قالت الكاتبة الأمريكية الشهيرة كاريل مورفي: إن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، الذي يمنح المرأة عضوية مجلس الشورى في السعودية، نموذج لهذا التوازن الدقيق بين التحديث في السعودية والحفاظ على القيم الإسلامية. مؤكدة أن تغييراً يحدث بالسعودية، لكن لا يجب أن يكون تغييراً درامياً سريعاً، يجهض مشروع الإصلاح. وتحت عنوان "السعودية تخطو نحو التصويت للمرأة" تقول الكاتبة بمقالها على موقع "جلوبال بوست" الإخباري: "منذ 5 سنوات سألت رجل دين سعودياً عن عضوية المرأة في مجلس الشورى والبلديات فرفض الفكرة". وتضيف الكاتبة "لقد تغير الوضع في السعودية؛ فيوم الأحد الماضي أعلن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله، منح المرأة العضوية في مجلس الشورى، وحق الترشح والتصويت في الانتخابات البلدية القادمة 2015". وتمضي الكاتبة راصدة نهج التغيير الهادئ المتوازن الذي اختاره الملك عبد الله لمشروعه الإصلاحي، وتقول: "إن هذا النوع من التغيير نموذج لتلك العلاقة النشطة والمتحركة بين الملك عبد الله وعلماء الدين؛ فقد سأل الملك عبد الله العلماء في هيئة كبار العلماء، وهو نهج الأسرة المالكة، خاصة في القرارات الحساسة التي يمكن أن تثير جدلاً؛ لينتهي الملك عبد الله إلى قرار عبَّر عنه بقوله (إن التحديث المتوازن والمتفِق مع قيمنا الإسلامية التي تصاغ بها الحقوق مطلب مهم في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين أو للمترددين)". وتضيف الكاتبة "أيضاً حرص الملك عبد الله على التأكيد على أن قراره له جذور في الشريعة الإسلامية، والتاريخ والموروث الإسلامي؛ وذلك بهدف إبطال حجج متحملة، قد يسوقها بعض النقاد، فقال (يعلم الجميع أن للمرأة المسلمة في تاريخنا الإسلامي مواقف مشهودة منذ عهد النبوة فيا يخص المشورة، والشواهد كثيرة على ذلك إلى يومنا هذا)". وتنقل الكاتبة مورفي عن عضو مجلس الشورى السابق محمد آل زلفة قوله بهذا الصدد: "لقد تجلت شجاعة الملك عبد الله وهو يعلن صراحة أن ما قرره يتوافق مع الإسلام كما كان في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم". ويضيف آل زلفة "إن الملك اتخذ القرار وفقاً للإسلام الحقيقي كما نعرفه، والإسلام الحقيقي يمنح المرأة حقوقها، التي تجعلها عضواً كاملاً في المجتمع". وفي نهاية مقالها تؤكد الكاتبة أن "تطبيق قرارات الملك عبد الله المفتاح الذي سيحدد إن كانت المرأة السعودية على الطريق لعصر جديد أم لا". جدير بالذكر أن كاريل مورفي، التي زارت السعودية مرات عديدة، صحفية مستقلة، ومؤلفة كتاب "الشغف بالإسلام"، الذي تستكشف فيه الحركة المعاصرة لإحياء الإسلام، وتكشف عن جذور التطرف الديني في الشرق الأوسط، والكتاب نتاج تجربة إقامتها في القاهرة 5 سنوات. وقد عملت مورفي فترة طويلة بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، وحصلت على جائزة "جورج بولك للتقارير الخارجية" عام 1990، وجائزة "بوليتزر" للصحافة الدولية عام 1991، عن تغطيتها احتلال الكويت وحرب الخليج الثانية.