وصل وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد الى بغداد امس في زيارة مفاجئة غير معلنة لتقييم الوضع الامني في البلاد بعد نحو عام من غزوها. وامتنع رامسفيلد في مقابلة مع صحفيين يرافقونه على الطائرة من واشنطن عن التكهن بالموعد الذي قد تجرى فيه انتخابات عقب تسليم الولاياتالمتحدة السلطة الى العراقيين المقرر في 30 يونيو / حزيران لكنه لمح لأول مرة الى ان بول بريمر يعد خطة انتخابية مع الرئيس جورج بوش ومعنا جميعا وتابع: انها تمضي كما هو متوقع. ولعل الهجوم الانتحاري على مركز الشرطة في كركوك امس والعمليات التي استهدفت قوات الاحتلال على مختلف جنسياتها في الايام الاخيرة ومراكز الشرطة والمتعاونين مع سلطة الاحتلال يلقي بعض الضوء على نطاق المشكلات التي تواجهها الولاياتالمتحدة وتتستر عليها في العراق. وهذه رابع زيارة يقوم بها رامسفيلد احد الصقور في ادارة بوش الذين خططوا ونفذوا غزو العراق منذ وقوع هذا البلد تحت الاحتلال العسكري وتعيين حاكم امريكي بنفوذ مطلق فشل رغم ما وضع تحت ادارته من قوة عسكرية واستخباراتية في فرض سيطرته على الاوضاع. وشرع رامسفيلد الذي احيط باجراءات أمنية مشددة في عقد اجتماعات على الفور في منطقة بغداد مع كبار المسؤولين الامريكيين الذين يقودون أكثر من 100 ألف جندي في العراق. وانتقل رامسفيلد بطائرة هليكوبتر الى مقر الفرقة الثانية من سلاح الفرسان في شرق بغداد حيث التقى هو وبريمر الحاكم الامريكي للعراق مع البريجادير جنرال مارتن ديمبسي قائد الفرقة المدرعة الاولى الذي أطلعهما على مجريات الامور. وتجاهد القوات الامريكية لاخماد المقاومة العراقية للاحتلال والتوترات العرقية المتصاعدة وايهام العالم بان العراقيين سعيدون بوجودهم تحت الاحتلال . وحضر رامسفيلد من الكويت على متن طائرة نقل عسكرية من طراز سي-130 . وهبطت الطائرة هبوطا تكتيكيا سريعا في مطار بغداد في مناورة تهدف الى درء أي هجوم محتمل بصواريخ ار.بي.جيه. ومنذ وصوله الى الخليج واصل رامسفيلد تكرار التصريحات الامريكية التي توجه حاليا اتهامها لعناصر من تنظيم القاعدة بالاندساس بين رجال المقاومة الذين يشنون هجمات تسفر عن سقوط قتلى في العراق لاشعال حرب اهلية هناك. وقال الوزير الامريكي ان المحاولات التي يقوم بها ارهابيون لاحباط الانتخابات في العراق سوف تبوء بالفشل. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية البنتاجون يوم الجمعة الماضي انهم ليس لديهم دليل على ان أيا من الاجانب الذين يصل عددهم الى المئات ممن اعتقلوا في العراق هم اعضاء بتنظيم القاعدة. وقال رامسفيلد: اطلعنا على معلومات تفيد بان ارهابيين يحاولون اثارة صراع بين الجماعات العرقية والدينية في العراق.