لندن - يو بي آي - نقلت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن وثائق ديبلوماسية أميركية سرية سرّبها موقع «ويكيليكس» أن تنظيم «القاعدة» أخفى قنبلة نووية في أوروبا لتفجيرها، في حال اعتقال زعيمه أسامة بن لادن أو اغتياله. وأفادت الوثائق بأن «السلطات الأميركية كشفت محاولات عدة نفّذتها القاعدة للحصول على مواد نووية، وخشيت من شرائها يورانيوم فعلياً، وبأن خالد شيخ محمد، قائد عمليات التنظيم المعتقل والعقل المدبر لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 أبلغ المحققين الأميركيين أن التنظيم سيشن عاصفة نووية». وأضافت، استناداً إلى وثيقة ديبلوماسية أميركية تضم 15 صفحة، أن «القاعدة خططت لشن هجمات في آسيا وأميركا وأفريقيا وبريطانيا، وخططت لعمليات تستهدف مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها في أنحاء العالم». وأشارت الصحيفة الى أن «الخاطف العشرين» المعتقل المزعوم زكريا موسوي الذي لم يشارك في اعتداءات 11 ايلول «كشف أن القاعدة سعت الى تجنيد موظفين في مطار هيثرو القريب من لندن، في إطار خطط لاستهداف المطارات الأكثر ازدحاماً في العالم، كما أراد شن هجمات كيمياوية وجرثومية ضد الولاياتالمتحدة». ونقلت الصحيفة عن وثائق «ويكيليكس» قولها إن «بن لادن فرّ من مخبئه في جبال تورا بورا الأفغانية قبل أيام من وصول قوات التحالف الدولي إلى هناك بعد غزوها أفغانستان نهاية عام 2001، وشوهد للمرة الأخيرة في ربيع 2003 حين التقى قادة إرهابيين في باكستان». وتابعت الصحيفة أنها «ستكشف في الأيام المقبلة عن الدور الحاسم الذي اضطلعت به بريطانيا في الشبكة الإرهابية العالمية، وذلك استناداً الى شهادات معتقلين في غوانتانامو، وبروز لندن كمسرح رئيسي لنشر أفكار التطرف بين صفوف المتشددين، وإرسالهم للمشاركة في الجهاد». على صعيد آخر، كشفت وثائق عسكرية أميركية سرية سرّبها «ويكيليكس» تقويمات استخباراتية عن كل السجناء الذين احتجزوا في غوانتانامو، وناهز عددهم 779. واعتبرت الوثائق التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ووسائل إعلام أخرى أن معظم السجناء الباقين ال172 مصنفون بأنهم «مصدر خطر كبير، أي يمثلون خطراً على الولاياتالمتحدة وحلفائها إذا أفرج عنهم من دون إعادة تأهيل أو إخضاعهم لإشراف كافٍ. وأفادت «نيويورك تايمز» بأن «نحو ثلث السجناء ال600 الذين أرسلوا الى دول أخرى، صنفوا كمصدر خطر كبير قبل الإفراج عنهم أو تسليمهم لحكومات أخرى احتجزتهم لاحقاً. وأضافت أن «الملفات التي أعدت في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تظهر أيضاً أن عملية جمع المعلومات الاستخباراتية جرت بطريقة غير مهنية في مناطق الحرب، ما أدى الى سجن أبرياء لسنوات بسبب أخطاء في تحديد الهوية أو لمجرد سوء الحظ». لكنها أعلنت أن الوثائق لا تتحدث عن استخدام أساليب استجواب قاسية في غوانتانامو، والذي أثار إدانة دولية. وتعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل سنتين إغلاق غوانتانامو، لكن الأمر لم يحسم بسبب مشاكل قانونية. وندد مسؤولون في إدارة أوباما بتسريب الوثائق، لكنهم قالوا إن «المادة قديمة، ولا تمثل الرؤية الحالية لأي معتقل». الى ذلك، كشفت وثائق «ويكيليكس» ان ممدوح حبيب، المعتقل الاسترالي في غوانتانامو، أبلغ محققين مصريين تحت التعذيب انه أراد خطف طائرة تابعة لشركة «كوانتاس» الاسترالية للطيران، وانه اخضع ستة من خاطفي الطائرات في اعتداءات 11 أيلول على فنون القتال. واشار الموقع الى ان حبيب المعتقل تعرض «لضغوط قصوى» لدى ادلائه بافادته، علماً انه اوقف في باكستان بعد 11 ايلول، وسجن في مصر بأمر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي). وهو تراجع عن اقواله بعد نقله الى غوانتانامو حيث سجن سنتين ونصف السنة قبل اطلاقه في كانون الثاني (يناير) 2005 من دون توجيه اتهامات اليه. وقال لمحققي غوانتانامو إنه «كذب على المصريين»، ثم رفع دعوى بتهمة التعذيب ضد المدير السابق للإستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، وجمال مبارك احد ابناء الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وأبرم حبيب هذه السنة اتفاقاً مع الحكومة الاسترالية لدفع تعويضات له لم تكشف تفاصيله. وتحدثت وثائق مسربة اخرى نشرتها صحيفة « ذي غارديان»، عن احتجاز الأميركيين مصور قناة «الجزيرة» القطرية سامي الحاج لإعتقادهم بأنه مصدر معلومات عن زعيم التنظيم بن لادن. ونقلت الصحيفة عن الوثائق إن الحاج احتُجز ست سنوات في غوانتانامو قبل اطلاقه عام 2008 «لأسباب أخرى، بينها استجوابه حول قناة الجزيرة»، وزعم أنه تعرض للضرب واعتداء جنسي. وأضافت الصحيفة أن «ملف الحاج يوضح أن أحد أسباب نقله إلى غوانتانامو كان تقديم معلومات حول برنامج التدريب في قناة الجزيرة، ومعدات الاتصالات، وعمليات جمع الأخبار في الشيشان وكوسوفو وأفغانستان، وبينها طرق حصول القناة على شرائط فيديو بن لادن، والمقابلة التي أجرتها معه». وأشارت إلى أن الملف يُظهر أيضاً «أن سلطات معتقل غوانتانامو اقتنعت بأن الحاج كان بمثابة رسول لدى القاعدة، ونقل أموالاً لمؤسسة خيرية في الشيشان تشتبه بعلاقتها مع بن لادن». وقالت الصحيفة إن محتويات الملف تدعم الشكاوى التي قدمها محامي الحاج البريطاني كلايف ستافورد سميث في شأن عدم استجوابه خلال مئة جلسة عن الأخطاء التي اتهم بارتكابها». وأضافت أن «المحامي سميث يعتقد بأن السلطات العسكرية الأميركية حاولت إجبار موكله على أن يعمل مخبراً لديها ضد أرباب عمله».