قال رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي: أن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بالمدينةالمنورة ستشارك- بإذن الله تعالى- بجناح في معرض الدعوة إلى الله الخامس الذي ستنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في الثامن عشر من شهر محرم المقبل 1425ه بالمدينةالمنورة تحت شعار " كن داعياً" وذلك في إطار برامج الجمعية ورسالتها المباركة وهدفها الأسمى المتمثل في القيام بالدعوة إلى الله، ونشر الدين الإسلامي بالأساليب الشرعية. وأضاف فضيلته- في تصريحه للجنة الإعلامية للمعرض- قائلاً: أن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تضطلع بجانب من أعظم جوانب الدعوة إلى الله تمثل ذلك في تعليم كتاب الله العظيم الذي يعد منهج حياة ونورا تحيا به القلوب، وتطمئن به الأفئدة، وتستنير به الحياة فتغدو فئات المجتمع المنطلقة من هذا المحضن العظيم لبنات خير وبناء، وقد اهتمت الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بهذا الجانب ساعية لتحقيق أهدافها السامية المؤسسة لتحقيقها، والتي منها غرس الروح الإسلامية، وتنميتها في قلوب الناشئة عبر حفظ القرآن الكريم، وإحياء دور المسجد وأثره التربوي في صياغة الشخصية المسلمة الملتزمة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما تهدف هذه الجمعيات إلى تخريج جيل إيماني حافظ ومجود للقرآن الكريم يؤدي دوره في إمامة المساجد وتعليم كتاب الله العزيز. عطاء واسع وأوضح الدكتور العوفي أن الجمعية قد توسع عطاؤها، ليشمل جميع فئات المجتمع، فالطفل في روضته القرآنية والشاب الناشئ في حلقته ومدرسته والفتاة والأم في المدارس، والدور النسائية، كما شملت الموظف في إدارته ووصل العطاء إلى أصحاب السجون في إصلاحياتهم، فسعدت القلوب وزكت الأعمال، واستنارات الأفئدة بهذا الهدي القرآني العظيم، مؤكداً على أن مساهمة جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في الدعوة إلى الله تنبثق من معينها الأول والأساس هو كتاب الله تعالى، لذلك يعد دور الجمعيات دوراً أساسياً، لأنها لا تقوم بالدعوة فحسب، بل تؤهل الدعاة من خلال تعلم كتاب الله وحفظه، وإمامة الناس به، كما تؤهل المعلمين الذين يؤدون الدور ليستمر العطاء. طريق الخير وأبان الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي أن ما تقدمه هذه الجمعيات من عطاءات ما هو إلا سير على طريق الخير الذي انتهجته القيادة الرشيدة بهذا البلد، قيادة الخير والعطاء، قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني- حفظهم الله ذخراً للإسلام والمسلمين- وحفظ الله بلاد الحرمين موطناً للأمن والإيمان. القرآن معين الدعوة وعن مشاركة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينةالمنورة- بإذن الله- في المعرض الخامس لوسائل الدعوة إلى الله، وجوانب التجديد فيها، ومقترحاته حول تغيير أسلوب وطرق إقامة مثل هذه المعارض، أجاب الدكتور العوفي قائلاً: ان القرآن الكريم هو معين الداعية والدعوة الأساسي ولما للقرآن من دور مهم في الدعوة وإعداد الداعية حرصت الجمعية على المشاركة لإبراز هذا الجانب العظيم من خلال الجناح الذي ستعرض فيه الجمعية جهودها بأسلوب مبتكر وجديد- إن شاء الله تعالى- مستخدمة فيه الوسائل الإعلامية المتاحة من لوحات إعلانية، وأجهزة عرض مسموعة ومرئية