عزيزي رئيس التحرير تعقيبا على المقال المنشور في القسم الثقافي من جريدتكم الغراء يوم السبت 8 محرم 1425ه الموافق 28 شباط 2004 تحت عنوان (في المنتدى الثقافي بأدبي الشرقية، قصائد تتشح باليأس ونقد يتحرى الشعر) ، وكان يتعلق باحدى المسامرات الادبية في النادي الادبي بالمنطقة الشرقية ناقلا صورة عما حدث في تلك المسامرة فانني اشعر بأحادية القطب في نقل مسامرات النادي الى الجمهور عبر جريدة (اليوم) العزيزة، واتمنى ان يكون طرحي في هذا المقام هو بمثابة الرأي الآخر والضروري لدعم المسألة الثقافية التي هي لاشك احد اهداف كاتب المقال المشار اليه. ما يتم نقله عن مسامرات النادي الادبي لاينتمي بشكل مباشر الى النقد الموضوعي الهادف، والمكتوب عن هذه النشاطات ليس نقدا بالمعنى المتعارف عليه لان الطرح مقتضب والتعليقات انتقادية، والمكتوب ليس نقلا فعليا ايضا وانما انتقائي، وهذا يقلل من فعالية المشهد الثقافي في المنطقة ولا يخدم النادي الادبي ولا مرتاديه، وان كان احد اهداف هذه الكتابة في تغطية المسامرات هو التحفيز ومنح الادباء والمرتادين شحنة ايجابية من اجل عطاء افضل وابداع امثل، فانني اجزم بانها تفعل فعلا عكسيا من ناحية الانطباعات والحضور وبخاصة في صفوف الجيل الناشئ من الادباء، وللتحفيز علم خاص به وله اصول ومعايير تعتمد على الاسلوب واسس النقد البناء، ولا يمكن باي حال من الاحوال اعتبار الاسلوب الانتقادي والانتقائي باعثا على التحفيز. لا ننسى أن العملية الابداعية وخصوصا في الشعر عملية معقدة ليست فقط في استنباط الصور الجديدة او الخارجة عن المألوف او الحداثية، فهناك الغرض الشعري والوزن والقافية والتراكيب اللغوية ووحدة القصيدة والدلالات والموضوع وغيرها، لذا لا نستطيع ربط الابداع بواحدة فقط من هذه العناصر ونترك الاخرى دون رقيب. لا نسأل المجاملة فهناك اسس عامة لعملية النقل عن المسامرات او لعملية النقد لما يطرح فيها من نصوص، وبذلك نريد اما نقلا واضحا غير منقوص بصورة ايجابية محفزة واما نقدا موجها وموجها، وهذا الاخير هو ما نرجوه لان المسامرات ليست نشاطا منبريا رسميا لكي يتم نقلها بشكل مباشر، على ان تتم دراسة المادة من جهاتها المختلفة ولا يتم التأكيد فقط على ناحية الصور المتجددة والنظرة الحداثية، فاغراض الشعر مازالت متعددة وصوره متباينة ومتعددة في ثقافتنا، وهذا ما نعرفه ونؤكد عليه، اما ان يكون لنا فيما ننقله عن المسامرات في النادي الادبي نظرة واحدة الى الابداعات وهي النظرة الحداثية فلا نكون قد اعطينا النادي ولا مرتاديه حقهم في الاستمتاع بما يهدف اليه النادي في المنطقة الشرقية من مملكتنا الحبيبة. مع الشكر الجزيل والتقدير والاحترام ريان عبدالرزاق الشققي - الخبر