هدد ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي امس بتشكيل حكومة جديدة اذا حاول شركاؤه في الائتلاف الحاكم تعطيل خطته لاخلاء كل المستوطنات اليهودية في قطاع غزة تقريبا.وجاء تهديد شارون في تصريحات ادلى بها لصحيفة يديعوت احرونوت بعد ان اعلن امس الاول عن خطة استراتيجية لاخلاء غالبية المستوطنات في غزة وفاز بعد ذلك في اقتراع البرلمان على الثقة بحكومته بفارق صوت واحد وسط معارضة شديدة من حلفائه اليمينيين المتشددين.وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي للصحيفة لن اتردد في تشكيل حكومة جديدة. لا لاني أتعجل القيام بهذه الخطوة لكني لا أنوي أن أبقى تحت رحمة الفصائل...فهذا لن يسمح لي بادارة شؤون الدولة. وفيما يتعلق بالمستوطنات ففي الوقت الذي اكد فيه شارون ان ازالتها من قطاع غزة حاسم لبقاء اسرائيل، قلل الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات فى تصريحات له من اهمية تصريحات شارون 00 وقال ان شارون يتحدث عن اخلاء 17 مبنى جاهزا وسيقوم بعد ذلك باحضار 170 غيرها ، الا ان شارون قال لصحيفة معاريف الاسرائيلية سأواجه المستوطنين بوضوح، فلن يكون الامر سهلا وسيكون قاسيا، لانه امر معقد كونه يتعلق بآلاف الاشخاص لكنني اعرف ان هذه الخطة حاسمة لبقاء البلاد (اسرائيل) والشعب (اليهودي). انها مسؤوليتي. وبحسب تقديرات لاقتصاديين نشرتها صحيفة معاريف امس فان التعويضات التي ستدفع للمستوطنين اليهود الذين يعتزم رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اجلاءهم من قطاع غزة قد تصل الى 500 الف دولار وسطيا للعائلة الواحدة. واوضحت الصحيفة ان رئيس مجلس الامن القومي الجنرال غيورا ايلاند كلف المدير العام لوزارة المالية يوسي بيشور بوضع معايير هذه التعويضات التي قد تصل قيمتها الاجمالية الى اكثر من نصف مليار دولار لنحو 1500 عائلة. واشارت الصحيفة الى ان الارقام حددت على اساس المعايير التي اعتمدت للمستوطنين اليهود الذين تم اجلاؤهم من سيناء قبل اعادتها الى مصر بعد توقيع معاهدة السلام بين اسرائيل ومصر في 1979. واضافت الصحيفة ايضا ان المدير العام لوزارة العدل الاسرائيلية اهارون ابراموفيتز كلف من جهته باعداد الاطار القانوني الذي يتيح التعويض عن المستوطنين الذين سيتم اجلاؤهم. يشار الى ان حوالى 7500 مستوطن يهودي في 21 مستوطنة في قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه الفلسطينيين 2ر1 مليون نسمة. من جانبه قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت امس ان بلاده ستبدأ تنفيذ خطتها لفك الارتباط مع الفلسطينيين من جانب واحد خلال أربعة إلى خمسة أشهر. وقال أولمرت في تصريح لراديو إسرائيل الانتقال من مرحلة انتظار (حدوث تقدم في) المفاوضات، وهو أمر أعتقد أنه لن يحدث، إلى مرحلة الاستعداد لتنفيذ خطوات أحادية الجانب سيكون تقريبا في يونيو أو يوليو.وجاء تصريح أولمرت بعد أن أعلن رئيس الوزراء ارييل شارون أمس الاول أنه أمر المسؤولين بالاستعداد لاخلاء 17 مستوطنة يهودية في قطاع غزة في إطار خطة فك الارتباط. ورفض نائب شارون الذي أصر على أن رئيس الوزراء جاد في كلامه ردود الفعل المتشككة من جانب زعماء المعارضة في إسرائيل والاحزاب القومية المتطرفة في الحكومة الائتلافية، قائلا كل من سمعه (عندما أعلن خطته لاول مرة في خطاب في ديسمبر) .. يعرف أن رئيس الوزراء مقدم على مناورة سياسية عظيمة وحاسمة وبالغة الاهمية. على الصعيد الشعبي افاد استطلاع للرأي نشرت صحيفة يديعوت احرونوت نتائجه في عددها الصادر امس ان غالبية ساحقة من الاسرائيليين تؤيد تفكيك المستوطنات اليهودية في قطاع غزة المحتل منذ يونيو 1967، في اجراء احادي الجانب.واكد 59% من الاسرائيليين موافقتهم على هذا الاجراء الذي اقترحه رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بينما عبر 34% عن معارضتهم لهذه الخطوة ولم يبد 7% اي رأي. واجرى معهد دحاف الاستطلاع الذي شمل 500 شخص يشكلون عينة تمثيلية للسكان البالغين في اسرائيل، بهامش خطأ يبلغ 5ر4% . وافاد هذا الاستطلاع ان 57% من الاسرائيليين مقتنعون بان شارون تحدث عن هذه الخطة لاسباب سياسية بينما رأى 24% انه يريد التغطية على قضية فساد تطاله، الا ان 11% من الاسرائيليين قالوا ان دوافع شارون سياسية وشخصية في وقت واحد بينما لم يعبر 8% عن اي رأي. على الصعيد الدولي رحبت الولاياتالمتحدةالامريكية بخطة الرئيس شارون باخلاء بعض المستوطنات الاسرائيلية فى قطاع غزة 0 وقال سكوت ماكيلان المتحدث باسم البيت الابيض انه من المشجع ان تتخذ اسرائيل خطوات جريئة لتخفيف التوترات بين الجانبين الاسرائيلى والفلسطينى بشكل يوءدى الى زيادة حرية التنقل للفلسطينيين ويخفف العبء على عاتق الجنود الاسرائيليين. طفل اسرائيلي في احدى المستوطنات