ومقروءة، كما يتميز الجناح بتدشين موقع الجمعية على شبكة المعلومات الدولية " الإنترنت"، إذ يشتمل على جانب التعليم عن بعد بواسطة الشبكة يتمثل ذلك في تقديم دروس حية للمشاركين يقدمها كبار المقرئين في الجمعية، وذلك انطلاقاً من دور هذه الجمعية التي شرفها الله بخدمة القرآن العظيم في بلد الرسول- صلى الله عليه وسلم-، مبدياً فضيلته اقتراحه بأنه لو توسعت الفعاليات التنفيذية بهدف إيصال رسالة المعرض لجميع الأفراد بالمدينة المقام بها المعرض لجميع الأفراد بالمدينة المقام بها المعرض عبر الزيارات الميدانية والمعارض الداخلية المصغرة في الإدارات، والاستفادة من المساجد والأماكن العامة خلال فترة المعرض لكون زوار المعرض في الغالب يعدون من الشرائح المهتمة بمجالات الدعوة، مع ملاحظة دعم الجوانب الإعلامية بجميع أنواعها مشتملة على القنوات الفضائية، والإذاعية، والصحف، والمجلات، والإنترنت، وغيرها من الوسائل المقروءة والمسموعة. خطاب دعوي متميز وتطرق الدكتور العوفي في حديثه إلى كيفية إمكانية إيجاد خطاب دعوي متميز يخاطب كافة الأطياف من المسلمين وغير المسلمين، ويحقق الرسالة الدعوية المطلوبة في إزالة كافة الشبه، التي تستهدف الإساءة للإسلام والمسلمين وترسخ المنهج المعتدل بين المسلمين وبالتالي يوصل الدعوة الإسلامية الحقة لعامة الناس وخاصتهم، ورؤيته في الخطاب الدعوي، فقال: أن الخطاب الدعوي عمل بشري ليس معصوماً من الخطأ، وإذا كانت الفتوى تتغير وتختلف بحسب تغيير الأزمنة، والأمكنة، والأحوال، والنيات، والعوائد، فإنه من باب أولى أن يتغير الخطاب الدعوي- أيضاً- آخذا في الاعتبار تغير الأزمنة والأمكنة وأحوال الناس، وانتماءاتهم الدينية، ومستوياتهم الثقافية، وطرق معايشهم، ولذلك لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: ( انك تأتي قوماً أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله) الحديث ( متفق عليه)، وهنا نلاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم- أوصى معاذاً بأن يكون خطابه الدعوي لأهل الكتاب غير خطاب أهل الأوثان ( لكون أهل الكتاب أهل علم في الجملة فلا تكون العناية في مخاطبتهم كمخاطبة الجهال من عبدة الأوثان). الخطاب الدعوي والتغيير وأشار فضيلة رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن في المدينةالمنورة إلى أن الخطاب الدعوي في هذا العصر بحاجة إلى التغيير والتطوير، لأن العالم اصبح كالقرية الواحدة ولم يعد الخطاب الدعوي مقصوراً على المسلمين فقط، بل إن ما يقوله الداعية عبر وسائل الإعلام يصل العالم كله في اللحظة نفسها. مشدداً على أنه ينبغي أن يطور الخطاب الدعوي، ليحقق مصالح متعددة ، منها الانفتاح على الناس كافة، مسلمهم، وكافرهم، متدينهم، وعاصيهم، دون أن ينغلق الخطاب على فئة أو شريحة أو مجتمع معين، وكذا مخاطبة الناس على قدر عقولهم بحيث يراعي الخطاب الدعوي مستويات المدعوين وواقعهم ومشكلاتهم ومعاناتهم واهتماماتهم، وأيضا عرض وسطية الإسلام بعيداً عن الغلو والعنف، واتباع العدل مع المخالف ، والرفع مع المدعوين في ظل الحكمة والموعظة الحسنة، ومحاورة المخالفين بالتي هي أحسن يشعر معه المخالف بحرص الداعية على إرادة الخير له، لا مجرد الانتصار في الحوار ، وتوهين شخصية المدعو . اتساع الصدر ومن مصالح تطوير الخطاب الديني أضاف الدكتور العوفي أنه ينبغي أن