حث بول بريمر الذي رأس السلطة المدنية للاحتلال الامريكي في العراق بعد غزو عام 2003 الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد على زيادة حجم القوات الامريكية خلال فترة ما بعد الحرب ولكن نداءاته لم تلق استجابة . وفي مقابلة مع شبكة (ان بي سي) التلفزيونية الليلة قبل الماضية قال بريمر انه ارسل مذكرة إلى رامسفيلد اشار فيها إلى الحاجة إلى وجود نصف مليون جندي وهو ما يزيد ثلاث مرات عن العدد الذي ارسلته ادارة بوش . وقال بريمر «لم اتلق ردا منه قط.» وعلى الرغم من عدم تلقيه ردا من رئيسه المباشر قال بريمر انه ناقش مخاوفه مع بوش . وقالت الشبكة نقلا عن بريمر ان بوش رد بأنه سيحاول الحصول على مزيد من القوات من دول اخرى «ولكنه لم يشر إلى زيادة عدد القوات الامريكية.» واعرب بريمر عن اعتقاده بان وزارة الدفاع الامريكية رسمت صورة كاذبة عن قدرات القوات العراقية التي ستتولى المسؤولية عندما تنسحب القوات الامريكية. وقال «اثرت مخاوفي عن عدد ونوعية تلك القوات(العراقية)..منذ البداية في حقيقة الأمر». وعندما سئل لماذا لم يتحدث علانية عن مخاوفه دافع بريمر عما اعتبره التزامه «بابلاغ الرئيس عن رأيك ..بشكل خاص من خلال القنوات الملائمة مثلما حاولت ان افعل». واعترف بريمر الذي يقوم بحملة اعلامية مع نشر كتابه عن العراق بأنه في نوفمبر - تشرين الثاني عام 2003 ابلغ ديك تشيني نائب الرئيس بانه قلق لعدم وجود استراتيجية عسكرية بالنسبة للعراق وان السياسة توجهها بشكل اكبر خطة وزارة الدفاع باعادة الجنود إلى الوطن بحلول ربيع 2004. ومن المقرر نشر كتاب بريمر «عامي في العراق..النضال لبناء مستقبل الامل» أمس الاثنين . وقال بريمر في المقابلة ان «نائب الرئيس قال لي ..حسن تساورني مخاوف مماثلة.» واضاف «كان يعتقد ان هناك شيئا لابد وان يقال بشأن حجة عدم وجود استراتيجية لدينا لتحقيق النصر في ذلك الوقت.» وعلانية لم يلمح تشيني إلى مثل هذه الهواجس. ولم يصدر تعليق فوري من تشيني او رامسفيلد او البيت الابيض بشأن احدث ما كشف عنه بريمر. وسرد بريمر تفاصيل قرار حل الجيش العراقي بسرعة بعد الوصول إلى بغداد وهي خطوة يعتبرها خبراء كثيرون سوء تقدير كبيرا. وقال انه ليس من العدل انتقاده بشأن هذا القرار لانه «لم يكن أنا» الذي اتخذ هذا القرار لان الجيش العراقي كان قد تفتت إلى حد كبير من تلقاء نفسه في مواجهة الغزو الأمريكي . واضاف «هذا القرار ناقشه مستشاري مع كبار المسؤولين المدنيين في وزارة الدفاع لاسابيع قبل ان اقدم توصياتي التي تمت الموافقة عليها في واشنطن.» وعلى الرغم من انتقاداته قال بريمر انه مازال يؤيد الحرب في العراق. وقال «لدينا امريكيون شبان يموتون هناك حتي اليوم. هذا ثمن مؤلم للحرب. وهذا لا يجعلها خطأ. انه يجعلها فقط صعبة.» وقد تثير تصريحات بريمر الذي دافع خلال فترة توليه منصبه في العراق عن السياسة الأمريكية موجة جديدة من الانتقادات.