عزيزي رئيس التحرير في عدد واحد وفي صفحة واحدة (الرأي) من هذه الجريدة قرأت قبل فترة ثلاثة مقالات لكتاب مختلفين, كانت كلها تصب في قالب فكري واحد يمجد رأيا معينا.. وكان الحديث في مجمله يتعلق بالحوار الوطني وبما دار في أروقته. لا ضير ان يتبنى من شاء ما شاء من الفكر والرؤى التي يراها صائبة كما انه لا ضير ان يبين مسؤولو الصحيفة انحيازهم لذلك الفكر, لكني اعتقد ان من غير اللائق أبدا في أي مطبوعة تتحرى الصدق في الطرح وتقول بالشفافية ان تغفل جانب الأقوال التي تخالفها في المنهج او ترسل أي مقالة لا تنهج نهجها وتقول رأيها الى (صناديق القمامة). وفي أحسن الأحوال يتم نشر المقال المخالف في قعر الصفحة على حين ان المقالات المطلوبة تضعها في الواجهة حتى ولو كان فيها من (الضعف الطرحي) او اللغوي ما فيها. نحن في وقت فتح فيه الباب على مصراعيه من أجل تلاقح الأفكار وتلاقيها, وهو أمر يصرح به المسؤولون ويحضون عليه, ولا أرى في أسلوب التعامل الذي لم تزل جريدتنا المحبوبة (اليوم) تقوم به من اغفال عدد من المقالات ما يلبي هذا الاتجاه. لقد كتبت أكثر من مقال مؤيدا وجهة نظر معينة بخصوص الاطروحات الحوارية, فلم أر لها نشرا بالكلية! على حين ان أطروحات بعض الإخوة الكتاب كونها تصب في قالب مغاير ترتضيه الجريدة وتتبناه. نشرت بالكامل حتى وكما سبق ان ذكرت جاءت عدة مقالات متوافقة وفي صفحة واحدة. كما كتبت عن بعض الهموم الشعبية وطالبت المحاورين بألا يغفلوها في أطروحاتهم (الفكرية المترفة) فكان لما كتبت من (النصيب الاطراحي) ما لسابقيه. كما كتبت عن (الصهاينة) وأحلامهم الكبرى فضل المقال طريق النشر, فقلت لعل جرافة إسرائيلية قد دكته في الطريق دكا وأهالت عليه التراب كما هي بيوتات أخوتنا في فلسطين المنكوبة. ولعلي ايضا كتبت عن بوش ورفاقه فلم أر له في الجريدة اثباتا فماذا أكتب..؟ @@ د. ابراهيم عبدالرحمن الملحم @ المحرر: نشر الموضوع تحكمه شروط عدة في كل صحيفة.. لعل في مقدمتها مستوى الكاتب وقدرته على عرض الفكرة بالأسلوب المناسب. بعض الموضوعات لها طبيعتها الخاصة وتحتاج للمهارة في تناولها.. لذلك فلا بد ان يكون في كل صحيفة استثناءات لا تمس بالضرورة مسألة المصداقية. وتسعى (اليوم) من جهتها لتلبية طموح اقلامها بكل اهتمام.. ونرجو ان يكون ذلك ملموسا لجميع الأخوة كتاب وقراء الجريدة.. مع شكرنا وتقديرنا لوجهة نظرك.