ركّز المتحدثون خلال الجلسة الأولى في منتدى الإعلام العربي، والتي عُقدت أمس بعنوان «تطورات الاقتصاد العالمي... التأثيرات المباشرة في الإعلام واحتمالات المستقبل» على طرح رؤية تفاؤلية لمستقبل الصحافة المطبوعة في المنطقة العربية، على رغم الانتشار الواسع للصحافة الإلكترونية، إقليمياً وعالمياً، وعلى رغم سوء الأوضاع الاقتصادية التي تشهدها مناطق عدة من العالم، مبررين ذلك بالإقبال المتزايد من القراء العرب على الصحف المطبوعة، وزيادة معدل الاشتراك في الصحف، إلى جانب ارتفاع حصة الصحافة المطبوعة من الاستثمار الإعلاني، مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى. وطرح المشاركون في هذه الجلسة، التي أدارتها المذيعة في قناة «العربية» صبا عودة، مجموعة من الإشكالات الأخرى، المتمثلة في إمكان حدوث اندماجات بين المؤسسات الإعلامية في المنطقة العربية، والفرق بين الاستثمار الإعلاني والإنفاق الإعلاني، وأثر الأزمة الاقتصادية في المؤسسات الإعلامية في العالم العربي، مقارنة بالمؤسسات الإعلامية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والفارق بين النموذج الإعلامي الغربي والنموذج الآسيوي، ومسائل الشفافية والإفصاح في قطاع الإعلام في المنطقة العربية، اذ تم وضع تصورات مغايرة لهذه القضايا وغيرها، وذلك خلال الجلسة التي شهدت حضوراً ومشاركة كثيفين. وقال المدير العام للمركز العربي للبحوث والدراسات الاستشارية سامي رفول: «إن الإنفاق الإعلاني في العالم العربي بلغ في عام 2007 حوالى 8 بلايين دولار، مقارنة ب 513 بليون دولار للإنفاق الإعلاني في العالم، بما يعني أن العالم العربي يمثل أقل من 2 في المئة من الإنفاق العالمي، وهو أدنى مستوى للاستثمار الإعلاني، ولا يتناسب مع الوضع الاقتصادي المهم لهذه المنطقة، ولكنه من جانب آخر قد يكون سبباً رئيسياً في انخفاض مستوى تأثر هذا القطاع، بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية». من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة «جلف نيوز» الإماراتية عبدالحميد أحمد: «ان الإنفاق الإعلاني ارتبط خلال السنوات الماضية بالطفرة العقارية، وما يحدث حالياً من تصحيح ستكون له انعكاساته على القطاع الإعلاني الذي انخفض في الإمارات بمعدل 14 في المئة في الربع الأول من العام الحالي، إلا أن ما يحدث على صعيد القراء أمر مختلف تماماً»، ضارباً المثل في ذلك بصحيفة ال«جلف نيوز»، التي شهدت زيادة في طلبات الاشتراك، وزيادة في معدل القراء، ما اعتبره من الأمور المشجعة على زيادة الإقبال على الصحف الورقية». من جانبه، قال مدير التسويق في شبكة إم بي سي مازن حايك إنه يوجد أكثر من 450 فضائية في العالم العربي»، أول 50 محطة منها تستحوذ على 95 في المئة من سوق الإعلان وسوق المشاهدين، في سوق يقل فيه حجم الإنفاق الإعلاني عن 2 في المئة من الإنفاق العالمي»، معتبراً أن غياب التدقيق والإحصاءات والشفافية «من أهم التحديات التي لا يمكن الارتقاء من دونها».