يتسع صدر الخطاب الدعوي لجميع الناس ولا سيما المسلمين بحيث يحرص على ما يجمعهم ويبتعد عما يفرقهم، ويسعى لما يؤلف بينهم، ويجتنب ما يزرع العداوة والبغضاء فيما بينهم، مشيراً إلى انه مما يطور الخطاب الدعوي ويجعله مواكبا للعصر هو تزود الداعية المستمر من معين القرآن الكريم والعلوم الشرعية، ومعرفة محاسن الشريعة ومقاصدها والقدرة على إظهار كمال الإسلام وشموله لمجالات الحياة كافة ومعرفة المذاهب الفكرية المعاصرة ومشكلاته وتداخلاته . لا مساس بالثوابت وأكد فضيلته في السياق نفسه أن المطالبة بتطوير الخطاب الدعوي لا تعني المساس بالثوابت الشرعية، والمقاصد الإسلامية، وإنما ينصب التطوير على أساليب الدعوة وفنونها وطرق عرضها . وحول ما شهدته السنوات العشر الأخيرة من تطور مطرد في وسائل الإعلام والاتصال، ومن ذلك القنوات الفضائية وشبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) ، وكيفية الاستفادة منها في تقديم رسالة الإسلام العالمية، ونشر الدعوة الإسلامية، وما يتعين على الدعاة إلى الله أن يعلموه لمواجهة ما تبثه بعض هذه الوسائل من برامج معادية ومنافية للإسلام ، ومستهدفة في الوقت ذاته أبناء المسلمين في عقيدتهم وأخلاقهم، أبان الدكتور العوفي أن العالم في عصر العولمة والتقنية الحديثة في وسائل الاتصال شهد تطوراً هائلا، حيث أصبح بمقدور الإنسان أن يخاطب ملايين من الناس في شتى بقاع الأرض في لحظة واحدة سواء عبر الفضائيات، أو الكتابة في شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) ، لذلك فإن وجوب البلاغ المبين للناس أجمعين يقتضي استفادة أهل الإسلام من تلك الوسائل في إيصال دعوة الإسلام إلى بيوت المدر وبيوت الحجر في مشارق الأرض ومغاربها . الإفادة من الحاسوب وأضاف فضيلته قائلا : إن جهاز الحاسب الآلي هو قلم هذا العصر، وإن لم يقتحم الدعاة هذا الميدان ويسخروه لخدمة الدعوة ويخاطبوا الناس من خلال ما توفره هذه التقنية من اتصالات عالمية، فإن ذلك يعني أن يترك الشباب نهشاً لدعاة الفجور يبثون سمومهم، ونشر رذيلتهم، ويجرون إليها ملايين من الناس كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، بينما ينكفئ بعض الدعاة على وسيلته القديمة عبر مجلس منغلق يخاطب فيه عدداً قليلاً من الناس ذوي نوعية واحدة، وكم ينشر دعاة الباطل عبر وسائل الاتصال المعاصرة من شبهات وكم يعرضون فيها من منكرات وبعبارة أخرى إن لم يسع الإسلام لاقتحام تلك الميادين، وعدم تركها ميداناً لأهل الباطل يسرحون فيه ويمرحون دون أن يجدوا من يقف في وجوههم ويرد عليهم بالحجة والبرهان ويكشف للناس حقيقتهم إن لم يفعلوا، فإنهم قد فرطوا في أداء واجب وقصروا في تغيير منكر عبر وسيلة توصل صوتهم إلى حيث وصل صوت أهل الباطل، ولربما أبعد وأعمق بإذن الله . تضافر الجهود وفي ختام حديثه شدد الدكتور العوفي على أنه لابد أن تتضافر الجهود لإيصال دعوة الإسلام صحيحة نقية، وأن تعمل المؤسسات المعنية بالدعوة والإرشاد على مستوى العالم الإسلامي للاستفادة من هذه الوسائل في الدعوة إلى الله وطرق استخدام هذه الوسائل أصبحت معلومة لدى كثير من الناس، لكن الأمر يتطلب المبادرة والمسارعة وقال: إن على الدعاة واجب عظيم في الذب عن الإسلام، ومواجهة ما يروج له أدعياء الباطل، بمتابعة ما ينشر ضد الإسلام لمواجهته والرد عليه، وإيضاح الصورة الصحيحة للإسلام .