يناور شارون من جديد للقفز على خطة خارطة الطريق من خلال مشروعه لتوسيع بعض مستوطنات الضفة الغربية مقابل تفكيك مستوطنات قطاع غزة، ورغم رفض الادارة الامريكية هذا الطرح فان شارون مازال يأمل موافقتها على نقل مستوطني القطاع الى مستوطنات محيطة بالقدس المحتلة وقرب بيت لحم، واذا كان الاقتراح الشاروني بصيغته المطروحة قد اغضب الادارة الامريكية التي رفضته بحجة انها عندما ابدت تفهما لخطة شارون بالانسحاب من غزة وازالة المستوطنات فانها كانت تنطلق من كون هذا الاجراء يمثل جزءا من الرؤية الامريكية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة انفاذا لبنود خطة الطريق الواضحة، اذا كان الاقتراح بتلك الصيغة قد اغضب الادارة الامريكية التي رأت فيه خرقا للالتزام الاسرائيلي بالتوقف عن التوسع الاستيطاني على الاراضي الفلسطينية فان ذلك غير كاف وغير مجد لايقاف شارون عن انفاذ خططه الاستيطانية التي اتضحت بكل تفاصيلها عبر تصميمه على اكمال بناء الجدار العنصري الفاصل الذي سوف يؤدي الى التهام المزيد من الاراضي الفلسطينية، ويبدو المناخ مواتيا للادارة الامريكية اذا كانت جادة في تحويل بنود خارطة الطريق الى واقع مشهود على الارض بوصفها شريكا فاعلا ومؤثرا في تسوية الازمة القائمة بين الفلسطينيين والاسرئيليين، يبدو المناخ مواتيا لاستخدام واحدة من ادوات ضغطها على شارون حتى يمتثل لمستلزمات السلام على احد اهم مساراته، ولن يتحقق ذلك الا بتطبيق خطة السلام الرباعية المؤيدة من قبل الاسرة الدولية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة والداعية الى اهمية قيام دولتين فلسطينية واسرائيلية في المنطقة تتمتعان بحدود دولية معترف بها، والخطة بهذا الطرح تضع نهاية حاسمة وقاطعة لأطول صراع سياسي من نوعه في التاريخ الحديث.