سرت (ليبيا) - أ ب، أ ف ب - اجتمع رؤساء الدول الافريقية في سرت (ليبيا) أمس في قمة يترأسها الزعيم الليبي معمر القذافي وفي غياب اثنين من المدعويين اليها هما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي ألغى زيارته في اللحظة الأخيرة ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني. كما غاب عن القمة الرئيس المصري حسني مبارك الذي بعث برئيس الوزراء أحمد نظيف لتمثيل بلاده. وشارك في القمة الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا كضيف شرف. ووعد الرئيس البرازيلي الدول الافريقية بمساعدتها في تحقيق «ثورتها الخضراء»، مطالباً بتطوير الوقود الحيوي في وقت تشكل الزراعة العنوان الرسمي للقمة. وأمل لولا بمزيد من التعاون بين دول الجنوب. من جهته، دعا القذافي في افتتاح القمة الى انضمام جزر الكاريبي للاتحاد الافريقي، معتبراً أن هذه الدول أقرب الى افريقيا. وخلافا للتوقعات، لم يدل الزعيم الليبي بخطاب افتتاحي، واكتفى بابداء بعض الملاحظات بين وقت وآخر. وعرض رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ أمام القادة الافارقة الوضع في القارة السوداء، منبهاً الى «تزايد التوترات السياسية الخطيرة واستمرار النزاعات في افريقيا. واذ توقف عند مدغشقر وغينيا بيساو والنيجر، طالب رؤساء الدول بابداء «اهتمام خاص» بالصومال حيث يهدد تقدم الاسلاميين المتطرفين الحكومة الانتقالية. وينوي القذافي الافادة من هذه القمة الافريقية ال13 لدفع بأي ثمن مشروع انشاء «حكومة افريقية» حتى إن كان ذلك يعني إرغام الدول المترددة على قبول دمج للهيئات الافريقية القائمة، ولا سيما جنوب افريقيا التي ترغب في التركيز على الجفاف والاقتصاد والأمن. وسيكون العنوان الرسمي للقمة تطوير الزراعة في وقت تواجه افريقيا أزمة غذائية. لكن المحادثات الأهم ستتمحور حول انشاء «سلطة» افريقية تتمتع بسلطات تنفيذية موسعة تشكل في نظر القذافي تقدماً كبيراً نحو تشكيل «الولاياتالمتحدة الافريقية». وستستعرض القمة أيضاً الأزمات السياسية والنزاعات التي عصفت خلال الأشهر الماضية بالقارة الافريقية من موريتانيا الى الصومال مروراً بالنيجر ومدغشقر وغينيا بيساو وزيمبابوي. وكان برلوسكوني ألغى زيارته عازياً ذلك الى وقوع كارثة انفجار القطار الذي كان ينقل غازاً مسيلاً في فياريدجيو شمال غربي ايطاليا. وكان رئيس الوزراء الايطالي مدعواً الى القمة نظراً لأنه سيستضيف قمة مجموعة الثماني المقبلة في ايطاليا. وجاء في بيان لرئاسة الحكومة أن برلوسكوني أجرى اتصالاً هاتفياً بالزعيم الليبي ليل أول من أمس أوضح له خلاله أن كارثة انفجار القطار «تجعل من المستحيل مشاركته» في القمة. وتابع البيان أن القذافي «أبدى تفهمه للوضع وقدم تعازيه عن ضحايا الحادث». وكانت الدعوة التي وجهها القذافي الى أحمدي نجاد بعد أقل من ثلاثة أسابيع على الانتخابات الايرانية المثيرة للجدل، أثارت استياء وتساؤلات في صفوف الوفود المشاركة في القمة ال13 للاتحاد الافريقي. وأفاد ديبلوماسيون أفارقة في القمة في تصريحات للوكالة ذاتها أن وفوداً مشاركة أبدت انزعاجها من دعوة الزعيم الليبي الرئيس الايراني دون استشارة مؤسسات الاتحاد الافريقي. وكان من شأن الحضور المثير للجدل لأحمدي نجاد أن يطغى على المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، ولا سيما مشروع الزعيم الليبي اقامة «حكومة افريقية» الذي يريد الدفع به بأي ثمن خلال أيام القمة الثلاثة. وكان الدبلوماسيون الأوروبيون الموجودون في سرت كمراقبين التقوا بعد ظهر أول من أمس للبحث في موقف مشترك يتخذ عبر مغادرة القاعة، في حال أدلى الرئيس الايراني بتصريحات عنيفة. وقال أحدهم صباح أمس إن «الغاء زيارته هو نبأ سار فعلاً»، معرباً عن ارتياحه إلى تبديد احتمال حصول اشكال دبلوماسي. وتلتقي الوفود في مركز حديث للمؤتمرات شيد بين البحر المتوسط والصحراء على بعد 500 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، في منطقة صحراوية يتحدر منها الزعيم الليبي. والأروقة هناك طويلة الى حد أن سيارة توقفت في الداخل لنقل الزعيم الليبي على السجادة الحمراء. وكان القذافي انتخب في شباط (فبراير) الماضي رئيساً للاتحاد الافريقي لفترة سنة على رغم تردد بعض القادة. ويعتزم الزعيم الليبي الافادة من هذه القمة لدفع المحادثات المتعلقة بانشاء «سلطة» افريقية تتمتع بسلطات تنفيذية موسعة تشكل في نظر القذافي تقدماً كبيراً نحو تشكيل «الولاياتالمتحدة الافريقية». وسيكون العنوان الرسمي للقمة تطوير الزراعة في حين تواجه افريقيا ازمة غذائية. وستستعرض القمة أيضاً الأزمات السياسية والنزاعات التي عصفت خلال الأشهر الماضية بالقارة الافريقية من موريتانيا الى الصومال مروراً بالنيجر ومدغشقر وغينيا بيساو. وعشية اللقاء، ضم الاتحاد الافريقي الى صفوفه مجدداً موريتانيا التي علقت عضويتها في المنظمة اثر انقلاب آب (اغسطس) عام 2008، مشيداً ب«العودة الى النظام الدستوري» اثر تشكيل حكومة وحدة وطنية. وبين رؤساء الدول الحاضرين في سرت، الرئيس السوداني عمر البشير الذي يفترض أن ينال مجدداً دعم نظرائه الافارقة على رغم مذكرة التوقيف الصادرة في حقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور.