بات واضحا للعيان وفي الحقيقة يزداد اتضاحا ان اسرائيل هي الابن المدلل للولايات المتحدة ولن نذيع سرا ان قلنا ان الدعم الامريكي لاسرائيل وتعقيدات ما يحصل في منطقة الشرق الاوسط جعلت من هذه المنطقة بؤرة توتر. فهاهي سوريا ومن جديد تعيد تقديم المشروع السوري لتجريد منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي بعد ان قررت سحبه نتيجة لمعارضة الولاياتالمتحدة. وها هي امريكا مرة اخرى تقف وقفة تأمل امام المشروع وهذه المرة لم تعارضه من حيث المبدأ لكن اعتبرت توقيته غير مناسب. سوريا ارادت استغلال موقف مجلس الامن من هذه المسألة ودعوته من جديد جميع دول العالم التخلص طواعية من اسلحة الدمار الشامل كما فعلت ليبيا اعادت فتح الملف قبل انتهاء عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن واثبتت للجميع ثبات موقفها واستطاعت الحصول على تأييد روسيا والصين وفرنسا ومجموعة دول عدم الانحياز في المجلس وحتى الولاياتالمتحدة لم تعارض المشروع الدولي - من حيث المبدأ - في حين اعتبرت ان توقيته غير مناسب. ولكن متى ياترى سيحين الوقت؟ هل ان نزع الاسلحة المدمرة للبشرية مرتبط بوقت؟ ان كان كذلك فالوقت غير مناسب لجميع البلدان للتخلي عن هذه الاسلحة، وان كان كذلك فوجود امريكا في العراق بحجة البحث عن اسلحة الدمار الشامل غير مبرر وقرار ليبيا التخلي طواعية عن الاسلحة النووية قرار سابق لأوانه، وحتى معاهدة حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية في حد ذاتها بدعة ولم يئن بعد اوان تطبيقها ووضعها من اساسه ماكان له ليكون، واشنطن اعتبرت ان الوقت المناسب لتبني المشروع هو بعد الوصول الى سلام عادل وشامل، ولكن مانوع السلام الذي تبحث عنه امريكا؟ ولمن سيكون عادلا؟