عبر أدواته اللغوية المباشرة ينطلق الكاتب عبدالله الفوزان -كعادته- ليرسم صورة جديدة للشيخ الشرعي، ولكن هذه المرة كان الطرح متعدياً فهو عن شيخ شرعي أكاديمي. يرسم تلك الشخصية في لوحته النقدية، باهتة الشكل متساقطة القسمات، لقد رسم صورة الشيخ متهاونا في مبادئه، متملقاً لوضعه الراهن، رسمه ساذجاً في تعامله مع فقهية الواقع، فاشلاً في إسقاطه لما يتبناه كأطروحة ومبدأ في حياته الشخصية والأسرية، بل شكله معطلاً عن ترجمة ما يطرح أنموذجاً يتمثل في اقرب الصلات الاجتماعية إليه، بل وصل به الحد أن ارغم فلذات كبده في علاقات ظنية مع سائقين وخادمات. كل ذلك في مقالته في جريدة الوطن بعنوان " الاختلاط الحرام والخلوة الحلال" والتي نشرت في الأربعاء 18 شوال 1430 7 أكتوبر 2009 العدد 3295 فاين علمائنا من طرح هذا الرجل وتعديات هذا الكاتب!! وأين كتابنا وادباؤنا من جرأته على من يمثل هرم التعليم الأكاديمي الشرعي في بلادنا !! وأين مؤسساتنا الدينية من تمادي هذا الرجل!! أم هي الحرية العارية من الحق التي ينادي بها امثاله. أم اننا اصبحنا نتماس فكرياً مع واقعية المنهج العلمني الجديد والذي ابتلينا به واصبح يتعايش مع فكرنا كماً ونوعاً. ولاوضح منحى الكاتب في مقاله ساذكر بعض عباراته ليتضح لنا بعدية هذا الفكر الكتابي والذي نقرأه في صحفنا المحلية وخاصة خلال هذه الفترة. لقد بدأ مقالته بسيناريو بسيط عن شيخ اكاديمي شرعي يصحو من نومه ويغسل وجهه وينادي على الخادمة - التي وصفها ب " هيفاء " وجسدها ب " عجزاء مدبرة " – لتجلب له الافطار، ثم انهمك في اعداد مقاله وتسجيل محاور محاضرته وانهاء نقاط ندوته والتي تصب كلها في موضوع الاختلاط المحرم وخطورته على المجتمع. لقد وصف ذلك الشيخ الشرعي وهو يختلي بالخادمة، ويساعدها على النهوض بعد ان وقعت على ارضية المنزل الرخامية، ثم يدخل ابنه المراهق ليصعد للدور العلوي وينادي الخادمة الجميلة لتلبي النداء،فتصعد اليه، ثم تخرج من غرفته ومعها بعض الملابس، ثم تعود بالطعام لغرفة المراهق، والشيخ الموقر ينظر دون أي اعتراض بل يخرج ليصلي في المسجد صلاة الظهر. ثم تحدث المفاجأة عندما وجد ابنته الجامعية تقف مع السائق في الكراج بجوار باب غرفته وتحادثه، وتعطيه ورقة فيها طلبات، وتحرص عليه في جلبها، فيسلم الشيخ الشرعي على ابنته، ويطلب منها ان ترسل مقاله عن الاختلاط المحرم للجريدة. أي سفاهة نسمع؟ وهل وصل بعلمائنا وشيوخنا الشرعيين والاكاديميين ان يسمحوا لبناتهم بمحادثة السائق بجوار باب غرفته؟ وأكثر من ذلك تصل السذاجة بذلك الشيخ الشرعي المثقف ان يكتب عن الاختلاط المحرم ويسمح بدخول الخادمة الجميلة على ابنه المراهق والتصاق ابنته بصدر السائق الاجنبي؟ انها والله تعديات يندى لها قلب كل غيور، وتنوء عنها انفس المسلمين، والسؤال هو : لماذا هذا كله؟ وماهو القادم؟ وهل القضية تسلسل خطابي علماني يهدف الى فقد الثقة في كل شيخ شرعي؟ رسالة اخيرة للفوزان : " ان الاطروحة الفكرية الغير متوقعة هذا اليوم ستصبح غداً اطروحة متوقعة، ثم تغدو بعد غدٍ مستهلكة ..اليس كذلك؟؟ " لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ******* فلم يبق الا صورة اللحم والدم وان سفاه الشيخ لا حلم بعده ******* وان الفتى بعد السفاهة يحلم انتهى،، * كاتب سعودي