لا تزال العمالة الاجنبية التي تفد الى المملكة تمثل الهاجس الاكبر للشباب السعودي الذي يبحث عن فرصة عمل, لم تكتف هذه العمالة بالبحث عن الرزق بل مارست انشطة مخالفة للقوانين والانظمة التي تنتهجها المملكة, وللاسف يأتي ذلك في ظل غياب رقابة من الجهات المسئولة لمحاسبة المقصرين والمتسترين على هؤلاء المخالفين (خفافيش الظلام) يسكنون اوكارا مظلمة ويمتهنون اعمالا شائنة لا تليق بالمجتمع السعودي. (اليوم) وايمانا منها بتفشي هذه الظاهرة وخطرها على المملكة, قامت بجولة على عدد من الاسواق التجارية بمدينة الدمام ورصدت مخاطرها ووقفت على آخر تطلعات هؤلاء الوافدين لتكشف طرق الحيل وخفايا الممارسات التي يرتكبها هؤلاء ضد ابناء الوطن. بداية يقول محمد عبدالله القحطاني: للاسف الاسواق جميعها تزدحم بالعمالة الاجنبية واكثرهم من الهنود والبنغلاديشيين ويوجد من يتستر عليهم من اصحاب المحلات التجارية لانهم يتقاضون من تلك العمالة راتبا شهريا مقابل تركهم بحريتهم دون كفالة. اما عن البسطات التي يعمل بها السعوديون يقول القحطاني: هذه البسطات قليلة الدخل مقارنة مع المحلات التجارية التي يديرها الاجانب لما لهم من اساليب وحيل ليقنعوا اصحاب المحلات الذين يهمهم في المقام الاول الفلوس وليس لديهم اهتمام بتوظيف ابناء الوطن. ويستغرب القحطاني من عدم قيام وزارة التجارة بجولات ميدانية لكي يتم حصر عدد العمالة الاجنبية, ومن البلدية التي لا تطالب اصحاب تلك المحلات بتوظيف الشباب السعودي ويضيف القحطاني اذا تم توظيف السعودي يكون راتبه 1500 ريال ويتساءل هل بهذا المبلغ يستطيع المواطن ان يعيش به مع عائلته. ويضيف القحطاني السوق (مرتع) لكافة العمالة الوافدة التي لها طرق سرية في فرض الاسعار التي تناسب اذواقهم, وللاسف ان الجميع يتيح للأجانب العمل, ويؤكد القحطاني اهمية مساهمة المواطن بفاعلية لما فيه صالح وطنه وعلى الاعلام رصد كل ما يحدث في الاسواق من مخالفات, وعلى الجهات المسؤولة ان تقوم بدورها في القضاء على هذه المخالفات في الاسواق. تراخي المسئولين ويقول الشاب فاضل محمد ال اسماعيل انني كمواطن سعودي افتخر بعملي في مجال بيع الخضراوات والفواكه وارى ان قرار سعودة بسطات الخضار والفواكه قرار حكيم يدل على ان دولتنا الرشيدة يهمها ابن الوطن. ويستدرك ال اسماعيل ان تواجد العمالة الاجنبية بشكل كبيرفي الاسواق يدل على التراخي الواضح من الجهات المسؤولة, لان تلك العمالة تستأجر المحلات التجارية بكامل الاوراق الثبوتية من اصحابها مقابل مبالغ مادية وهذا يؤدي الى فشل كبير للسعودة لان الكثير من تلك المحلات التجارية لا يتم جردها ولا يتم السيطرة عليها من اصحابها بحكم المبالغ المقطوعة التي تدخل جيوبهم كل شهر من العمالة. ويضيف ال اسماعيل: الاعمال التجارية تدر ربحا جيدا ولكن الشباب السعودي دائما يفكر في الراحة وعدم التعب, وان العمل الشريف بحاجة الى الجد والمثابرة, وعلى كل شاب أن يبدأ في العمل في النشاطات الصغيرة لان تلك العمالة تبدأ بالعمل في النشاطات التجارية البسيطة ثم تتطور العملية الى محل يدر عشرات الآلاف. ولا يفكر السماعيل في ترك عمله في مجال الخضار والفواكه لان الدخل به هائل, ويقترح ان تتم سعودة جميع المحلات التجارية لكي يعمل ابن البلد ويساهم في تقديم الصورة التي يعرفها الجميع عن شعبنا الكريم. شباب كسول ويقول محمد حنيفه (عامل بنغلاديشي) انا أعمل هنا كل يوم من الساعة 8 صباحا الى الساعة 10 ليلا ويتساءل هل يستطيع الشباب السعودي ان يعمل كل هذا الوقت؟ ويكمل محمد حنيفة: للاسف شبابكم لا يريد العمل ويبحث عن النوم والدوام لفترة 8 ساعات, صحيح اننا نعمل كل هذا الوقت ولكن الحمد لله لدينا بيوت في دولنا ونصرف على عوائلنا ونشتري سيارات في بلادنا, ولن نخرج من بلدكم الا بعد ان نؤمن مستقبلنا. ويضيف حنيفه: لا نمنع ان يعمل الشباب السعودي فالبلد بلدكم لكن انتم تمنحوننا الفرصة, فلماذا لا نستغلها؟!! ويقول حنيفه: بدأت في التجارة بمبلغ 1500 ريال ثم تطورت نشاطاتي التجارية الى ان اصبحت صاحب محل ولدي 3 من ابناء عمومتي يعملون تحت ادارتي ويؤكد حنيفه صحيح ان جميع من يسيطر على السوق من الاجانب ولكن من وقف ضد القرار الحكومي بسعودة قطاع الخضار والفواكه؟ اصدروا قرارا يقضي بوقف عملنا لننتقل للعمل في مجال آخر لا يستطيع السعودي العمل به لأننا لا هدف لنا من قدومنا الا العمل والفلوس. التستر موجود ويشير منير خان بنغالي إلى ان الشباب السعودي لديه طاقة ومعنويات مرتفعة ولكن تلك المعنويات تفرغ في مشاهدة مباريات كرة القدم والنوم. ويضيف خان: يجب على شبابكم العمل لما فيه صالح وطنه لان العمل يتيح للشباب العيش السعيد, وان التستر التجاري موجود ولكن أتحدى ان تكشفه الجهات المسئولة لانها لا تعرف اسرار المهن وكواليس الاسواق. واقترح خان قيام الجهات المسئولة بتأمين المحلات التجارية وتزويدها بالبضائع لكي يعمل شبابكم ويجب دعمهم لكي يتم تأهليهم بشكل جيد. شطارة التجار ويرى ممدوح السيد (مصري) لاشك ان العمل في مجال المهن التجارية ليس بحاجة للتقاعس لانه نشاط وحركة وعمل دؤوب فتأمين لقمة العيش ليس بالمجان. واكد ممدوح ان جميع الاعمال الشريفة في صالح الوطن.. الا ان التاجر بحاجة الى الفكر النشط لكي يمارس عمله بشكل يضمن فيه استمرار تجارته فالتراخي في التجارة يؤدي الى الخسارة. ويستشهد ممدوح بابنه الذي طرده من المنزل لكي يبحث عن عمل لان الشاب الذي يزرع بداخله حب العمل سوف ينتج, ويستطيع من خلال عمله النجاح موضحا ان الشاب الذي ينام ويقضي حياته في النوم لن ينجح؟!! ويضيف ممدوح: ان الاجانب في اسواق الدمام يسيطرون بشكل كبير على جميع المحلات التجارية لان النظام لديكم يسمح لهم بالعمل مع ان بعض العمالة تبيع الدسكات المنسوخة والتنبوك ولا اعلم هل الجهات المسئولة تعلم ذلك ام لا؟!!! وكر للجريمة وفي ركن من اركان سوق العدامة القديم بالدمام وجدت وكرا من الاوكار اعتقد ان من يسكنه الخفافيش لانه مظلم جدا في وضح النهار. وعن مراقبة الدوريات الامنية لهذه الاوكار اجاب بقوله: هذا سوق أأنت تريد محاربة العمال المساكين. انت مجنون وفي حالة غريبة يحكي سعيد مبارك (سعودي يعمل في الخضار والفواكه) قصة ويقول: تحدثت مع صاحب أحد تلك المحلات التجارية وطالبته بتوظيف شباب سعودي فقال لي بالحرف الواحد انت مجنون!! تشكيل لجان وحول تسيب العمالة الاجنبية فيقترح ان تشكل لجنة من قبل امارة المنطقة الشرقية لكي نحد من نشاطات تلك العمالة, ليتم ضبط الاسعار اولا ومحاربة التكتلات البشرية الاجنبية التي تشكل خطرا جسيما أمنيا, وانهم يعرضون الممنوعات مثل بيع الدسكات (الاسطوانات) الخاصة بالبلايستيشن غير الشرعية والمتاجرة بها الجهات المسئولة, اما عن كيفية اجبار الشباب للعمل والكسب الشريف فيقترح مبارك ان تطعم