انتخب وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو امس رئيسا للحزب الاشتراكي اليوناني (بازوك) الحاكم الذي اسسه والده اندرياس باباندريو في 1974 في اقتراع شارك فيه اكثر من مليون يوناني، حيث سيخوض باباندريو بصفته الرئيس الجديد للحزب، رسميا الحملة الانتخابية للاشتراكيين تمهيدا للاقتراع التشريعي الذي سيجرى في السابع من مارس ويحاول الفوز بولاية رابعة لحزبه. وتشير استطلاعات الرأي حاليا الى تقدم حزب الديموقراطية الجديدة اليميني الذي يتزعمه كوستاس كرمنليس (47 عاما) على الحزب الاشتراكي بنسبة تتراوح بين 3 و5%. وكان الحزب الاشتراكي اليوناني عدل في مؤتمره الاستثنائي السابع نظامه الداخلي ليسمح لكل مؤيديه بالمشاركة في اختيار رئيس الحزب، في اجراء يشكل سابقة في تاريخ اليونان. كما دعي الى الاقتراع ناشطو الحزب الذين يبلغ عددهم 146 الفا وكل اليونانيين الذين تجاوزوا السادسة عشرة من العمر ويرغبون في التصويت، حيث خصص حوالى ثلاثة آلاف مكتب داخل اليونان وفي الخارج، وعشرين بلدا تضم جاليات يونانية كبيرة. وكان باباندريو المرشح الوحيد لرئاسة الحزب خلفا لرئيس الوزراء الحالي كوستاس سيميتيس مما حدد الرهان بمعرفة ما اذا كان المقترعون سيتجاوزون عدد اعضاء الحزب بشكل كبير. لذلك كان هذا التصويت يشكل اعترافا بشرعية باباندريو (51 عاما)، على حد تعبير عدد كبير من المحللين السياسيين. يشار الى ان النتائج الرسمية افادت ان مليونا و13 الفا و533 شخصا ادلوا باصواتهم، اختار مليون و11 الفا و858 شخصا باباندريو، اي ما يشكل 83،99% من الناخبين المشاركين. واكد باباندريو معلقا على النتائج ان المواطنين منحوا بذلك تفويضا لتجديد باسوك الحزب الديموقراطي من اجل تغيير اليونان، واعدا بالفوز في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في السابع من مارس المقبل. وصرح الامين العام للحزب ميخاليس كريسوهويديس ان هذه المشاركة الكبيرة تشكل تغييرا مؤسساتيا، معتبرا ان خطوة مهمة باتجاه مشاركة المواطنين في حزب مفتوح اتخذت. ويأتي هذا التغيير في طريقة انتخاب رئيس الحزب مطابقا للقناعات الشخصية لباباندريو الذي يدعو الى مشاركة اكبر من جانب المجتمع المدني في الحياة السياسية اليونانية. من جهتها، دانت احزاب المعارضة هذه الانتخابات، وقال زعيم الديموقراطية الجديدة كوستاس كرمنليس ان هذا الاقتراع ابرم قرارا اتخذ مسبقا، بينما رأى زعيم احد الاحزاب اليسارية الصغيرة نيكوس كونستانتوبولوس انه مجرد عرض لا علاقة له بالديموقراطية. يذكر ان جورج باباندريو الذي انتخب نائبا في البرلمان عندما كان في سن التاسعة والعشرين من عمره وتولى مناصب عدة في الحكومات التي ترأسها والده، وفرض نفسه في الحياة السياسية اليونانية بعد ان انضم الى الجناح التجديدي في الحزب بقيادة سيميتيس الذي تولى رئاسة الحزب بعد وفاة اندرياس باباندريو في 1996.