الاحداث الاخيرة التي تعرضت لها العراق في العاشر من محرم الجاري والتي تزامنت مع احزان عاشوراء هزت ضمائر الشرفاء من المسلمين وغير المسلمين وشجبتها مؤسسات حكومية ومدنية وشخصيات بارزة من جميع انحاء العالم الذي رأى في هذه الاحداث الدامية انتهاكا لحرمة الانسان واعتداء على حريته وارهابا مرفوضا اينما وقع وفي اي مكان من بلاد المسلمين وغير المسلمين. اشلاء الضحايا ودماؤهم المراقة والغضب الهادر الذي سيطر على العراقيين حيال هذه الاحداث الدامية كل ذلك يجسد حجم المأساة وفداحة الكارثة، وقسوة الشر الذي تمثله قوى الظلام من المفسدين في الارض الذين ملأ الحقد الاسود قلوبهم واعمى ابصارهم عن رؤية الحقيقة، وهي ان اي شرخ في جسد الامة، انما يشكل منفذا للاعداء لزرع الفتن والضغائن، وهذا مايدركه العراقيون قبل غيرهم، ليقفوا صفا واحدا في وجه هذا الكابوس الذي خلقه الاحتلال الاجنبي، وهو المسؤول عن حماية وامن البلد المحتل، كما تنص على ذلك الاتفاقيات والاعراف الدولية، لكن قوات الاحتلال جلبت للعراق الخراب والدمار بدل الامن الموعود والازدهار الذي يبدو بعيد المنال. ليدخل العراق في نفق طويل من المآسي والتعاسة والحزن. كيف لمسلم يملك ذرة من الايمان ان يجرأ على قتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق.. وان يعتدي على اماكن العبادة وان يفتح ثغرات للاعداء لتبرير بقائهم مدة اطول في بلاد المسلمين؟ أليست اسرائيل هي المستفيدة اولا واخيرا من اي تناحر بين المذاهب والطوائف العراقية؟ لقد اعلن العراقيون على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ان وحدة العراق هدف لا يمكن المساومة عليه، وانه مكسب لا يمكن التفريط فيه وانه حقيقة لن تنال منها اعمال المخربين ولا خطط المحتلين، ولا مؤامرات الصهاينة ومن تجاوز محنة العهد الصدامي البغيض سيتجاوز حتما كارثة الاحتلال الممقوت. حفظ الله العراق ورحم ضحايا هذه التفجيرات في كربلاء والكاظمية، التي جاءت في وقت تعيش فيه الامة احزانها الكبيرة ولم تكن بحاجة الى مزيد من الاحزان. رحم الله هؤلاء الضحايا، واسكنهم فسيح جناته، وألهم الامة بفقدهم الصبر وادراك الخطر المحدق، والعمل على صده والذود عن حياض الدين وكسر شوكة كل معتد اثيم.