كنت أقرأ قائمة الفائزين بجائزة بوليتزر للصحافة الأمريكية التي تمنح سنويا لمجموعة من الصحافيين والصحف والمجلات والمصورين وفقا لتصنيف مبتكر، ولفت نظري منح كولبرت كينج من صحيفة الواشنطن بوست جائزة أفضل كاتب عن العام 2003. أوردت لجنة الجائزة مجموعة من مقالات كنج كنماذج تم اختيارها من قبل الأعضاء تبرر فوز الكاتب من بينها مقالان يتحدثان عن المملكة العربية السعودية، الأول يؤكد فيه أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تغض الطرف عن ممارسات سعودية خاطئة طمعا بالفوز بنفط دائم التدفق، ويورد كنج قصصا حول ما يسميه فصلا عنصريا بين الرجل والمرأة، وعن حقوق المرأة في السعودية، كما يورد تجربة مقهى ستاربوكس في السعودية والصعوبات التي تعرض لها في بداية أعماله، والتي اضطرته الى تغيير شعارها الذي كان يحمل صورة (حورية). يتحدث المقال الثاني عن زيارة وفد سعودي الى الولاياتالمتحدةالأمريكية، يضم رجال أعمال ومحامين وسيدات سعوديات، ويعلق فيه كنج على العلاقات السعودية الأمريكية، ويبدي الكاتب استغرابه من تذمر الوفد السعودي من الاجراءات الأمريكية المعقدة في منح تأشيرات الدخول للولايات المتحدة، ويشير الى أن الحصول على إذن بالسفر للسعودية يجد تعقيدات مماثلة إضافة الى رفض السلطات السعودية منح النساء دون محرم موافقة على دخول البلاد. مقالات كنج ليست متحاملة لكنها تسير في اتجاه واحد مبني على معلومات من وسائل الإعلام وتقارير منشورة في الصحف والمجلات الأمريكية، وليس جديدا في الإعلام الأمريكي ان نجد من يوصفون بأنهم من كبار المحللين والمتابعين لشئون الشرق الأوسط وحتى الخليج والجزيرة، وهم لم يزوروا المنطقة يوما في حياتهم، وبعضهم كانت تجربته المعاشة الوحيدة أن زار أهرامات مصر في سن شبابه. كثير مما قاله كنج يمكن مناقشته، بعض منه يمكن تفنيده، لكن السؤال الأهم هو من يهتم من قراء الواشنطن بوست وغيرها من الصحف أو من مشاهدي محطات التلفزيون في أمريكا بقراءة السيرة الذاتية لكاتب مقال او معلق سياسي يظهر على الشاشة كل يوم!