لم تعد مهمة حارس المدرسة مقصورة على الجلوس في غرفته الصغيرة التي عادة ما تكون بجانب باب المدرسة ليشاهد الداخل والخارج وامامه (ترمس الشاهي والقهوة) طيلة الساعات السبع وهي فترة الدوام الرسمي للمدارس كل يوم بل تعددت المهام وتنوعت حتى اصبح حارس المدرسة هو الدينمو والمحرك الرئيسي للمدارس وبخاصة مدارس البنات ولا يمكن الاستغناء عنه ولو لدقائق قليلة هذه المهام التي اوكلت له هي في الاساس ليست من اختصاصه ولكن من باب (الفزعة) مع المعلمات لا يتردد هؤلاء الحراس في تنفيذ ما يردنه دون مقابل بل ان الكثير منهم يخسر من جيبه من اجل تنفيذ طلبات المعلمات. (اليوم) قامت بجولة حول مدارس البنات بمحافظة النعيرية والتقينا بعدد من هؤلاء الحراس داخل غرفهم حيث تحدثوا عن معاناتهم التي يجدونها من بعض اولياء الامور ومن بعض المعلمات ومديرات المدارس من طلبات لا تنتهي (كما يقولون) على العكس من ذلك اشاد البعض بالمعاملة الحسنة التي يجدونها من المديرات والمعلمات. جديد على المهنة حارس الابتدائية الاولى للبنات سعود سعد العازمي ذكر انه جديد على هذه المهنة حيث لم يمض على تعيينه الا سنة واحدة فقط، واشاد بما يجده من معاملة حسنة من مديرة المدرسة ومن بقية المعلمات وهذا ما يجعله يعمل طيلة ساعات الدوام الرسمي دون ملل او تعب. وعن الاعمال التي يقوم بها غير حراسة المدرسة يقول: اقوم بتلبية طلبات مديرة المدرسة والمعلمات بشراء الادوات المكتبية من المكتبات واقوم بايصال الاوراق الى المدارس الاخرى والى مكتب الاشراف على سيارتي الخاصة. وعن موعد حضوره وانصرافه من المدرسة قال: اول واحد يأتي الى المدرسة هو انا حيث اقطع مسافة 60 كيلومترا يوميا للحضور الى المدرسة في السادسة صباحا وافتح المدرسة ولا انصرف حتى تنصرف اخر طالبة او معلمة واضطر في بعض الاحيان الى الانتظار حتى الثانية ظهرا ومن ثم اقوم باغلاق الكهرباء والابواب. وعن طريقة خروج الطالبات اثناء ولابد من وجود بطاقة العائلة والتوقيع على خروج ابنته طبعا بعد موافقة مديرة المدرسة. يرفعون صوتهم وتحدث مبارك حسن الدوسري حارس الابتدائية الثانية والذي امضى في هذه المهنة (24 سنة) انه يضطر في بعض الايام للحضور الى المدرسة على قدميه هو وزوجته التي تعمل مستخدمة في المدرسة بعد تعطل سيارته المتكرر والتي يستخدمها في تلبية طلبات المدرسة الخارجية حيث يكلفه ذلك حوالي 600 ريال شهريا بنزين واصلاح الاعطال وغيرها حيث يتردد في الشهر الواحد ما يقارب من 120 مرة الى المكتبات ومدارس البنات والمندوبية وغيرها وهذه المشاوير لم تشفع له كما يقول عند اولياء الامور الذين يرفعون صوتهم عليه عندما يأتون ولا يجدونه في غرفة البواب. ولكن واجبي يحتم علي ان اصبر والتزم الصمت. ومهمتي لم تقتصر على الحراسة فقط فانا اقوم بايصال اي طالبة مريضة الى المستشفى او الى البيت. ولا انسى الموقف الذي حصل بعد خروج الطالبات حيث تشاجرت اكثر من طالبة فما كان مني الا ان تدخلت وانهيت المشاجرة وقمت بايصال الطالبات الى منازلهن. وعن الاشياء التي تنقصه قال: اولا اريد هاتفا يربطني بداخل المدرسة ونريد ان تقتصر مهمتنا على حراسة المدرسة فقط وان يكون هناك موظف مختص بطلبات المدرسة. نعاني من الازحام حارس الابتدائية الاولى علي سيف العازمي قال: هذا اول يوم لي فانا لم استلم الوظيفة الا هذا اليوم. واضاف فالح عايض القحطاني بواب ثانوية البنات الاولى ان له ست سنوات في المدرسة ولم يجد اية مضايقة من احد سواء من اولياء الامور او من المعلمات ولكن بعد الانتقال الى المبنى الجديد اصبحنا نعاني من الزحام الشديد امام بوابة المدرسة نظرا لعدم وجود مواقف كافية وهذا يسبب لنا احراجا مع اولياء الامور. وعن طريقة اخراج طالبات الثانوي اثناء الدوام الرسمي قال هناك اوامر وانظمة تمنع خروج الطالبة الا مع ولي امرها ونتثبت من ذلك عن طريق بطاقة العائلة ويوقع ولي الامر على خروج ابنته معه واذا لم تكن بطاقة العائلة معه فانني ارده ولا نسمح له بخروج ابنته معه والحمد لله جميع اولياء الامور متفهمون ولم يسبق ان حدثت اي مشادة كلامية مع اي ولي امر. واضاف لم تعد مهمتي بوابة المدرسة فقط بل كل ما تحتاجه المدرسة من طلبات اقوم بتلبيتها وعلى سيارتي الخاصة وعلى حسابي واعتبر جميع الطالبات كأنهن بناتي والمدرسة كأنها بيتي الثاني. فوق طاقته مديرة احدى المدارس الابتدائية ذكرت ان بواب المدرسة بالفعل يقوم بعمل فوق طاقته وكنا نتمنى لو كان هناك مستخدم خاص بتلبية طلبات المدرسة حتى يبقى البواب ايضا قريبا من المدرسة لاي سبب طارىء لا سمح الله. خدمة المصلحة العامة بينما اعتبر مندوب مندوبية تعليم البنات بالنعيرية عبدالعزيز سعود الدريع ما يقوم به حراس المدارس (فزعة) لا احد ينكرها ودائما ما اوصي مديرات المدارس بتعويض الحراس عن خسائر البنزين والا يرهقوهم بكثرة الطلبات وجميع حراس المدارس بالنعيرية والحمد لله ملتزمون بعملهم على اكمل وجه ولم يقصروا يوما من الايام وطيلة عملي في المندوبية لم تتقدم اى مديرة بشكوى ضد حارس مدرستها وهذا يعود للتفاهم والتعاون بينهما في سبيل خدمة المصلحة التعليمية. زحام يومي