المستعمرة الفرنسية السابقة التي يسكنها 7ر2 مليون نسمة.. ولا يستطيع ولد بليل القراءة أو الكتابة وقد ولد لابوين من العبيد رغم أنه لم يعش حياته تحت نير العبودية. وهو ينتمي إلى جماعة سكانية معروفة باسم الحراتين أو البربر السود وتنحدر أصولها من العبيد المملوكين للمغاربة العرب والبربر فاتحي البشرة الذين يسيطرون على البلاد سياسيا واقتصاديا. واعتاد البدو منالبربر البيض أن يسافروا جنوبا لجلب العبيد السود الذين كانوا يتبعون ثقافة سادتهم.. وتقول الحكومة إن إجراءات مكافحة الفقر والامية قضت على العبودية بشكل شبه كامل ولكن ولد بليل يروي قصة مختلفة. ويقول ولد بليل إن القصة بدأت منذ ثمانية أعوام عندما قابلت كليزيما مينت بوتا في مدينة جورو على بعد 570 كيلومترا شرق نواكشوط، وأضاف لقد أردت الزواج منها رغم أنها كانت من الاماء فقد أفقدني الحب بصيرتي. وطلب ولد بليل الاذن من مالك كليزيما للزواج منها والانتقال إلى مدينة جورو ليعيش معها في كوخ صغير أقامه بنفسه، وأنجب ولد بليل ابنتين من كليزيما التي كان لديها ابن وابنتان من زيجات سابقة. ويقول ولد بليل إن أطفالي لم يذهبوا أبدا إلى المدرسة فقد كانوا يعاملون مثل العبيد حيث تؤدي الفتيات الاعمال المنزلية ويقوم الغلمان برعي الابل.. ورفع ولد بليل دعوى بشأن هذه المسألة أمام إحدى المحاكم المحلية التي قررت في عام 2003 بضرورة أن تعيش زوجته في منزله دون أن تصدر قرارا بشأن مسألة العبودية. واستطرد ولد بليل عندما أدرك حاكم البلدة والشرطة المحلية إن تلك القضية تتعلق بالعبودية أمروني بمغادرة البلدة سريعا والتوقف عن المطالبة بحقوقي في زوجتي وأطفالي. ويعتقد ولد بليل ان السلطات كانت تخشى غضب أفراد قبيلة تاجاكانت التي تملك أحد أفرعها كليزيما. ويقول ولد بليل لم يعد باستطاعتي الاقتراب من أطفالي كما أن سيدة كليزيما تضرب ابنتي هاينا التي تبلغ الان من العمر أربع سنوات إن أرادت المجيء إلي. وتنبت منظمتان لحقوق الانسان هما منظمة إنقاذ العبيد والجمعية الموريتانية لحقوق الانسان اللتان لا تعترف بهما الحكومة قضية ولد بليل. ولا أحد يعرف عدد العبيد في موريتانيا. وتشير بعض التقديرات إلى أنهم يمثلون عشرة بالمئة من عدد السكان. وكانت العبودية شائعة في كثير من دول غربي أفريقيا وما زالت موجودة في موريتانيا المنعزلة حيث تحتفظ القبائل البدوية بنظامها الاجتماعي القديم الذي يضم طبقات مثل المحاربين والمشايخ والحدادين والموسيقيين. ويقع العبيد في قاع الهرم الاجتماعي.. وتوضح فاتيماتا مبايا وهي ناشطة في مجال مكافحة الرق أن العبيد عادة ما يقدمون نظير خدمات أو كهدايا. وتشير إلى أن ثمن العبد يتساوى تقريبا مع ثمن الجمل. وظلت أسر كثير من العبيد على صلة بعائلات أسيادها طوال أجيال وقامت بينهم روابط عاطفية واقتصادية معقدة.. ويقول مراقبون إن كثيرا من العبيد المحررين يستمرون في العمل لدى سادتهم السابقين نظير أجر خشية المغامرة في محاولة البحث عن عمل في المناطق الشعبية بالمدن.. وكشفت منظمة إنقاذ العبيد أن بعض العبيد يحاولون الحصول على حريتهم بأي ثمن ومن بينهم ماتالا الذي يبلغ من العمر عشرين عاما، وأكدت عدة مصادر موثوقة أن ماتالا وأمه وسبعة من أخوته وثلاثا من شقيقاته يعانون العبودية في بلدة لمجايتي قرب الحدود الشمالية. وفر ماتالا من حياة العبودية وانضم إلى الجيش ولكن المنظمة تخشى من احتمالات إعادته مرة أخرى إلى سادته.. وتقول المنظمة إن ماتالا يخشى أن يقوم أسياده بتعذيبه عقابا له.. وقال للجنود أنا أفضل أن أموت في وجودكم فعلى الأقل فسوف أدفن بشكل لائق وهو ما لن يفعله أسيادي أبدا.