عبر أقارب ضحايا حادث تحطم طائرة شركة بان آم الأمريكية فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا عام 1988 عن ترحيبهم الحذر بالبيان الذي أصدرته الحكومة الليبية وأعلنت فيه استعدادها من حيث المبدأ لسداد تعويضات لهم. وقد جاء الإعلان الليبي على لسان وزير الخارجية عبد الرحمن شلقم عقب محادثات جرت بين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك أوبراين. وقال جيم سواير، المتحدث باسم أسر ضحايا حادث لوكربي إنه يجب النظر إلى الإعلان الليبي على أنه خطوة مهمة إلى الأمام. ووصف مسؤولون بريطانيون تصريحات وزير الخارجية الليبي بأنها تعد أوضح بيان علني يظهر جدية الحكومة الليبية في التحرك نحو رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب تورطها في حادث لوكربي. وقد أجري أوبراين أمس الخميس مزيداً من المحادثات مع مسؤولين ليبيين قبل عودته الى لندن. تحمل المسؤولية وقد صرح وزير الخارجية الليبي بأن بلاده تبحث حاليا ما يتعلق بمسؤوليتها عن تفجير لوكربي وأنها مستعدة لتجاوز تلك العقبة .. رغم أن ليبيا لم تعرب صراحة عن مسؤوليتها عن الحادث في وقت سابق وقد نقل عن سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي قوله إن ليبيا مستعدة لدفع التعويضات لكنه لم يعترف بمسؤولية الجماهيرية عن تفجير الطائرة. وقد تحدث شلقم عن رغبة ليبيا في تحسين علاقتها ليس مع بريطانيا فقط ولكن مع الولاياتالمتحدة أيضا.. وقال: إننا يجب أن نطور علاقاتنا ونوسعها ليس فقط مع بريطانيا، ولكننا نبدي حرصا على المصالحة وتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة . ويعد الاجتماع بين القذافي وأوبراين هو الأول من نوعه منذ عام 1993. وقد صرح الوزير البريطاني قبل لقاء القذافي بأنه سيحث الزعيم الليبي على التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تحظر أسلحة الدمار الشامل. وقد جرت المحادثات التي استغرقت ثلاث ساعات كاملة في مدينة سرت الساحلية على بعد 200 كيلو متر من العاصمة طرابلس. . وقبل الاجتماع أجرى وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية محادثات غير رسمية على مأدبة غذاء مع الوزراء والدبلوماسيين الليبيين. ويقول مسؤولون بريطانيون إن مسؤولين كبارا من الجانب الليبي قد شاركوا في المحادثات وهو ما يعني أن ليبيا تأخذ هذه اللقاءات على محمل الجد. وتقول الدوائر البريطانية إن الهدف من زيارة أوبراين هو الحصول على دعم الزعيم القذافي لجهود مكافحة الإرهاب الدولي.. وقال الوزير البريطاني إن بريطانيا لا تعتقد أن ليبيا قدمت دعما للإرهاب لسنوات عدة وأضاف : إن ليبيا التي لا تدعم إلارهاب تعتبر دولة مهمة بالنسبة للمملكة المتحدة ، مشيرا إلى أن النظرة البريطانية في الوقت الراهن مفادها أن تحقيق أهدافنا يمر عبر تشجيع ليبيا وليس عزلها . كما ذكر الوزير البريطاني أن ليبيا أعربت عن رغبتها في أن تصبح دولة ملتزمة بالقانون الدولي وليس خارجة عليه بعدما وافقت على تسليم المشتبه فيهما في انفجار لوكربي. ويقول المراقبون إن ليبيا حريصة على العودة إلى المجتمع الدولي وإن بريطانيا حريصة على كسب العقود المغرية في مجال النفط الليبي التي تتنافس عليها الدول الأوروبية الأخرى. وقد علقت الأممالمتحدة العقوبات المفروضة على ليبيا لكن العقيد القذافي يسعى لرفع تلك العقوبات بصورة دائمة .