أكدت منظمة «يش دين» الإسرائيلية الحقوقية ان المستوطنين في الضفة الغربية استغلوا انشغال الحكومة بالحرب على قطاع غزة ثم الانتخابات البرلمانية لتوسيع البؤر الاستيطانية العشوائية في أرجاء الضفة، والتي التزمت إسرائيل في إطار «خريطة الطريق» عام 2004 تفكيكها لكنها لم تفعل. وتوجهت المنظمة أمس بالتماس إلى المحكمة الإسرائيلية العليا باسم احدى القرى الفلسطينية المحتلة التي تعرضت أراضيها للنهب من جانب المستوطنين الذين قاموا بشق طريق عليها إلى احدى البؤر الاستيطانية. وقالت المنظمة إن وتيرة شق الطرق إلى البؤر الاستيطانية التي أقيمت من دون ترخيص رسمي من جيش الاحتلال، وعليه تعتبر حتى في القاموس الإسرائيلي مستوطنات غير قانونية، شهدت ارتفاعاً هائلاً في الأشهر الأخيرة لم تشهد مثله منذ سنوات كثيرة. ويدور الحديث عن شق طرق واسعة حول اكثر من عشر بؤر استيطانية يمتد بعضها على أكثر من ألف متر، وفي الغالب على أراض فلسطينية خاصة. كذلك تمت إضافة تسع مبان جديدة في احدى البؤر. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى حقيقة أن وزارة الدفاع في عهد ايهود باراك لا تحرّك ساكناً لوقف نشاط المستوطنين في البؤر، ونقلت عن أوساط عسكرية قولها إن المستوطنين باتوا يشعرون بذلك وبأن باراك نفسه لا يعالج قضية البؤر الاستيطانية «ويتصرّفون بناء على ذلك». ومن غير المتوقع أن تقدم الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو على أي خطوة تمس بالمستوطنات في ظل تأييد غالبية الأحزاب المشاركة في الائتلاف توسيع الاستيطان في أنحاء الضفة والقدس المحتلتين. يذكر أن انتشار البؤر الاستيطانية بدأ في عهد حكومة نتانياهو الأولى (1996 - 1999)، ودعا وزير خارجيته في ذلك الحين أرئيل شارون المستوطنين إلى احتلال كل تلة ممكنة في انحاء الضفة رداً على توقيع نتانياهو (1998) اتفاق واي ريفر (انسحاب إسرائيل من أراض في الضفة). وزاد عدد البؤر في عهد باراك كرئيس للحكومة، ثم في عهد خلفه شارون. وبعد إعلان إسرائيل ربيع عام 2004 قبول «خريطة الطريق» مع إضافة 14 تحفظاً، تعهد شارون إزالة البؤر التي أقيمت بعد عام 2001، وكلف المحامية من النيابة العامة طاليا ساسون إعداد مسح عن البؤر، ففعلت، وأوضحت أن عدد البؤر الواجب تفكيكها يفوق المئة، لكن شارون وضع التقرير على الرف وما زال حتى اليوم. وخلال السنوات التي مضت، قامت وزارة الدفاع ب «تبييض» غالبية البؤر عن طريق ربطها بالمستوطنات القائمة منذ عشرات السنين التي تعتبرها إسرائيل جزءاً من أراضيها في إطار أي اتفاق سلام في المستقبل. وباتت إسرائيل تتحدث عن 28 بؤرة فقط «يجب معالجتها». وخلال العامين الماضيين، حاول باراك حل المشكلة بالتوافق مع قادة المستوطنين، لكن شيئاً لم يحصل وبقيت البؤر على حالها وسعى المستوطنون إلى تطويرها وتوسيعها.