أكد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز عبدالله آل الشيخ أن العقيدة الاسلامية الصحيحة هي الكفيلة بوحدة القلوب وسلامتها من الفرقة والاختلاف وان التوحيد هو سبيل الوحدة وسبيل جمع الكلمة وان الاسلام ربط الجميع الغني والفقير والذكر والانثى والحر والعبد وجعلهم بهذا الدين امة واحدة لافرق بينهم الا بالتقوى.وأشار سماحته في المحاضرة التي ألقاها مساء أمس الأول في قاعة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله بمقر جامعة ام القرى بمكةالمكرمة بعنوان- عقيدة أهل السنة وأثرها في وحدة الأمة - الى ان جزيرة العرب كانت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم احزابا متنافرة ومتباغضة لا عدل ولا أمن ولا استقرار والحكم فيها للقوي شريعة الغاب تحكمهم. وقال لما بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم توحدت هذه الجزيزة الى امة واحدة كالجسد الواحد وأنه بالاسلام توحدت القلوب والتقت الابدان والارواح واجتمعت الكلمة وتوحد الصف وقامت الامة على قدميها وانطلقت الجيوش الاسلامية لتنشر الاسلام وتبينه للناس على حق وبصيرة وتدعوهم الى كلمة التوحيد الصادقة فما هو الا نصف قرن حتى عم الاسلام وانتشر ليظهره الله على الناس ولو كره المشركون. وأكد الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ ان المسلمين بعقيدتهم الصحيحة على قلب رجل واحد كالبنيان يشد بعضه بعضا وان اختلفوا في بعض الجزيئيات الفرعية لكن هذه لم تخرجهم عن ملتهم الصحيحة ففي عهد ابي بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما كان هناك اختلاف في فرعيات المسائل ولكنها لم تفرق احدا او تمزقه لانهم جميعا كانوا يلتقون على هدف واحد وكانوا على قلب واحد مشيرا سماحته الى ان المصيبة العظمى هي الاختلاف في المنهج فهو الذي يؤدي الى تمزيق وتقسيم الامة فهناك ما يسمى المبتدعة والسلفية فالخروج عن المنهج اوقع في المشكلات. وأضاف: ان الطريق السليم هو الذي دل عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المعتقد والاوامر والنواهي وان اهل السنة والجماعة المتمسكين بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثابتون على منهج الله لم يغيرهم الزمان ولا تغير الاديان بل هم على الحق يتوارثون ايمانا بالله ورسوله وكتابه وقضائه وقدره وان اهل البدع يريدون تدمير الامة وابعادها عن الحق بزعمهم بان الله ليس له اسماء ولا صفات. واوضح سماحة مفتي عام المملكة ان من فوائد عقيدة اهل السنة جمع القلوب على قلب واحد وهدف واحد وهو اتباع الكتاب والسنة فهما عصمة لمن اعتصم بهما فمن حاد عنهما لابد ان يقع في الحيرة مشيرا الى ان اهل البدع يكفرون من خالفهم ويضللونهم وربما استحلوا دماءهم واموالهم اما اهل السنة فهم على بصيرة يعذرون الجاهل بجهله ويبينون الخطأ في تأويله ويحملون الناس على الخير ماوجدوا اليه سبيلا ويبينون الاخطاء ويحذرون من الضلال ويعاملون الناس بالعدل والانصاف. وبين سماحة مفتي عام المملكة ان الواجب على اهل العلم تقوى الله عز وجل والدعوة اليه على علم وبصيرة وتبيان الحق لمن جهله او تشابه عليه وتبصير من انصرف عن الطريق المستقيم وعن الهدى وقول الحق كما انه يجب على اهل العلم كذلك الحرص على جمع القلوب على الخير والهدى ومعاملة من زلت قدمه بالحسنى والرحمة لانقاذه مما وقع فيه من اخطاء كى يرجع الى طريق الحق. واشار سماحته فى محاضرته الى ان اهل السنة هم اهل الوسطيه والاعتدال فى كل الاحوال هم أهل العقيدة الصحيحة المبنية على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتى تجمع القلوب وتوحد الهدف والكلمة فلا غلو ولا تطرف بل امة وسط تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر.وشدد مفتى عام المملكة فى محاضرته على ضرورة وجوب احترام اهل العلم فيما بينهم وعدم تجريح الاخر لاخيه وانه من رأى من اخيه خطأ شرعيا لا دليل عليه فعليه ان ينصحه ويوجهه ويتفاهم معه حتى تسلم القلوب وتتحد الكلمة فيكون الهدف واحدا حيث لافرقة ولاتباعد ولاتشاحن.