في السنوات الاخيرة وصلت صناعة الاعلان المطبوع والمسموع والمرئي الى مرحلة غير مسبوقة من التطور واستفادت هذه الصناعة المهمة من التقدم الكبير الذي تشهده تقنيات الاعلام، وانعكس ذلك بوضوح على زيادة قدرات الاعلان التأثيرية في الاداء والافكار، وعلى زيادة تغلغله في حياة الناس وملامسة احتياجاتهم المباشرة والتأثير على اتجاهاتهم وسلوكياتهم بشأن شراء سلعة ما او الاستفادة من خدمة معينة. وقد تنامى حجم الانفاق الاعلاني نموا كبيرا بعد ان دخلت القنوات الفضائية الى ساحة المنافسة، واستخدمت تقنياتها المتطورة وما تمتلكه من قدرة على التشويق والجذب واستخدام لعنصري الصوت والصورة معا، في منافسة الصحافة المطبوعة، ومع ذلك لاتزال الصحف والمجلات قادرة على الوقوف على قدمين ثابتتين وعلى مواجهة زخم الفضائيات العربية والاستئثار بنسبة لايستهان بها من حجم الانفاق الاعلاني. ولاشك ان النمو الاعلاني يعد - في احد وجوهه - انعكاسا للتطور الاقتصادي الذي تشهده المؤسسات والشركات، كما يجسد من ناحية اخرى وعي المؤسسات والشركات بأهمية الاعلان في زيادة الاستهلاك، وبالتالي في زيادة التوزيع الذي يساهم بدوره في خفض اسعار السلع التي تنتجها والخدمات التي تقدمها. ولاشك ان الاعلان الجيد الذي يتمتع بالذوق الرفيع ويلتزم بالمبادئ والاخلاقيات ويراعي اللياقة في الالفاظ والصور هو قوة لايستهان بها تزيد المبيعات وتروج السلع والخدمات وتدفع المؤسسات والشركات الى التجويد والاتقان وزيادة قدراتها التنافسية فهي تدرك جيدا ان الاعلان مهما بلغت جودته والتقنيات المستخدمة في انتاجه، لمن يروج سلعة رديئة. من هنا تتضح اهمية المؤتمر السادس لافاق صناعة الاعلان في العالم العربي الذي تستضيفه مدينة جدة منتصف الشهر القادم ويشارك فيه عدد كبير من الخبراء والمختصين في صناعة الاعلان والتسويق في العالم، والذي يعد اكبر تجمع من نوعه لاطراف صناعة الاعلان تحت سقف واحدة ويناقش عددا من العناوين المهمة من بينها تطور صناعة الاعلان وسوق وسائل الاعلان في العالم العربي، آفاق جديدة امام الاتصالات التسويقية في العالم العربي، تطور المستهلك في العالم العربي. عين