تلك الاسواق بالشباب عن طريق فرض الشباب السعودي وقت تجديد رخصة المحلات التجارية. الخير كثير ويشير شيراز محمد (عامل بنغلاديشي) الى ان العمل في التجارة شيء جميل وبه مكاسب كبيرة, واعتقد ان أغلب زبائننا من السعوديين لكن للاسف لا يعرفون اسرار مهنتنا بانها تدر المال الكبير الذي يتيح لنا العيش السعيد. ويضيف شيراز: الزبون هنا لا يريد, شابا يمشط شعره، بل يبحث عما يحقق به رغبة الشراء, فمثلا انا اعمل هنا منذ اكثر من عشر سنوات والحمد لله املك الكثير من المحلات التجارية في بلدي وأرى ان رفع الأسعار في صالحنا. اما عن بيع الممنوعات في اسواق الدمام قال يفترض محاربة تلك المخلفات من له حيلة سيحتال فالمجال هنا للعمل وليس للنوم. وان الزبون لابد ان يعي جميع ما يمارس ضده من ألاعيب لان التاجر دائما يعرف مفاتيح اللعبة لكي يمرر بضاعته على الزبائن. وينصح شيراز الشباب السعودي بالعمل لانه يرى طاقاتهم تهدر في اشياء لا داعي لها وليسوا بحاجة لها لانهم رجال متى ما استغلوا طاقاتهم البشرية والعملية. قلة الرقابة والمتابعة ويفترض ناصر صالح احمد وجود لجنة من عدة اجهزة حكومية لكي تراقب الاسواق التجارية التي يصول فيها العمال الاجانب. ويعتبر ناصر وجود تلك العمالة وتجولها المستمر في الاسواق يعود الى قلة الرقابة لانها تبيع مواد ممنوعة وليس المواطن ورواد السوق بحاجة لها بل فيها ضرر كبير. وان العمالة الاجنبية وبكل اسف لها طرق غريبة لكسب الزبائن الوافدين. خطر يحدق بالوطن محمد شعيب (عامل هندي) يقول: اعمالي التجارية داخل المملكة تدل على ان اسواقكم التجارية مفتوحة لعمل الوافدين التي تقدم خدماتها الجليلة للشباب السعودي غير القادر على العمل. ويرى شعيب ان الشباب السعودي لا يحمل الهمة والعزيمة التي تحثه للعمل الشريف ويتساءل شعيب هل العمل في السوق عيب ام حرام؟ ويجيب بقوله: اعتقد ان شبابكم بحاجة لدورات نفسية ليعيد ترتيب اوراقه فجميع الشباب السعودي الذي يعمل في الوظائف يجب ان يزيد دخله الشهري من خلال دعم مسيرته العملية, وزيادة خبراته. الشباب السعودي احق ولا يفكر محمد بن حسين (شاعر) ان يوظف عمالة اجنبية في اي محل تجاري يملكه لانه يرى ان شبابنا السعودي بحاجة لاتاحة الفرصة لكي يعمل في المجالات الشريفة. ويضيف: مشاكلنا العملية كثيرة والدولة حفظها الله تعمل بكل ما في وسعها لخدمة الشباب السعودي لكن للاسف الشباب السعودي كسول ولا يبحث عن العمل. ويقترح ابن حسين انشاء موارد في امارات المناطق لدعم المشاريع الصغيرة والواجب من كافة اجهزة الدولة تقديم المساعدات والدعم للشباب السعودي من خلال محاربة بيع الممنوعات, وظاهرة انتشار التنبول والاسطوانات المنسوخة بشكل مخالف لتعليمات وزارة التجارة ثم ان الشباب السعودي احق بالعمل في وطنه. قروض للشباب السعودي وابدى محمد ميزان (عامل بنغلاديشي) فكرة اقامة صندوق للمشاريع التجارية الصغيرة لصالح ابن الوطن.. فالكثير يتهم الشباب السعودي بالكسل ولكن الحقيقة ان لديهم طموحا ليعملوا فلماذا لا تتاح لهم الفرصة من خلال القروض المالية المستردة؟ ويضيف ميزان ربما البعض يعتبر الشباب السعودي كسولا ولكن المهم دعمهم, نحن عندما قدمنا الى المملكة وجدنا الدعم الكافي من اقاربنا واستطعنا ان نفتح بيوتا لاولادنا وتكوين ارصدة في البنوك, لكن يجب ان يعمل شبابكم في المجالات الشريفة في التجارة والصناعة وفي جميع المجالات ومن اكبر الاخطاء ان يتم الاعتماد علينا. عمل شاق وفي جولة اخرى داخل احد المطاعم الهندية المنتشرة في قلب المدينة, فاذا بعامل هندي يفرك بيديه المتسخة دقيقا ممزوجا مع الماء فسألته: لماذا لاتضع واقيا على يديك.. فاجاب قائلا: الزبون راض. ويقول نور الحق اسحاق انا اعمل في شركة تأجير سيارات واعمل منذ الفجر, وكل يوم اجتمع مع ابناء عمومتي هنا لنأكل التنبول ونشرب الشاي داخل هذا المطعم. افلام هندية ويشير اسحاق إلى انه يحرص على مشاهدة الافلام الهندية وفي هذه التجمعات الهندية نناقش امور الحياة ونستريح من عناء الدوام. ويضيف اسحاق: الشباب السعودي لا يحمل مؤهلات للعمل في المجالات التجارية لان الراتب 1000 ريال فالشاب السعودي بحاجة الى سيارة وجوال وهذا المبلغ لا يكفي لمصروفه وهذا ما لا احتاج اليه بتاتا. ويبدي اسحاق اسفه على العمالة التي تتسكع في شوارع الدمام وانه من الواجب حثهم على العمل لان المملكة تذخر بالرزق الواسع ولكن اغلب هذه العمالة يملكون بسطات خاصة لبيع الدسكات واذا جاءت البلدية يهربون كونهم لا يحملون تصاريح لتلك البسطات العشوائية. تجديد الثقة ويعتبر علي الغوينم (كاتب مسرحي) ان الشباب السعودي يعمل ولديه القدرة على العمل, ولكن لابد ان تتاح له الفرصة بالشكل المرضي لطموحاته. ويعتقد الغوينم ان سبب سيطرة العمالة الاجنبية على سوق العمل التجاري يرجع الى عدم حماية الحقوق الفكرية لان العمالة تلغي تلك الحماية لان الكفيل السعودي هو الذي يجب ان يعاقب لان تلك العمالة لا تعي النظام لانها تبحث عن المال باي وسيلة. ويضيف نستطيع تأهيل الشاب السعودي من خلال تجديد الثقة وزرع الهمة في نفسه, ومن خلال القضاء على وقت الفراغ الذي يسكنه لان العمل يقتل الفراغ.. ويقترح الغوينم تكوين نقابة للعمال السعوديين لكي نستطيع تأهيلهم بالشكل المرضي واللائق للمجتمع ولقضاياهم التي تهمنا كثيرا. طموحات كبيرة ويرى محمد كبير (عامل بنغلاديشي) ان الشاب السعودي كسول, وجميع العمالة المنتشرة في السوق يجب ان تحظى بالاحترام لانهم يملكون قدرة رهيبة على العمل في شتى مجالات الحياة وهذا ما لا يستطيع عمله ابناء الوطن الذين يبحثون عن طموحات كبيرة جدا ليست في متناول ايديهم. زحف العمالة ويشير الشيخ حميد ال عباس إلى ان الشاب السعودي بحاجة الى الدخول في جميع المجالات العملية لكي يضمن (لقمة العيش) وان تحارب العمالة السائبة من قبل الجهات المسئولة لوقف زحفها خاصة وانها تمثل خطرا على البلد, ويؤكد ال عباس اهمية المعاهد لتخريج شباب على قدر كبير من الوعي, ويستطيع العمل في المجالات الشريفة داخل وطننا موضحا ضرورة تهيئة مضمار العمل للشباب السعودي وارساء المفاهيم النفسية التي تجعل الشاب لا يلتفت الى صغائر الامور لان العمل في المجال التجاري يدر اموالا طائلة والاولى بها الشاب السعودي الذي يبحث عن التوازن. تكثيف الجولات ويطالب ال عباس الجهات الامنية بتكثيف الجولات لكشف بيع الممنوعات مثل الدسكات والتنبول لزرع الثقة في نفسية شبابنا, ويجب كشف التستر التجاري لانه خطير جدا واول المستفيدين المواطن وشباب الوطن لانهم يملكون الطموح بحكم حاجتهم للعمل. ويضيف ال عباس يجب حل مشاكل شبابنا السعودي لكي نصنع منهم عنصرا فاعلا ومؤثرا يساهم في دفع حركة التنمية وبناء الوطن الذي يستحق منا الكثير. هرب العامل وبقيت البسطة القحطاني يتحدث ل(اليوم)