كشف مصدر عسكري أمريكي رفيع، ولأول مرة، أن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، يتجاوب مع المحققين وأن المعلومات التي أدلى بها ساعدت القوات الأمريكية على الاستدلال على خلايا المقاومة. وقال المصدر، الذي آثر عدم الكشف عن هويته، إن المعلومات التي عثر عليها بحوزة صدام إبان اعتقاله فضلاً عن المعلومات المستقاة منه ساعدت على تشتيت تلك الخلايا واقتفاء أثر مصادر تمويلها. ويعتقد الجيش الأمريكي بوجود أربعة عشرة خلية ناشطة في العاصمة العراقية، بغداد. وتتكون كل خلية من حوالي 250 إلى 300 من "العناصر الملتزمة" الموالية لصدام. ورفض المصدر الكشف عن نوعية ومدى المعلومات التي أفضى بها الرئيس العراقي المخلوع، وفق وكالة الأسوشيتد برس. وتعد تصريحات المسؤول العسكري أول شارة أمريكية إلى أن استجواب صدام، الذي اعتقلته القوات الأمريكية في 13 ديسمبر، من قبل الاستخبارات الأمريكية قد أتت بنتائج، وذلك في أعقاب تصريحات متعاقبة ومتكررة من رفضه التعاون. وتأتي هذه التصريحات على عكس ما أشار اليه وزير الخارجية الأمريكي كولن باول، في حديث لشبكة "سكاينيوز" البريطانية مؤخرا، حيث قال إن صدام حسين لم يواف الولاياتالمتحدة بأي معلومات ذات فائدة، وأنه، على النقيض، يحاول حماية نفسه وتبرير تصرفاته الخسيسة أثناء فترة رئاسته كديكتاتور على العراق. وأنه لا يبدي تعاونا. ومن جهة أخرى، أشارت مصادر عسكرية إلى استمرار تدفق المقاتلين الأجانب من خارج العراق. وتتزامن تصريحات المسؤول العسكري الأمريكي مع عيد أضحى دام شهدته العراق الأحد بتنفيذ عمليتين انتحاريتين في مقار اثنين من الفصائل الكردية الرئيسية أسفرتا عن مصرع 57 شخصاً على الأقل وإصابة 235 بجراح. ولم تتبن أي جهة مسؤولية التفجيرين الداميين، بيد أن القوات الامريكية أشارت إلى نشاط جماعة أنصار الإسلام في تلك المنطقة. كما تزامنت المذبحة مع زيارة نائب وزير الدفاع الأمريكي، بول وولفويتز، بزيارة خاطفة للعراق لتفقد القوات الأمريكية العاملة هناك ومناقشة عمليات الاستبدال والإحلال الضخمة للقوات الأمريكية في العراق.