أنهى رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد الافريقي رسميا أمس السبت قمة استمرت يومين في ليبيا، بالاتفاق على العمل معا من اجل معالجة مسألتي المياه والزراعة وارجاء البحث في فكرة مضيفهم الزعيم الليبي معمر القذافي بانشاء جيش افريقي موحد. وتقضي فكرة القذافي بأن يحل جيش موحد محل كافة القوات الحكومية في القارة السوداء. واكتفى المشاركون في القمة بالتعهد بدراسة الخطة اضافة الى غيرها من المشاريع المتعلقة بمعاهدة عدم اعتداء في القارة. وقال عدد من المشاركين في القمة ان الجلسة الختامية تأخرت عدة ساعات بعد ان اثار القذافي في اللحظة الاخيرة فكرته تشكيل جيش موحد، مؤكدا خلال الجلسة: نريد ان نصنع الحياة ونطور الاقتصاد ونعمل من اجل الغاء الجيوش الافريقية وتشكيل جيش واحد في مكانها. واضاف ان افريقيا لا تحتاج الى خمسين جيشا افريقيا تصرف عليه 14 مليار دولار مشيرا الى ان هذه الاموال يجب ان تصرف على الاقتصاد والصحة . لكن تطبيق هذه الفكرة غير مرجح في المستقبل القريب. وعلق عضو في وفد من دولة غرب افريقية ان ذلك غير ممكن ابدا لا احد يؤيد ذلك. واختار الاتحاد الافريقي بدلا من ذلك ان يتحرك قدما لتنفيذ خطط طورت بشكل جيد لتشكيل قوة تأهب مسؤولة عن حفظ السلام وتنفيذ المهمات الانسانية وفي ظروف نادرة التدخل عسكريا في دولة عضو في الاتحاد بدون دعوة اذا اضطر الامر. وقال رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية في افتتاح القمة امس الاول الجمعة ان الاتحاد الاوروبي مستعد للمساعدة في تمويل مثل تلك القوة بنحو 250 مليون يورو. ويقضي مبدأ الدفاع المشترك باعتبار الهجوم على اي دولة هجوما على القارة بأكملها وان تعمل الدول الافريقية بأكملها لمنع النزاعات وحلها. ويندرج هذا المبدأ في الميثاق التأسيسي للاتحاد الافريقي. والاتحاد الافريقي الذي انشئ على غرار الاتحاد الاوروبي، جاء ليخلف منظمة الوحدة الافريقية في 2002 بعد 39 عاما من تأسيسها. وتوسع سياسة الاتحاد الافريقي الجديدة التعريف التقليدي للدفاع والامن ليشمل اضافة الى الدول، المواطنين ورفاهيتهم الاقتصادية والغذائية والصحية. وتم خلال القمة تبني اعلان جاد يؤيد هذه السياسة. اما القرار العملي الوحيد الذي تم اتخاذه خلال القمة فهو ينص على تأسيس هيئة افريقية للمياه، وهي مؤسسة مالية تخصص لمعالجة مشاكل المياه المتفاقمة في القارة السوداء. ويندرج هذا المشروع في وثيقة اطلق عليها اسم اعلان سرت حول تحديات التنمية المستدامة للزراعة والموارد المائية في افريقيا وتبنتها القمة. ولا يحصل سوى نصف عدد سكان القارة البالغ تعدادهم 800 مليون نسمة على مياه الشرب الآمنة في القارة بسهولة. كما تعتمد الزراعة التي تشكل مصدر رزق الغالبية العظمى من الافارقة، على الامطار بدلا من الري. ويتأثر دخل المزارعين اضافة الى العوامل الطبيعية بالاسعار المتقلبة للسلع في الاسواق العالمية والمساعدات التي تقدمها الدول الغنية لمزارعيها. وشارك في القمة عدد من الدول التي تتمتع بثقل سياسي واقتصادي في القارة من بينها جنوب افريقيا ونيجيريا والسنغال والجزائر ومصر. وحضر القمة رئيس اريتريا اسياس افورقي ورئيس وزراء اثيوبيا ميليس زيناوي. وتتسم العلاقات بين بلديهما بالتوتر منذ ثلاث سنوات بعد انتهاء الحرب المدمرة بين الدولتين الواقعتين في القرن الافريقي. ومع ان ترتيبهما حسب الاحرف الابجدية يقضي بجلوسهما بجانب بعضهما الا انهما جلسا في مكانين تفصل بينهما حوالى ستة مقاعد.