يعقد زعماء الامة العربية مؤتمرهم السادس عشر في اخريات اذار المقبل في تونس في وقت عصيب يمر به العرب يحتم عليهم الالتفاف حول تضامنهم المنشود لترجمة آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم الى خطط مشهودة على ارض الواقع، فالاعداء يتربصون بهم من كل صوب ويحيكون لهم الدسائس والفتن، وهم احوج مايكونون في ظل ظروفهم الحالية الى التكاتف والتعاون والتعاضد لدفع مسيرة عملهم العربي المشترك الى الامام وفتح آفاق رحبة وواسعة من التوافق تمكنهم بعون الله من تحقيق تكاملهم في شتى مجالات التكامل، وهاهي الامة العربية ترى ان المستقبل في هذا العصر والعصور اللاحقة لن يتحقق الا لمجموعة من التكتلات الاقتصادية والسياسية لخلق توازن منطقي وعقلاني بين قوتها والقوى الكبرى، ولن يتحقق ذلك لاي امة من امم الارض الا بتطوير فعاليات عملها المشترك وتطوير آليات توحدها حتى تغدو ذات قوة وكلمة مسموعتين، ولاشك ان الامة العربية مهيأة تماما لخلق تكتل قوي ومنيع بامكانه ان يفرض هيمنته على دول العالم، ويكون صوته مسموعا، فقد ثبت بالدلائل الحية إن استقرأنا صفحات تاريخ الامم والشعوب ان البقاء للاقوى، والقوة لا تتأتى من خلال تشرذم الشعوب وتفرقها واختلاف كلمتها، وانما تأتي عن طريق ارادة صلبة تركز على مكامن الائتلاف ومحاولة حلحلة الخلافات، وهذا مايمكن ان يحدث في القمة العربية المرتقبة، فلابد من تلافي وتفادي كل خلاف هامشي قد يعيق مسيرة العمل العربي المشترك وينال من طموحات امة لابد ان تنهض من كبواتها وتتخذ لها مسارا واضحا وقويا بين امم الارض ومكانا مرموقا بينها.