كشفت صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية في عددها الصادر أمس الاول أن القوات الامريكية والبريطانية الخاصة العاملة في مناطق الحدود الباكستانية-الافغانية حصلت على معلومات هامة للغاية من خالد نجل أيمن الظواهرى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة تتعلق بأماكن تواجد زعيم القاعدة أسامة بن لادن ووالده أيمن. ونقلت الصحيفة عن مصادر المخابرات الباكستانية أن المعلومات التي حصلت عليها القوات الخاصة الامريكية والبريطانية العاملة في المنطقة عن قيادات تنظيم القاعدة من عناصر أعتقلوا مؤخرا ضيقت الدائرة التي يجرى فيها البحث عن بن لادن والظواهرى وكبار القادة من التنظيم. وقالت الصحيفة إن وزارة الداخلية الباكستانية ترفض الاعتراف باعتقال خالد الظواهرى لانها تريد أن تواصل استجوابه بالتعاون مع الامريكيين والبريطانيين لمعرفة المزيد من المعلومات عن قيادات القاعدة. من جانب اخر نقلت صحيفة دايلي تلغراف في عددها الصادر امس عن مصادر امريكية قولها ان اربعة بريطانيين سيبقون اسرى في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا، لانهم خطرون جدا للافراج عنهم وبينما سيتم الافراج عن خمسة بريطانيين آخرين اليوم. وتأتي هذه التصريحات في اليوم الذي يقوم فيه وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكت بزيارة الى الولاياتالمتحدة ليطلب "معاملة عادلة" للاسرى البريطانيين في غوانتانامو. وذكرت المصادر الاميركية التي لم تكشف الصحيفة هويتها ان هؤلاء الاسرى الاربعة تدربوا في معسكرات القاعدة بأفغانستان حيث تعلموا صنع القنابل والقتل وتدربوا على تقنيات حرب العصابات في المدن، مؤكدة ان من شأن الافراج عن الاسرى الاربعة: فيروز عباسي (23 عاما) ومعظم بيغ (36 عاما) وريتشارد بلمار (23 عاما) ومارتن موبانغا (29 عاما) ان يطرح "تهديدا خطرا" على امن الولاياتالمتحدةوبريطانيا. وذكرت الصحيفة ان الرئيس الاميركي جورج بوش اختار عباسي وبيغ من بين اوائل المعتقلين للمثول امام محكمة عسكرية. كما يتهم احدهما الموصوف بأنه المشبوه الاول بتلقي التدريب في 1998 في معسكر القاعدة في منطقة دورونتا شمال مدينة جلال اباد شرق افغانستان، على استخدام الاسلحة الكيميائية والمتفجرات. وقد اعتقل في باكستان بعد الاختباء فترة في جبال تورا بورا. اما المشبوه الثاني،فقد تلقى تدريبات في افغانستان والتقى اسامة بن لادن ثلاث مرات، بينما اعتقل المشبوه الثالث في منزل بأفغانستان كان يستخدمه ابو زبيدة احد مساعدي بن لادن، اما المشبوه الرابع فقد تدرب على استخدام الاسلحة وتقنيات حرب العصابات في احد معسكرات القاعدة بافغانستان بين 2001 و2002. ولدى اعتقاله، كان في حوزته لائحة ب 33 منظمة يهودية في نيويورك، كما ذكرت المصادر الاميركية للصحيفة. واوضحت دايلي تلغراف ان المعلومات التي جمعتها المصادر الاميركية حول هؤلاء البريطانيين الاربعة قد كشف النقاب عنها لنقلها الى الصحافة، علما ان الولاياتالمتحدة لم تسمح حتى الآن الا بتسريب قليل من التفاصيل المتعلقة بالاشخاص ال 660 الذين ما زالوا في المعتقل . من جهتها وصفت لويز كريستيان المحامية عن عائلتي فيروز عباسي ومارتن موبانغا هذه الاتهامات بأنها "شائنة". وقالت "انه لأمر معيب ان توجه الى المعتقلين الذين لا يتمعتون بحق الكلام". وقد طلب بلانكت قبل توجهه الى واشنطن امس الاول ان يحصل المعتقلون في غوانتانامو على "حق الاستئناف". وردا على اسئلة شبكة سكاي نيوز البريطانية عما اذا كان يعتبر نظام الاعتقال في غوانتانامو سيئا، أجاب "نعم، اعتقد ذلك". واضاف "لقد وضعنا نظاما عادلا ومنفتحا. فالاشخاص يستطيعون الاعتراض على القرارات. وهذا ليس متوافرا في غوانتانامو، وسأطلب ان يحصل (البريطانيون الاربعة) على معاملة عادلة". ويعتقل في القاعدة الاميركية حوالى 660 شخصا من 42 بلدا، وقد اسر معظمهم في افغانستان خلال العمليات التي اعقبت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وفي سياق متصل كشفت صحيفة "صنداي تايمز" أمس الاول أن البريطانيين الخمسة الذين سيطلق سراحهم من معتقل جوانتانامو الامريكي في كوبا سيوضعون تحت مراقبة الشرطة لدى عودتهم إلى بريطانيا الاسبوع المقبل. وأوضحت الصحيفة أنه تم اتخاذ قرار بحماية البريطانيين الذين يأسرهم الامريكيون منذ أكثر من سنتين بزعم صلتهم بتنظيم القاعدة وطالبان لمنع عناصر من اليمين المتطرف من التعرض لهم على حد قولها. والاسرى الخمسة الذين سيعودون إلى بلادهم اليوم هم من بين تسعة بريطانيين محتجزين في قاعدة جوانتانامو حيث يأسر الامريكيون نحو 650 شخصا من 42 دولة إبان الحملة الامريكية على أفغانستان.